فاخر يعلن حظر التجول صباح يوم الأحد الماضي إنتصبت فجأة علامات قف، أمام المركب الرياضي للرجاء البيضاوي، ساعة قبيل انطلاق مباراة ودية بين الرجاء واتحاد المحمدية كانت كل الطرق المؤدية إلى ملعب الرجاء مغلقة في وجه المتفرجين والصحافيين.. «هذا قرار المدرب نحن ننفذ القرارات فقط ولا نعلق عليها»، ردد الحرس الخاص هذه العبارة كلما حاول أحد الإقتراب من البوابة الموصدة بإحكام. شوهد أحد الصحافيين وهو يختلس النظرات من ثقب البوابة الخلفية بحثا عن نصف خبر، قبل أن يعود إلى قواعده الإعلامية مكسور الوجدان. صحافي إذاعي دخل الملعب للقيام بواجبه المهني فوجد نفسه في مكتب مسؤول محاطا برجال يستنطقونه ويسائلونه عن الجهات الأجنبية التي تقف وراء هذا الإختراق. صحافي متدرب تقمص دور مرافق لفريق اتحاد المحمدية فتخطى الحواجز وظل يتابع المباراة الودية في زي تنكري. مصور يحتج على قرار المنع ويتوعد بتصوير المدرب فاخر بالأبيض والأسود. منخرط يشهر بطاقة صحافي وحين يطالبه الحارس الخصوصي باستبدالها بوثيقة أخرى، يشهر على الفور بطاقة منخرط. صحافيون يعودون من حيث أتوا، وآخرون يبدلون ساعة الرجاء بساعة الوداد. صحافي قديم وغشيم يفضل عرض نكبته على بائع الطون بمفترق الطرق بحي الملاعب ويبلل ريقه بمسحوق السردين، وهو يشكر فاخر الذي أطعمه من جوع. كثير من عشاق الرجاء تابعوا المباراة الودية عن طريق السمع، وكلما وصلتهم أصداء تصفيق تبادلوا التهاني، قبل أن يكتشفوا زيف التصفيق. سائق طاكسي يلعن «الوي كلو» ومخترع «الوي كلو» الودي والرسمي، وهو ينقب عن زبائن يبحثون عن وسيلة نقل تعيدهم إلى بيوتهم للإستمتاع بدخان المشوي. مدرب اتحاد المحمدية اعتبر القضية بروفة لا تستحق الإستنفار، لكن فاخر اتهمه بتسريب معلومات سرية لمحطة إذاعية، قد تصل ذبذبتها إلى الخصم الودادي فيفك شفراتها ويبطل مفعول الخطة السرية لمدرب الرجاء. هذه مشاهد حية حصلت في مركب الوازيس ومحيطه صباح الأحد الماضي، نقلناها لكم بأمانة لتقفوا على مدى السرية التي يحيط بها فاخر مبارياته الودية، لكن لماذا أصر مدرب الوداد كارزيطو على التعامل باستخفاف مع الديربي وفتح بوابة الملعب في وجه الصحافيين؟ يبدو أن دييغو يفضل تصريف الغضب بالتقسيط خلال الحصص التدريبية على أن ينزل بالجملة على رؤوس الجميع يوم المباراة لا قدر الله. فاخر لا يصلح مدربا، فقد أخطأ المسار المهني حين اختار مهنة التدريب، إنه يتوفر على مقومات رجل استخبارات بامتياز، قليل الكلام لا يجالس أحدا إلا عند الضرورة القصوى، لا يتجول في شوارع المدينة الآهلة بالسكان، ويفضل الطريق السيار تجنبا لمصادفة ليست في البال، يخفي عينيه وراء نظارات سوداء. فاخر رجل كتوم ندم لشراء هاتف نقال فظل يحرض علبته الصوتية على طرد المتصلين، امحمد عنوان للحيطة والحذر، ليس في مخططاته التكتيكية، بل في اختياره لأفراد طاقمه، فالكفاءة تأتي في الدرجة الثانية بعد معيار التكتم، لذا حرص على تغيير الطاقم المساعد، ولولا خوفه من انتقادات محيطه لانتقى أفراد طاقمه من مدرسة للصم والبكم. حين كان فاخر مدربا للمغرب الفاسي حرص على إبعاد مساعده فؤاد الصحابي، بعد أن اكتشف وجود محلل صحافي ضمن طاقمه التقني، وطالب الرئيس بالبحث عن بديل أخرس. لفاخر حكايات عجيبة مع الديربي كلاعب ومدرب ومتفرج، فقد كان وراء إضرام نار الفتنة بين الوداديين والرجاويين، حين منع اللاعب ظلمي من تعويض الحارس مخلص المطرود فقط لأن عبد المجيد ارتدى بذلة حمراء. وعاد فاخر ليتسبب مرة أخرى في توقيف مباراة ديربي ودي بين الرجاء والوداد، بعد شجار مع اللاعب الشريف، ليجد نفسه في تشكيلة الراك، إلا أن ماندوزا سرعان ما أبعده عن الفريق بعد أن قاد حملة احتجاجية ضد مسيري الفريق. فاخر يشعر بالتوجس أمام الصحافيين ويخشى أن تصبح خلطته السحرية في متناول الجميع على صفحات الجرائد ومجلات الطبخ، لهذا ظل مؤمنا بالمثل القائل «الباب اللي يجيك منو الريح سدو واستريح». في الندوة الصحافية التي أعقبت تعاقد فاخر مع المكتب المسير للرجاء، دعا امحمد الصحافيين إلى بناء علاقة جديدة يطبعها الود والإحترام، ووعد بتدليل الصعوبات أمامهم، وبعد دورات فهم الجميع أن اشتقاق كلمة تدليل يرجع للذل بعد أن سقطت النقطة عن الدال. قال فاخر إنه مستعد للتحاور مع الجميع فقلنا آمين، وأكد استعداده للحديث عن مهمته الجديدة دون تحفظ، وقبل أن نغادر القاعة كانت نبرة صوته تطاردنا وتقول لنا «»لا...لا....لن تدفعوا الثمن غاليا»، لكننا دفعناه.