البصمة الجديدة لغيرتس و الحضور الآخر للأسود وكأني بمباراة المنتخب المغربي الودية أمام إيرلندا الشمالية لم تكن عادية، حيث عرفت وجوها جديدة وجاءت أيضا في وقت جد هام بعد أن دخل المنتخب المغربي مرحلة هامة في إطار التحولات التي يعرفها، الجديد تمثل في الحضور الأول للمدرب البلجيكي إيريك غيرتس وكذا المشاركة الأولى للاعبين ناصر الشادلي ويونس بلهندة وعودة بدر قادوري بعد غياب طويل دام أكثر من سنة، الجمهور ترقب ما ستطلع عليه أقدام اللاعبين ببيلفاست وما سنربحه في خضم بحث الكرة المغربية على المنتخب الذي سيعيد الأسود إلى السكة الصحيحة. غيرتس وبصمة البداية حتى وإن كانت ثلاثة أيام ليس بالمدة الكافية ليتعرف المدرب إيريك غيرتس على اللاعبين ويقترب منهم أكثر، لكنها تبقى حلقة هامة في مسلسل العمل الذي ينتظره في تجربته الجديدة وكذا في إطار تحضيره للمواجهة المرتقبة أمام المنتخب الجزائري، بين فندف سترومانت الذي أقام فيه الأسود وملعب ويندسر بارك الذي أجريت على أرضيته المباراة كانت أولى اللقاءات بغيرتس الذي أكد أنه مدرب محترف يميل إلى التواصل، وحتى وإن كانت تقاسم وجهه تؤكد أنه مدرب صارم، لكن ما تأكد من خلال علاقته باللاعبين وكذا تعامله معهم من خلال الحصص التدريبية وكذا في بنك الاحتياط خلال المواجهة، فأنه مدرب يعرف كيف يتواصل بلاعبيه ويحفزهم أيضا ويرفع من معنوياتهم. ولن نستغرب إذا ما تابعنا منتخبا بقالب آخر كان الحماس من بين أسلحته والعزيمة أحد أولوياته من أجل تقديم عرض طيب والخروج بنتيجة إيجابية تكرس الفوز الأخير الذي حققه الأسود على تانزانيا في الجولة الثانية لكأس أمم إفريقيا. ربحنا أسماء جديدة ولأن موجة التغيير اجتاحت المنتخب المغربي وأسماء جديدة منتظر أن تلتحق بالمنتخب المغربي، فقد كان لزاما أن نراقب القطع الغيار الجديدة شأننا شأن جميع الجماهير التي انتظرت هذه الأسماء الجديدة، ناصر الشادلي ويونس بلهندة كانا هما العنصران الجديدان اللذان استأثرا باهتمام الجميع، والأكيد أن الجميع قد ارتاح لما قدمه أول ناصر الشادلي كعنصر واعد ولاعب بإمكانه أن يقدم الإضافة المرجوة، والواقع أنه لم يفاجئنا العرض الذي قدمه هذا المهاجم بحكم ما يوقع عليه من عروض جميلة مع فريقه توينتي الهولندي سواء مع البطولة الهولندية أو في دوري أبطال أوروبا، شادلي نال إعجاب غيرتس الذي اعترف في الندوة الصحفية أنه لاعب جيد بل فاجأه بالمستوى الذي ظهر به. يونس بلهندة بدوره كسب الرهان وقدم مردودا جيدا مكنه أيضا من ربح نقاط كثيرة كلاعب واعد أكد أن جعبته تحمل العديد من المواهب وبالإمكان أن يعول عليه مستقبلا. وبجانب الشادلي وبلهندة سجلت عودة بدر قادوري العائد إلى المنتخب المغربي بعد غياب طويل، استنجد به غيرتس لسد فراغ يشكو منه المنتخب المغربي، قادوري لم يتخلف وكان في الموعد بمردود كفيل أن يحظى بالثقة. روح جديدة أكيد أن وجود المدرب غيرتس من شأنه أن يزيد جرعات من الثقة للاعبين، نعرف أن المنتخب المغربي مر بفترات عصيبة جراء تكالب النتائج السلبية والإخفاقات، فكان لزاما عليه أن يبحث عن الانطلاقة الصحيحة وإلى من يرفع له من معنوياته، ولعل غيرتس فطن إلى ذلك ولعب أكثر على الجانب النفسي وفق ما أكده في حواره مع جريدة «المنتخب»، حيث تابعنا منتخبا أبى إلا أن يتمرد على التواضع الذي لازمه، وتابعا عزيمة اللاعبين من أجل تسجيل نتيجة إيجابية وحضور قوي على مستوى جميع الخطوط وإرادة أخرى من أجل الفوز، وبالرغم من الغيابات التي عرفها الأسود كبوصوفة وبصير والحمداوي، إلا أن ذلك لم يمنع من أن يظهر المنتخب المغربي بمظهر مشرف ينذر أن الآتي سيكون أفضل . بيلفاست.. الفأل الحسن نتذكر أن المنتخب المغربي وقبل تنقله للمشاركة في كأس العالم بالمكسيك 1986 واجه منتخب إيرلندا الشمالية وديا ببيلفاست، وهي المباراة التي انتهت بهزيمة الأسود 21 ونتذكر أيض أن الأسود وقعوا على حضور جيد بالمونديال بالمكسيك، لذلك الكل يتمنى أن تكون بيلفاست شاهدة على ميلاد منتخب جديد يعيد هيبة الكرة المغربية خاصة أن المستوى الذي ظهر به أكد أن هناك منتخبا قادما، كما أكد المستوى لمسة المدرب إيريك غيرتس، على جميع المستويات التقنية والنفسية، على أن هناك أسماء قادمة أكيد ستزيد من توسيع قاعدة التركيبة البشرية للأسود الأحوج في هذه المرحلة للنتائج الإيجابية والعروض القوية، خاصة أن ملامح هذا المنتخب بدأت تظهر في انتظار عودة المصابين وكذا التحاق لاعبين جدد.