بايتاس: الحكومة تتابع عن كثب أوضاع الجالية المغربية المقيمة بلبنان    تسهيلات جديدة.. اتفاق مغربي-إيطالي لاستبدال رخص السياقة دون اختبارات        غياب زياش .. الركراكي يكشف عن لائحة المنتخب الوطني لمقابلتي افريقيا الوسطى    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    تأجيل جلسة محاكمة جريمة قتل الطالب أنور العثماني في طنجة    مندوبية التخطيط تكشف عدد الرافضين لعملية الاحصاء سنة 2024    الانتظام في الأداء أهم المعايير للتواجد في لائحة المنتخب المغربي    بايتاس يلوم الجفاف على عدم تحقيق نسبة نمو كبيرة للاقتصاد المغربي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بتحديد نظام البذلة الرسمية لموظفي إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة    الركراكي يساند النصيري ويكشف هوية قائد المنتخب    الاتحاد الدولي لكرة القدم يحذر اسبانيا من احتمال سحب تنظيم كأس العالم 2030        عبد اللطيف حموشي يستقبل المستشار العسكري الرئيسي البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا    أخبار الساحة    بناء مستودع جديد للأموات في الناظور بمليار و 200 مليون    أعترف بأن هوايَ لبناني: الحديقة الخلفية للشهداء!    مهرجان سيدي عثمان السينمائي يكرم الممثل الشعبي إبراهيم خاي    قراصنة على اليابسة    فتح باب الترشيح لجائزة المغرب للكتاب 2024    مقاطع فيديو قديمة تورط جاستن بيبر مع "ديدي" المتهم باعتداءات جنسية    "جريمة سياسية" .. مطالب بمحاسبة ميراوي بعد ضياع سنة دراسية بكليات الطب    تداولات خضراء في بورصة الدار البيضاء    جائزة نوبل للسلام.. بين الأونروا وغوتيريس واحتمال الإلغاء    استدعاء وزراء المالية والداخلية والتجهيز للبرلمان لمناقشة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات    مذكرات توقف 3 أشخاص بالقصر الكبير    بسبب الحروب .. هل نشهد "سنة بيضاء" في تاريخ جوائز نوبل 2024؟    إطلاق مركز للعلاج الجيني في المملكة المتحدة برئاسة أستاذ من الناظور    كم يبلغ سعر الاورو والدولار هذا اليوم؟ .. بنك المغرب يحدد    مؤتمر علمي في طنجة يقارب دور المدن الذكية في تطوير المجتمعات الحضرية    إصابة 23 تلميذا في انقلاب حافلة للنقل المدرسي ضواحي آسفي    غارات ليلية عنيفة بطائرات حربية في أقرب ضربة لوسط بيروت منذ حملة القصف    الذكاء الاصطناعي والحركات السياسية .. قضايا حيوية بفعاليات موسم أصيلة    تطوير طائرات مسيرة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لاكتشاف عيوب عمليات البناء    سفير إسرائيل بالأمم المتحدة:الرد على هجمات إيران سيكون قريبا    من بينها "العدل والإحسان".. هيئات مغربية تواصل الحشد للمشاركة في المسيرة الوطنية تخليدا للذكرى الأولى ل"طوفان الأقصى"    توقيع اتفاقية لدعم القدرات الرقمية للمؤسسات التعليمية بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة    إيقاف بن عطية 6 مباريات بسبب انتقادات حادة لحكم مباراة مارسيليا وليون    ارتفاع أسعار النفط في ظل تصاعد مخاوف جيوسياسية        مندوبية طنجة تعلن عن منع صيد سمك بوسيف بمياه البحر الأبيض المتوسط    الرئيس الإيراني: "إذا ردت إسرائيل سيكون ردنا أقسى وأشد"    وقفة أمام البرلمان في الرباط للتضامن مع لبنان وغزة ضد عدوان إسرائيل        كيوسك الخميس | ودائع المغاربة لدى الأبناك تتجاوز ألفا و202 مليار درهم    إطلاق مركز للعلاج الجيني في شيفيلد برئاسة أستاذ مغربي ببريطانيا    النظام الجزائري يستغل التظاهرات الرياضية الدولية لتصريف معاداة المغرب    مقتل صهر حسن نصر الله في قصف دمشق    المغرب يشرع في فرض ضريبة "الكاربون" اعتبارا من 2025    مستقبل الصناعات الثقافية والإبداعية يشغل القطاعين العام والخاص بالمغرب    مغربي يقود مركزاً بريطانياً للعلاج الجيني    الرياضة .. ركيزة أساسية لعلاج الاكتئاب    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    دراسة: التلوث الضوئي الليلي يزيد من مخاطر الإصابة بالزهايمر    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيسى حياتو ربان كرة القدم الإفريقي في حوار حصري
نشر في المنتخب يوم 10 - 12 - 2010


أنا عظمي صلب ولا أنكسر أمام المؤامرات
حصلنا على منحة بقيمة 25 ألف فرنك سويسري فحولوها إلى رشوة
لا أسمح بأن يدخل فرنك واحد حسابي الشخصي
أرادوا زعزعة الفيفا والتشويش عن قصد على ملفات بعينها
هذه مبررات إختيار روسيا وقطر لتنظيم كأس العالم 2018 و2022
المغرب، مصر، الجزائر ونيجيريا بمقدورهم تنظيم كأس العالم على أعلى مستوى
جنوب إفريقيا نظمت ثالث أحسن مونديال في التاريخ
إستهدفونا كأفارقة لأنهم يتوهمون أننا سنبيع جلدنا بثمن بخس
أمامي سنتان من التفكير لأقرر إن كنت سأستمر أم سأنسحب من الكاف
الفرق بين الإتحاد الإفريقي لكرة القدم قبل 25 سنة والإتحاد الإفريقي اليوم كالفرق بين النهار والليل
شهر يناير القادم سنعين من المغرب وجنوب إفريقيا ينظم "كان" 2015 و"كان" 2017
بباريس في يوم ماطر إلتقيناه متبسما كعادته وقد عاد لثوه من زيوريخ، تحديدا من مقر الإتحاد الدولي لكرة القدم، بيت العائلة العالمية، حي شارك 21 عضوا من اللجنة التنفيذية للفيفا في إحداث ما يشبه الثورة، بإعلان روسيا وقطر مستضيفين تباعا لكأس العالم 2018 وكأس العالم 2022.
بالطبع لم يكن الغرض من اللقاء النفاذ إلى الحكمة من وراء تعيين روسيا وقطر لاحتضان العرس الكروي الكوني، ولكن الخوض بكل جرأة في موجة التهم التي إستهدفت السيد عيسى حياتو رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم عشية مشاركته في صناعة القرار، التهم بالرشوة وبالفساد..
ولأن الرجل يعيش بضمير حي، نظيف ومرتاح، فإنه عرج بأمانة على كل المؤامرات وعلى كل أجنحة الشر التي حلقت صوبه، فجاء هذا الحوار الإنفرادي ناطقا بكل الحقائق.
المنتخب: خلال الأيام القليلة الماضية راج في الصحافة السويسرية أنكم ضبطتم في قضية رشوة، وقيل أنكم بمعية عضوين آخرين من المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي لكرة القدم حصلتم على مبالغ مالية من مؤسسة (ISL) التي أعلنت فيما بعد إفلاسها، ماذا كانت ردة فعلكم إزاء قضية يعود تاريخها إلى ما قبل 15 سنة؟
عيسى حياتو: (ضاحكا) كان أمرا مخجلا أن يتم الحديث عن ملايين، الأمر حقيقة يدهشني ويفاجئني في الآن نفسه، ثانيا أبدا لم أتورط طوال مشواري الرياضي في أي قضية رشوة، أما ما حدث بالضبط فسأرويه لكم بكامل التفاصيل..
سنة 1995 قرر الإتحاد الإفريقي لكرة القدم إحياء الذكرى الأربعين على تأسيسه، ومستشهرنا في ذاك الوقت الذي هو (أنترناسيونال سبور ولوازير) والذي تم حله فيما بعد، أعطى بشكل قانوني ومصرح به لدى المحاكم السويسرية منحة للإتحاد الإفريقي لكرة القدم قيمتها 25 ألف فرنك سويسري (حوالي 225 ألف درهم مغربي).
الأمر إذا لا يتعلق بالملايين كما تم الترويج لذلك، وهذه المنحة تعود إلى 16 سنة خلت، وقد سلمت للإتحاد الإفريقي كمساعدة لتنظيم الإحتفالات بالذكرى الأربعين، وشخصيا لم أقبل بها إلا بعد عرضها على أعضاء اللجنة التنفيذية للإتحاد الإفريقي لكرة القدم للموافقة عليها، وبعد الحصول على موافقة الأعضاء جرى تحويل هذه المنحة رأسا لحساب الإتحاد الإفريقي وليس لحساب عيسى حياتو الشخصي.
وفي التقارير المالية التي عرضتها هذه المؤسسة عند الحاجة كان منصوصا بأحرف بارزة أن المنحة جرى تحويلها لحساب الإتحاد الإفريقي.
ولكن لأن من اختار التوقيت المناسب لإثارة هذه القضية وقد إنقضى عليها 16 سنة، وقد كنا مقبلين كأعضاء في المكتب التنفيذي للفيفا لإعلان البلدين المنظمين لكأس العالم 2018 وكأس العالم 2022، فإنه إختار للأسف أن يقدمها مصحوبة بكثير من المغالطات ليظهر للعالم أننا أناس مرتشون..
وأعود للتذكير أنها قضية تعود إلى سنة 1995 وعرضتها المحاكم على الإفتحاص عندما أعلنت الشركة موقوفة عن العمل في أبريل 2009، وأبدا لم يتم متابعة الإتحاد الدولي والإتحاد الإفريقي لكرة القدم بأي شيء.
للأسف من قصدوا مهاجمة الفيفا عادوا إلى وثائق هذه المؤسسة المتوقفة عن العمل واستخلصوا منها ما كان يبدو لهم مثيرا للفتنة وللشبهات، فكان سهلا عليهم إتهامي بالحصول على رشاوي وأنا في الواقع منها بريئ، بل إنهم روجوا لملايين وملايين مع أن الأمر يتعلق بمبلغ لا يزيد عن 25 ألف فرنك سويسري.
المنتخب: إذا فهذه الأموال لم تحول إلى حسابك الشخصي؟
عيسى حياتو: أبدا.. لا أقبل على الإطلاق أن تحول هذه الأموال لحسابي الشخصي، لقد تم تحويلها بالكامل لحساب الإتحاد الإفريقي لكرة القدم والتقارير المالية القديمة تقول ذلك..
المنتخب: هل وراء هذه القضية التي أثيرت بهذا الشكل وفي هذه الظرفية الحاسمة شخص أو مجموعة أشخاص قصدت تدميرك؟ هل تعرف هذه الجهة التي تريد تحطيمك؟
عيسى حياتو: في الواقع لا يمكنني أن أتهم شخصا بعينه أو جهة بعينها.
كل ما أستطيع أن أقوله أن الظرفية التي تم إنتقاؤها بعناية فائقة، وهي ظرفية التصويت على البلدين المستضيفين لكأس العالم 2018 و2022، تقول بأن هناك جهة معينة أرادت التشويش، ودعني أطرح معك هذا السؤال..
القضية تعود إلى 16 سنة خلت، فلماذا انتظروا كل هذا الوقت لإثارتها على بعد يومين من تاريخ التصويت؟
أنا أقول بمطلق الأمانة أن هناك إرادة للهدم.. لا يمكنني أن أقول لك بمنتهى الدقة من هي الجهة التي تقف وراء هذا العمل، ولكن أنتهي إلى أنه لم يكن من اللائق أبدا ولا من النزاهة أن تثار هذه القضية في هذا الوقت بالذات..
المنتخب: هل تعتقدون السيد عيسى حياتو أن التوقيت الذي اختارته الصحافة بخاصة منها البريطانية لإثارة قضايا الرشوة كان بهدف الضغط عليكم كأعضاء للجنة التنفيذية للفيفا وأنتم مقبلون على التصويت على البلد المنظم لكأس العالم؟
عيسى حياتو: نعم، جميعا نعتقد أن من صمموا هذه المسرحية قصدوا بالفعل الضغط على أعضاء اللجنة التنفيذية وأكثر منه الإضرار بملفات بعينها، وإلحاق الضرر بهذه الملفات كان يمر من التشهير بأعضاء بعينهم داخل اللجنة التنفيذية، وقد كان أمرا غريبا أن يكون المستهدفون بهذا التشهير أعضاء أفارقة، تتذكرون جيدا أنه قبل نحو شهر فتحت الفيفا تحقيقا لم تنشر كافة تفاصيله أدان أشخاصا بعينهم، لم يكن هذا كافيا لهم، فبحثوا عن ضحايا جدد، وانتهى بهم الأمر إلى نفض الغبار عن قضية تعود إلى 16 سنة خلت، وهي قضية قانونية مليون بالمائة ما دام أنها تتعلق بمنحة سلمت لهيئة تنص قوانينها على ذلك، ثم أن الإتحاد الإفريقي لكرة القدم ليس وحده من حصل على منح، هناك هيئات كثيرة حصلت على منح بموجب ما تقتضيه القوانين، لذلك أقول أن ما كان تم التخطيط له عن سبق إصرار لضرب اللجنة التنفيذية للفيفا.
المنتخب: عندما تستهدف شخصية مثل شخصية عيسى حياتو وهو رئيس لهيئة قارية بتهم قلتم ببطلانها، ألا يكون من باب الدفاع عن شرفكم ونزاهتكم اللجوء إلى القضاء؟ هل فكرتكم في رفع دعوى قضائية؟
عيسى حياتو: بالفعل فكرنا في الأمر على مستوى اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم، لكن السيد بلاتير وبعض الأعضاء قالوا بأنه من الأفضل التريث بعض الشيء.
في الوقت الذي أتحدث فيه إليكم، وبالنظر للضغط الذي واجهنا خلال إجتماعاتنا الأخيرة لتعيين البلدين المستضيفين لكأسي العالم 2018 و 2022 فإنه لم يكن لدينا متسع من الوقت لنتشاور في موضوع هذه التهم الباطلة، لكننا تواعدنا على أن نلتقي في القادم من الأيام لنرى ما يجب فعله حيال هذه القضية.
وأؤكد أنني لست شخصيا من استهدفته هذه الحملات المغرضة، الفيفا بجميع مكوناتها كانت هدفا لهذه الحملات.
عندما تقول أن ما يحيط برئيس الفيفا وبالهيئة كلها أشياء غير واضحة، فهذا معناه أن هناك تشكيكا في كثير من النوايا، وأن هناك تهما مبطنة بعدم وجود نوع من الشفافية، لذلك أقول أننا سنجتمع لنحدد موقفنا من هذا الذي يثار من قضايا، وبالتالي نقرر نوع الإجراءات التي سنتخذها.
المنتخب: لماذا نجد كثيرا من الأعضاء الأفارقة في صلب هذه الإتهامات؟
عيسى حياتو: نحن الأفارقة أكثر الناس هشاشة، لذلك تظن الصحافة أنه من السهل مهاجمة الأعضاء الأفارقة على مهاجمة أعضاء من قارات أخرى، لذلك فإن هذه الحملة التي استهدفتنا كأفارقة قبل شهر كان مخطط لها بدقة، فقد جاؤوا إلى القاهرة لإثارة الفتنة، وقدموا أنفسهم لأصدقائنا على أنهم يمثلون شركة هادفة إلى خلق بنيات تحتية رياضية بإفريقيا.
إذا كنت مسؤولا عن ناد أو عن جامعة إفريقية، ويقولون لك نريد إنشاء ملاعب لكرة القدم بدولكم، ردك الطبيعي سيكون مرحبا بالفكرة، مع أن حقيقة الأمر أنها حيل القصد منها إيقاع الأفارقة في فخ الرشوة، هذا الأمر من الصعب جدا أن يفعلوه مع الأوروبيين ثانيا، لذلك إستهدفونا نحن الأفارقة.
اليوم وقد استحال عليهم الإيقاع بكل الأفارقة وجرهم إلى قضايا مطبوخة فقد لجأوا إلى قضية تقادمت، تعود إلى 16 سنة وقدموها على أنها قضية رشوة، ولم أكن وحدي من ألصقوا به تهمة الرشوة، لقد ذكروا زميلي البرازيلي تكشيرا عضو الفيفا ورئيس الإتحاد البرازيلي لكرة القدم، والبارغواياني نيكولا لوز ودائما نفس التهمة تقاضي منح من الشركة التي ذكرت، مع أن قضيتهما أيضا تعود إلى تسع سنوات خلت..
وكما قلت قصدونا كأفارقة لأن الآخرين يظنون دائما أننا بالهشاشة التي تسمح بقبول منح في صورة رشاوي، مع أن الحقيقة لغاية الأسف هي غير ذلك تماما..
المنتخب: نعود إلى إختياركم روسيا وقطر لتنظيم كأس العالم 2018 و2022، هل ترون أنه إختيار حكيم، وهل تعتقدون أن ما تحكم في الإختيار هو العنصر الإقتصادي كما تردد في كثير من المواقع؟
عيسى حياتو: تعرفون أن أكبر أهداف الفيفا أن تنهض بكرة القدم في كل أنحاء المعمور، وروسيا هي قوة صاعدة، صحيح أن هناك اليوم مرشحين جاهزين من الآن لتنظيم كأس العالم، وأقصد بذلك دولا مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي ترشحت لمونديال 2022 وأنجلترا التي ترشحت لكأس العالم 2018، إلا أن سياسة الفيفا تتجه بالأساس نحو إشاعة كرة القدم في جميع مناطق العالم، صحيح أننا لم نتشاور بهذا الخصوص، على إعتبار أن كل واحد صوت بما يرضي ضميره، لكننا مجمعون على ضرورة أن ينفتح كأس العالم على مناطق جديدة، وهذا المبدأ عملنا به عندما عهدنا للولايات المتحدة بتنظيم كأس العالم 1994 وكان مناسبة لننصح الأمريكيين بإحداث بطولة إحترافية.
وقد كان هافلانج الرئيس السابق يلح في إسناد التنظيم سنة 1994 للولايات المتحدة وكان يقول: «يجب أن نذهب هناك، فتلك سوق جديدة ستفتح أمام لاعبيكم من كل القارات التي تمثلونها».
اليوم الإقتصاد الروسي في تصاعد كبير وأكثر من ذلك شرق القارة الأوروبية لم يسبق لها أن نظمت كأس العالم، قلت أننا لم نتشاور ولكن كل منا وصل بإيمان كبير إلى هذه القناعة..
ما يتعلق باختيار قطر لتنظيم كأس العالم 2022، فإننا لم نقف عند الذي سجله الآخرون من مؤاخذات، مثل الطقس الحار الذي تعرفه هذه المنطقة، بل سلمنا أيضا بأن منطقة الشرق الأوسط لم تنظم كأس العالم ومن حقها الكامل أن تحصل على فرصتها..
المنتخب: ولكن هناك من قال أن في إعلان قطر مستضيفة لكأس العالم 2022، ما يعني أنكم كأعضاء رضختم لسلطة المال؟
عيسى حياتو: يقولون مثل هذا الكلام وكأننا سنضع هذه الأموال في جيوبنا (ضاحكا).
أبدا لم تؤثر علينا كل الأموال التي سيستفيد منها الإتحاد الدولي كأرباح، بل ما إحتكمنا إليه هو أن قطر استجابت كدولة بشكل قوي لدفتر التحملات.
ماذا يتطلب تنظيم كأس العالم من أي بلد؟
أن تكون لك بملاعب بمواصفات محددة ومضبوطة، أن تكون لك مرافق صحية وطرق سيارة وشبكة إتصالات على أعلى مستوى، وقطر عندما تقولون أن لها المال، فنحن واثقون أنها بهذا المال ستنجز كل ما وعدت به، وكان رائعا أن نسمع أن قطر بمجرد الإنتهاء من كأس العالم سنة 2022 ستفكك كل الوحدات التي أقامتها لتصدرها إلى دول هي بحاجة إليها.
وهذا شق والشق الآخر هو أن قطر تنتمي إلى منطقة تبذل مجهودا كبيرا من أجل كرة القدم العالمية، إنهم يوظفون أموالا كثيرة ويأتون بأفكار مستحدثة لتطوير كرة القدم، وهذا كاف لكي نثق بهم ونعطيهم الفرصة ليضاعفوا جهودهم من أجل تطوير كرة القدم في تلك المنطقة بالذات..
لذلك فنحن مقتنعون بأن إختيار روسيا لتنظيم كأس العالم 2018 وقطر لتنظيم كأس العالم 2022 قرار حكيم ومنطقي..
المنتخب: نظمت إفريقيا لأول مرة كأس العالم للسنة الحالية بجنوب إفريقيا، هل يعتقد السيد عيسى حياتو أن إفريقيا بمقدورها تنظيم كأس عالمية أخرى؟
عيسى حياتو: ليس هناك من مشكل بحسب ما أظن، عندما أسند لجنوب إفريقيا تنظيم مونديال 2010 تحركت كل الألسن لتقول أنها صفقة خاسرة، لا أحد باع بثمن باهض جلد إفريقيا، وجاءت الحقائق مبطلة لكل تلك الإدعاءات، فقد كانت كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا ثالث أفضل كأس عالم من حيث الإقبال الجماهيري بعد الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994.
بالنسبة للمرافق الرياضية جنوب إفريقيا استجابت بدقة للمعايير، لقد شاهدتم الملاعب التي جرت فيها المباريات، وأتحدى أن تجدوا دولة أوروبية واحدة لها نفس ملاعب جنوب إفريقيا.
التنظيم لم يشتك من أي خلل أو من أي معوق، كل شيء مر بشكل رائع برغم أن الصحافة إستمرت في القول أن الملاعب ستكون فارغة وأن التنظيم سيكون سيئا، للعودة إلى سؤالكم أقول أن هناك دولا إفريقية بمقدورها تنظيم كأس العالم، المغرب، الجزائر، مصر ونيجيريا، وإذا ما منحنا اليوم أيا من هذه الدول الفرصة لتحضر نفسها لتنظيم كأس العالم، وإذا ما منحناها ثقتنا كما منحناها لجنوب إفريقيا، فإنها ستنظم كأس العالم بشكل جيد..
ليس هناك أدنى مشكل، فقط على الآخرين أن يغيروا عقلياتهم ومنظورهم وأيضا موقفهم المبيت من إفريقيا.
المنتخب: ينوي الإيفواري جاك أنوما والجنوب إفريقي داني جوردان الترشح لخلافتكم على رأس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، هل تفكرون في تسليم أحدهما المشعل ومغادرة الكاف بعد قرابة 22 سنة من رئاستكم لها؟
عيسى حياتو: عندما تنتهي ولايتي الحالية بعد سنتين سأكون قد أكملت 25 سنة على رأس الإتحاد الإفريقي، فأنا أصبحت رئيسا سنة 1988 بالمغرب.
تعرفون أنه على مستوى الإتحاد الإفريقي أو أي هيئة أخرى حتى لو كانت رئاسة الدولة أو رئاسة شركة، لا أحد يملك القدرة على أن يفرض نفسه من تلقاء نفسه، هل تتصورون أنني وأنا هنا كرئيس للكاف أريد فعلا أن أكون حيث أنا؟
الأشخاص هم من جعلوا مني رئيسا للإتحاد الإفريقي لكرة القدم، فأنا في كل مرة كنت أمر من الإنتخابات، إذا قالت إفريقيا لا نريدك رئيسا لهذا الإتحاد بعد اليوم فلا أحد سيقف ضد هذا القرار.
للأسف كل من يعتقدون أنني آن الوقت لكي أنسحب يواجهون بحقيقة أن الإتحادات الوطنية تصوت لاستمراري على رأس الكاف وأنها تمنحني دائما ثقتها.. في الساعة التي أتحدث فيها إليكم ونحن على بعد سنتين عن موعد الإنتخابات أقول أنني تعبت، وأظنكم تتفهمون الأمر، فليس من السهل أن تقود 53 جامعة وطنية بكل المشاكل التي تعرفونها، ولكنني أقول أنني محاط بأشخاص يمثلون 53 جامعة وطنية هم الذين يحق لهم أن يقرروا.
أتصور أنه أمامي سنتان لأفكر وأنتهي إلى قرار إما بإعادة الترشيح لولاية أخرى أو بإعلان إنسحابي..
المنتخب : ما الذي يحمسكم للترشح مجددا للبقاء على رأس الكاف؟
عيسى حياتو: أنا لم أقل أنني سأترشح، قلت أنه أمامي سنتان لأقرر، وهي مدة زمنية كافية للتفكير.
المنتخب: بانتهاء ولايتكم بعد سنتين ستكونون قد قضيتم 25 سنة على رأس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، هل لكم أن تقدموا حصيلة الإنجازات لهذا الربع من القرن؟ ألا تتأسفون لأشياء لم تحققوها إلى الآن؟
عيسى حياتو: لا يمكن أن نستمر لمدة 25 سنة من دون أن تكون هناك مؤاخذات، شهر يناير الماضي وجهت عيارات لمنتخب الطوغو وهو يستعد للمشاركة في كأس إفريقيا للأمم، هذا حادث مؤسف لا يمكن إلا أن نضعه في الحصيلة السلبية، وسأكون مجانبا للصواب إذا قلت أنني خلال 25 سنة لم نحقق إلا الأشياء الجميلة.
أنا كنت دائما أرفض تقديم الحصيلة لأنها من إختصاص الصحفيين والخبراء والملاحظين أكثر ما هي من إختصاصي..
أنتم تستطيعون أن تحددوا بدقة أين كانت الكاف قبل 25 سنة عندما تسلمت رئاستها وأين هي اليوم، ولكن ما أنا موقن منه أن الإتحاد الإفريقي لكرة القدم وعلى كافة المستويات (المالي، الترويجي والتنظيمي) تطور بشكل ملفت، الفرق بين الكاف بالأمس والكاف اليوم أشبه بالفرق بين النهار والليل، هناك فارق يستحيل معه القياس، وهذا بالذات ما يدفع للقول أن الحصيلة هي إيجابية بشكل كبير.
المنتخب: الإتحاد الإفريقي لكرة القدم في شخص لجنته التنفيذية سيعين البلدين المستضيفين لكأس إفريقيا للأمم 2015 و2017 وهما نسختان ترشح لهما المغرب وجنوب إفريقيا بعد انسحاب الكونغو؟
عيسى حياتو: كما قلتم هناك بلدان مرشحان لاستضافة إما كأس إفريقيا للأمم 2015 أو كأس إفريقيا للأمم 2017، واللجنة التنفيذية ستجتمع شهر يناير المقبل لتقرر على ضوء التقارير التي أنجزتها لجنة المعاينة من ينظم كان 2015 و كان 2017.
ليس بمقدوري أن أعطي أي رأي في الموضوع، نحن 13 عضوا سنصوت والبلد الذي سيحصل على 7 أصوات من 13 سينظم نسخة 2015 والآخر ينظم نسخة 2017.
المنتخب: نترككم في مساحة حرة، ماذا تقولون لعائلة كرة القدم الإفريقية؟
عيسى حياتو: نحن على مشارف سنة جديدة وأمامنا إلتزامات ومواعيد كروية كثيرة، سننظم شهر يناير كأس إفريقيا للأمم لأقل من 17 سنة، شهر بعدها سننظم كأس إفريقيا الثانية للاعبين المحليين بالسودان، ثم سننظم بليبيا كأس إفريقيا للأمم لأقل من 20 سنة، ثم في شهر أبريل سننظم بطولة إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة ببوركينافاصو.
تلاحظون أن الجدول مضغوط وكل ما أتمناه هو أن تدور كل المنافسات بطريقة حضارية من دون أدنى عنف أو شغب، وأن يكون هناك كثير من التسامح بين اللاعبين والفرق، فهناك باستمرار فائز وخاسر، ومن خسر اليوم قد يكون فائزا غدا..
كل ما أطلبه من الشباب الإفريقي أن يعمل على السير في الإتجاه الذي نريده، أي أن يكون للرياضة دور في تنمية الإنسان الإفريقي وفي ربط الصلات القوية بين شباب هذه القارة المعطاء.
حاوره بباريس مندوب المنتخب:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.