«كارط بلانش» وقرارات كبيرة في الأفق مباشرة بعد نشرنا لخبر تقديم الإطار الوطني عزيز العامري لإستقالته ووضعها على طاولة الرئيس المنتدب عبد المجيد بلحاج بالمركز الرياضي العسكري يوم الثلاثاء المنصرم، خاصة بعد المطالب التي لم يتقبلها العامري برهن بقائه ضمن صفوف الفريق بالحصول على أربع نقاط في المواجهتين القادمتين، طلب الجنيرال نورالدين قنابي رئيس فريق الجيش الملكي المدرب العامري للقائه بمكتبه بالقيادة العليا للدرك الملكي قصد التشاور والوقوف على حقيقة ما يجري حاليًا داخل صفوف الفريق. وبعد أن قدم العامري في اللقاء الذي إمتد زهاء ثلاث ساعات ونصف عرضًا مفصلاً شمل كل الجزئيات المرتبطة بفترة إشرافه على النادي منذ ذهاب والتر ماوس لغاية لقاء الجولة الخامسة، ومستحضرًا كل الصعوبات التي واجهها وأيضا الإكراهات التي لخصها في محدودية الإنتدابات (جلب لاعبين فقط التورابي وبقلال)، سيما الحاجة لقطع غيار بديلة على مستوى خط الوسط، وتقرير ثانٍ بخصوص ما يثار عن حالة الإنفلاتات والخلافات القائمة بين اللاعبين أو بنيه وبين بعض العناصر والتي أرجعها لعدم إحترام جملة من القرارات أبرزها سعي الجميع للعب أساسيًا، ختم مدرب الجيش الملكي مداخلته وهو يحصي عدد المرات التي عاكس خلالها الحظ الفريق العسكري الذي قدم أفضل مبارياته هذا الموسم دون ترجمة فرص التسجيل الكثيرة التي تحصل عليها لأهداف، وبالتالي تضييع نقاط سهلة كانت في المتناول، دون أن يكون للمدرب دور أو يد فيها، ومعربًا عن استعداده للرحيل وتقديم إستقالته إذا كانت المسألة ستعود بنتائج إيجابية على الفريق. قبل أن يتدخل الجينرال نورالدين قنابي الذي أكد أن للفريق تقاليده وطريقته في التعامل بشكل إستثنائي لن يتخلى عليها أبدًا، وهي عدم ترك المدربين في مراحل مبكرة كيفما كانت النتائج، ومن تم رفض إستقالة عزيز العامري جملة وتفصيلاً ودعوته لإعمال كافة الصلاحيات المخولة له بقوة التفويض أو ما يعرف «بالكارط بلانش» لمعاقبة كل من ثبت تخاذله أو إخلاله ببنود العقد الذي يربط بينه وبين الفريق وأبرزها الإحترام والإنضباط، كما أعطاه صلاحيات واسعة لاختيار اللاعبين الذين يراهم الأنسب والأكثر قدرة على تطبيق خطته مع ضرورة الإعتماد على اللاعبين المرتبطين بعقود مع الفريق وليس المرشحين للمغادرة، وعلى ضوء نفس الجلسة زكى قنابي ثقته في عزيز العامري مؤكدا ثقة الإدارة في العمل الذي ينجزه وكذا التحسن الذي طرأ على أسلوب اللعب مع رفع تقارير مسترسلة كلما بدت أشياء غير طبيعية سواء في التداريب أو خلال المباريات الرسمية. ودون أن يرهن بقاءه بالحصول على عدد معين من النقاط تم التأكيد على ضرورة أخذ الإنطلاقة الحقيقية بدءا من مباراة آسفي مع فتح المجال أمام وجوه جديدة لأخذ مكانها بالفريق وتقديم وعود بانتداب لاعبين كبار خلال الميركاتو الشتوي القادم وعلى رأسهم حارسًا للمرمى بمواصفات عالية ولاعبين في الوسط وآخرين في الهجوم ومدافع أوسط، كما تقرر إرجاع شارة العميد لمراد فلاح عقابا لوادوش على حركة العصيان التي قام بها وأيضا لبعض التصريحات التي أدلى بها مع التركيز على ضرورة إخضاع كل اللاعبين لتداريب قاسية تخللتها بعض المباريات الودية خلال الفترة التي توقفت خلالها البطولة. وهكذا خرج عزيز العامري منتصرا من معركة وصفها المقربون من أجواء الفريق بأنها كانت تستهدفه بدرجة أولى وفطن اللاعبون إلى أنه لن يرحل وبالتالي لا خيار غير الرجوع لسكة التألق لغاية ظهور حل آخر شهر دجنبر المقبل.