نتذكر نبيل الزهر كواحد من اللاعبين الذين كنا نستشف منهم خيرا كونه كعنصر واعد ستستفيد منه الكرة المغربية كثيرا. خاصة بعد أن انتقل إلى ليفربول وما أدراك ما ليفربول الإنجليزي، لكن كل هذه الآمال ذهبت أدراج الرياح وبقي نبيل الزهر يمارس في الظل بالفريق الإنجلزي لمدة أربع سنوات دون أن يحقق ذاته ويستفيد من هذه التجربة. أبجديات فرنسية باتت الكرة الفرنسية ملاذا للكرة المغربية لكي تستفيد من أبناء المهجر الذين يتلقون تكوينهم بأنديتها حيث العشرات من اللاعبين المغاربة الذين تلقوا أبجدياته اللعبة بمراكز التكوين الفرنسية وتألقوا بأندية قبل أن يحملوا ألوان المنتخبات الوطنية وبعد نبيل الزهر واحد من هؤلاء المغاربة الذين رضعوا من ثدي المدرسة الفرنسية بسانت إتيان واستفادوا من مؤطريها، علما أن الأطر الفرنسية مشهود لها بكفاءتها وحسن تكوينها بدليل أن السواد الأعظم من لاعبينا الدوليين إنما تلقوا تكوينهم بالمدارس الفرنسية. مرحلة التألق ارتبط إسم نبيل الزهر بالمنتخب المغربي للشبان وساهم على عهد المدرب جمال فتحي في توهج هذه الفئة في كأس أمم إفريقيا للشباب، حيث احتل المركز الرابع وبكأس العالم بنفس الفئة بهولندا 2005 حيث أنهى الترتيب مجددا في الصف الرابع، وكانت الفترة التي تألق فيها نبيل الزهر بشكل كبير وسطع إسمه في المنافستين واعتبره المتتبعون مشروع نجم قادم، خاصة أنه حافظ على تدرجه بعد أن دافع أيضا على قميص المنتخب الأولمبي، وحتى وأنه لم يكتب لنبيل الزهر أن تأهل رفقة المنتخب الأولمبي لأولمبياد بيكن فإنه استطاع أن يترك بصمة واضحة بمنتخبي الشباب والأولمبي وأعطى إشارات قوية أن المستقبل سيكون زاهرا على مستوى النادي والمنتخب. سنوات الضياع انتقل نبيل الزهر مبكرا إلى ليفربول واعتبرت وقتها خطوة هامة في ظل القيمة التي يحظى بها هذا الفريق الإنجليزي باعتبار مرجعيته، انتقل نبيل الزهر إلى الفريق الثاني وهناك تقوى عوده إلى أن صعد إلى قسم الكبار مع المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز.. وكان من الطبيعي أن يجد نبيل الزهر صعوبات جمة لفرض إسمه وسط كوكبة النجوم التي يعج بها الفريق الأحمر.. مرت السنوات دون أن يحظى بفرصه الكاملة وظل بعيدا عن المشاركة مع الفريق بل بالكاد وفي بعض المباريات وكان يجلسه المدرب الإسباني في دكة الإحتياط. أربع سنوات مرت على نبيل الزهر داخل دهاليز ليفربول دون أن يستفيد منها هذه المحطة، حيث ظل يعيش خارج الأضواء بعيدا عن المنافسة والإحتكاك هو ما اعتبر عاملا رئيسيا لتأثر مستواه، بفعل هذا الغياب الطويل. من الأضواء إلى الإنزواء بعد أن كان يعد أمل الكرة المغربية تعذر على نبيل الزهر أن يعطي ما كان منتظرا منه للمنتخب الوطني فبعد عطاء متوهج بمنتخبي الشباب والأولمبي غاب إسمه عن منتخب الكبار، حيث كان من المفترض أن يشكل واحدا من الجيل الجديد ليحمل المشعل، والأكيد أن التهميش الذي طاله بليفربول كان السبب الرئيسي الذي جعله يغيب عن المنتخب المغربي.. والواقع أن لا أحد كان ينتظر من نبيل الزهر أنه سيغيب عن أجواء المنافسة، حيث طاله النسيان أكان على صعيد المنتخب الوطني أو حتى مع ناديه الإنجليزي بالرغم مما كان يقدمه نبيل الزهر كلما سنحت له الفرصة ليلعب بضع دقائق التي كان يمنحها المدرب بينيتيز في بعض المباريات، لكن كل ذلك لم يشفع له لتمنح له كافة الفرص والرسمية. حان وقت الرحيل بالتأكيد سيكون نبيل الزهر مطالبا بدراسة مستقبله بكثير من العقلانية، ذلك أن الطريق الذي يسير عليه ينذر بضياع مواهبه بدليل ما عاشه لأربع سنوات في كنف ليفربول بعيدا عن المنافسة، نبيل الزهر مطالب بدراسة العروض التي تقدم له وتغيير الأجواء، ولربما أدرك أن مواصلة مقامه بليفربول مجرد مضيعة للوقت وإهدار لملكاته، حيث أكد أنه يفكر في مغادرة فريقه.. والظاهر أن نبيل الزهر لم يصل بعد إلى المستوى الذي يؤهله ليلعب بليفربول في ظل المتاعب التي عاش هناك وعدم وضع الثقة في إمكانياته، وكأنني بنبيل الزهر قد حرق المراحل نوعا ما ولم يكن اختياره صائبا مائة بالمائة في ظل انتقاله لفريق من حجم ليفربول وهو في سن مبكرة.. يبقى إذن المستقبل أمام نبيل الزهر ليعوض ما فاته خاصة أن المستقبل ما زال أمامه ليؤكد فعلا أنه لاعب أهل ليحمل كل الآمال التي عقدها المتتبعون هنا بالمغرب ويعود إلى عرين الأسود خاصة في ظل المتغيرات التي يشهدها المنتخب المغربي مع المدرب الجديد البلجيكي غيريتس، لذلك يبقى نبيل الزهر مرغما ليفكر في مستقبله بكل جدية، إن أراد إنقاذ مساره الإحترافي وتحقيق أهدافه.