كأس العرش وكأس الكاف أجمل ما سأحتفظ بهما في حياتي كنا أسودا أمام الصفاقس وأنهينا ما كان يسمى بالعقدة سأغادر الفتح في المرحلة الشتوية القادمة حلمي أن أضمن رسميتي في الفريق الوطني
سجل أول هدف في شباك جاسم الخلوفي، أشعل فتيل الفرح والزغاريد في كل مكان، وفتح شهية التهديف لزملائه، عاش فرحة لا توصف في قلب الصفاقس وعانق الكأس الغالية، متوجا، بطلا وأسدا، مؤكدا أن الفتح يستحق أن يكون بطل إفريقيا عن جدارة واستحقاق. في هذا الحوار يستعيد عبد الفتاح بوخريص ذكريات الماضي، يقف عند أهم المحطات التي كبر فيها الفتح وشرف الكرة المغربية أحسن تشريف والذي تجاوز عقبة الطقوس الإفريقية وكل المحاولات اليائسة من حكام سقطوا في المحظور، لكن رغبة اللاعبين كانت قوية وأحدثوا مفاجأة من العيار الثقيل عندما عاد بالكأس من قلب تونس وبالضبط من الصفاقس أمام جماهير غفيرة ملأت جميع جنبات ملعب الطيب المهيري. عبد الفتاح بوخريص نخلة الفتح الصامدة، البطل الإفريقي ينشر أفراحه ويقرأ خصوصيات الفوز بالكأس لأول مرة في تاريخ الفتح.. تابعوا التفاصيل.. المنتخب: كأس إفريقية لأول مرة، بعد مشوار مليء بالمفاجآت، كيف تقرأ هذا الإنجاز التاريخي؟ بوخريص: بسم الله الرحمن الرحيم.. بكل صراحة هذا اللقب الإفريقي هو إنجاز تاريخي لفريق الفتح، ويحسب للكرة المغربية.. وبهذه المناسبة أود أن أهدي هذا الإنجاز وهذا اللقب للرياضي الأول صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وإلى الشعب المغربي الذي يستحق هذا الإنجاز الكبير بعد هذا المشوار الناجح الذي لم يكن أحد ينتظره.. أنا سعيدا بهذا اللقب الإفريقي الذي شكل محطة مهمة في مسيرة الفتح الذي كان بحاجة إليه بعد مجهود كبير قمنا به في هذه المنافسات، صراحة عشنا مغامرات جميلة على الواجهة الإفريقية، وكسبنا خبرة إفريقية إضافية أكيد تساعدنا في مشوارنا على مستوى البطولة الوطنية. أود أن أهنئ جميع اللاعبين على إستماتتهم وقتاليتهم في هذه المباراة التي ستدخل التاريخ، خاصة أمام فريق كبير إسمه الصفاقس التونسي الذي بحوزته ثلاثة ألقاب إفريقية، كما أود أن أشكر الطاقم التقني وعلى رأسه المدرب حسين عموتا الذي استطاع أن يقود الفريق بثبات وعن جدارة واستحقاق إلى الفوز بكأس إفريقيا الذي أعاد الإعتبار للكرة المغربية بعد آخر تتويج للجيش الملكي عام 2005. هنيئا لكل المغاربة، وإن شاء الله سنواصل مشوارنا بعزيمة كبيرة حتى يحقق الفتح أهدافه وطموحاته. المنتخب: هذا التتويج يأتي بعد فوزكم بكأس العرش، ما السر في ذلك؟ بوخريص: بكل صراحة الفوز بكأس العرش منحنا قوة كبيرة من أجل البحث عن اللقب الإفريقي، وأكيد أن أي نتيجة غير الفوز في كأس العرش سيكون لها تأثير سلبي في نفسية اللاعبين الذين كانوا يتطلعون إلى الفوز بهذا اللقب الذي ضاع منا في الموسم الماضي، مع كامل الأسف كنت أود أن أشارك زملائي في هذه الكأس، لكن قلبي كان معهم، ويستحقون هذه الكأس الغالية على كل مغربي بالنظر لقيمتها ورمزيتها.. المنتخب: أجواء نهائي كأس الإتحاد الإفريقي كانت صعبة على لاعبي الفتح بالنظر للجماهير الغفيرة ولأخطاء التحكيم، ألم يؤثر عليكم هذا الوضع؟ بوخريص: لقد إستأسنا بالأجواء الإفريقية وبطقوسها، ولعبنا أمام الآلاف من الجماهير، ما يعني أن هذا الجانب لم يؤثر علينا أبدا.. جمهور الصفاقس خلق الإحتفالية لفريقه قبل بداية المباراة ، ما يعني أن الضغط كان على الصفاقس وليس علينا، لذلك لعبنا مباراة كبيرة، وتمكنا من ضبط إيقاعها برغم أن الحكم كان قاسيا معنا في بعض الحالات التي أعلن عنها كضربة الجزاء الخيالية التي منحها لفريق الصفاقس، لكن الجميل في الموضوع هو أن جميع اللاعبين لم يبالوا بقرارات الحكم بقدر ما إنصب تفكيرهم على المباراة، والحمد لله قدمنا أداء جيدا بلا مركب نقص. المنتخب: وأنتم في رقعة الميدان وجمهور مغربي كبير في المدرجات يشجعكم كيف، كيف عشتم هذه الأجواء؟ بوخريص: صراحة كانت أجواء رائعة ونحن نساند من طرف الجماهير التي جاءت من الرباط ومن الطلبة المغاربة الذين يزاولون دراستهم بتونس، لقد كان الجو رائعا، خاصة عندما كنا نسمع النشيد الوطني، حيث بعث فينا حماسا كبيرا وهو يردد ثلاث مرات.. الدعم والمساندة كانت ضرورية في هذه المباراة للفوز بالكأس. المنتخب: إفتتحت حصة التسجيل، كيف كنت تشعر وقد وقعت على أول هدف؟ بوخريص: بكل صراحة شعرت بسعادة كبيرة بهذا الهدف الذي سجلته الذي كان فاتحة خير على زملائي الذين تمكنوا من تسجيل ثلاثة أهداف، في الواقع كانت رغبتي في أن أسجل هدفا في هذه المباراة والله لم يخيب ظني، ونقشت إسمي على الواجهة الإفريقية برفقة زملائي الذين كانوا في مستوى تطلعات الجماهير المغربية وفي موعد مع التاريخ. المنتخب: وأنتم تحتلفون في ملعب الطيب المهيري بالكأس في ملحمة خالدة، ما هي الأشياء التي كنتم تفكرون فيها في تلك اللحظة؟ بوخريص: كنا نفكر في بلدنا المغرب وفي الجمهور المغربي الذي آزرنا وساندنا وقدم لنا كل الدعم في هذا المشوار الإفريقي، كنا ندرك أن كرة القدم المغربية كانت بحاجة إلى مثل هذا اللقب الذي أعاد للكرة المغربية هيبتها وحضورها على الواجهة الإفريقية، وهذا اللقب سيعزز مكانتنا كذلك في الإتحاد الإفريقي، هذه الفرحة التي لا توصف مكنت المغاربة من أن يثقوا في أنديتهم وفي منتوجهم الكروي.. إن شاء الله سنواصل هذه المسيرة لأن الفتح أصبح الآن من الفرق الكبيرة في البطولة الوطنية وفي إفريقيا. المنتخب: هل أصبحت مع الفتح متخصصان في الألقاب؟ بوخريص: الحمد لله هذه نعم منه، ولكل مجتهد نصيب.. كافحنا وناضلنا بما فيه الكفاية، والله جازانا على هذا المجهود بفوزنا بكأسين غاليين في أسبوع واحد، وهذا إنجاز تاريخي يحسب للكرة المغربية، وشهيتنا مفتوحة الآن للفوز بالألقاب التي غابت عن فريق الفتح منذ سنوات، والحمد لله عادت هذه الألقاب لتنضاف لخزينة الفتح، وإن شاء الله سنعمل على أن يصبح الفتح الرياضي الرباطي متخصصا في الألقاب. المنتخب: الكثيرون يتحدثون عن إمكانية فوزكم بلقب البطولة الوطنية، هل هذا وارد؟ بوخريص: أولا الحديث عن لقب البطولة الوطنية حديث سابق لأوانه، نحن الآن إنتهينا من منافسات كأس إفريقيا وكأس العرش ووفقنا الله في هذين المحطتين، والآن سينصب تفكيرنا على مباريات البطولة لأننا بحاجة إلى نتائج من شأنها أن تضعنا في وضعية جيدة، المهم سندافع عن حظوظنا وخطتنا أننا سنلعب مباراة بعد مباراة. المنتخب: نلاحظ عودة الجمهور لتشجيع الفريق بعد تحقيق النتائج المرجوة، هل هذا مكسب جديد للفتح؟ بوخريص: الحضور الجماهيري سيساعد الفريق على تحقيق النتائج الإيجابية وسيرفع من معنويات اللاعبين الذين كبر طموحهم للبحث عن الألقاب، وأتمنى أن يواصل هذا الجمهور حضوره بكثافة كما عودنا في المباريات الأخيرة لأنه صراحة عشنا محنة كبيرة مع غياب الجمهور في مبارياتنا سواء في البطولة أو في منافسات كأس العرش ثم منافسات كأس إفريقيا، وعندما بدأنا نحقق النتائج عاد هذا الجمهور يساندنا.. نحن على أتم الإستعداد لمواصلة المسيرة التي دشنها بتتويجين غاليين، وسنسعده ونفرحه في جميع المباريات. المنتخب: ما هو شعورك وأنتم تكرمون من طرف هذه الجماهير الغفيرة التي استقبلتكم بالمطار؟ بوخريص: هذا تتويج آخر، خاصة وأن هذه الجماهير ذكرتنا بالملاحم الوطنية، وبالإنجازت التي حققتها كرة القدم المغربية، شكرا لهذه الجماهير الوفية التي رغم أن الوقت كان متأخرا جاءت لتحتفل معنا بفوزنا بالكأس، هذا تتويج لكرتنا الوطنية وللجمهور المغربي في كل مكان، أكيد أن الأفراح التي وجدناها في المطار قد أنصفتنا وأعادت إلينا الإعتبار. المنتخب: كيف تقرأ مستقبل الفتح بعد التتويجين الأخيرين؟ بوخريص: أكيد أن الفتح بات له مستقبل جيد وأنه في أيادي آمنة ولا خوف عليه، ما أطلبه هو أن يتواصل الدعم الجماهيري، حتى يبقى محافظا على تألق الفريق في مختلف المنافسات. المنتخب: ومستقبلك، كيف سيكون مع الفتح، خاصة وأن عقدك سينتهي في الفترة الشتوية القادمة؟ بوخريص: بالفعل عقدي سينتهي في الفترة الشتوية ولدي لحد الآن عرضان من البرتغال وفرنسا، وسأقرر في شأنهما قريبا، خاصة وأن كلا العرضين جيدين، وأنا أريد أن أخوض تجربة إحترافية من شأنها أن تمكنني من البقاء رهن المنتخب المغربي. المنتخب: وإذا ما وفر لك الفتح ظروف البقاء في صفوفه؟ بوخريص: صراحة لن أنسى ما عشته مع الفتح، وأكيد أن الألقاب ولحظات الصعود ستبقى راسخة في ذهني وحياتي، إنها جزء لا يتجزأ من ذكرياتي الرائعة.. الجميع يعرف بأن الإحتراف أصبح ضروريا لأي لاعب لكي يطور تجربته ومشواره ويستفيد ماديا كذلك، لقد أعطيت للفتح الشيء الكثير وأعطاني كذلك الشيء الكثير، وحان الوقت لأخوض تجربة إحترافية تنفعني كثيرا. المنتخب: هل اختيارك للإحتراف مرتبط ببقائك قريبا من الفريق الوطني؟ بوخريص: بكل تأكيد أن رغبتي كبيرة في حمل قميص المنتخب الوطني، وحلمي كبير في أن أكون لاعبا رسميا في صفوفه، وسأعمل جاهدا لأضمن رسمتي في صفوف الأسود في عهد الناخب الوطني إيريك غيرتس الذي يتابع جميع المغاربة سواء المحترفين أو المحليين. حلم الإحتراف يراودني صراحة وأملي أن أحققه. المنتخب: نعود معك إلى هذا الإنجاز التاريخي، متى إعتقدتم بأنه بإمكانكم الوصول إلى النهائي الإفريقي؟ بوخريص: أثناء كل مباراة خضناها كان حلمنا يكبر وكان طموحنا يسير نحن تشريف الكرة المغربية أحسن تشريف وتلميع صورة الكرة الوطنية إفريقيا، هذا هو الرهان الذي كان يجمعنا كلاعبين، صراحة عندما فزنا على سطاد مالي وسبور يونايتد تأكد لنا بأنه بإمكاننا أن نسير نحو النهاية، والحمد لله تحقق المراد والمبتغى. المنتخب: كيف عشت أجواء الإحتفالات مع العائلة؟ بوخريص: أصدقائي في الحي والعائلة إستقبلوني إستقبالا حارا واحتفلوا معي بهذا الإنجاز الكبير وأشكرهم على هذا الدعم. المنتخب: ماذا تقول في كلمة ختامية؟ بوخريص: أشكركم على هذه الإستضافة، وشكرا لجميع المغاربة على دعمهم لفريق الفتح الذي حقق لهم أمنية غالية بعد الفوز بكأس العرش، بحيث كنا بحاجة إلى هذا اللقب الذي زاد من سمعة المغرب إفريقيا وأعطانا قوة إفريقية إفتقدتها الكرة المغربية في السنوات الأخيرة، الحمد لله هذه مجرد بداية وإن شاء الله ستعود الكرة المغربية إلى سابق عهدها بعد هذا الإنجاز الذي حققه الفتح، وأملي كذلك أن يعود الفريق الوطني إلى تحقيق النتائج المرجوة التي ينتظرها الجمهور المغربي، وهنيئا لكل المغاربة بهذا اللقب الإفريقي. حاوره: