الفوائد الصحية للصلاة إن فرض الصلاة خمس مرات على الأقل في اليوم، له عدة فوائد صحية فالحركات الرياضية في الصلاة تخضع لنظام رياضي خاص وهو تقليص العضلات لمدة ثم تبسط وذلك بصفة متكررة. وهذه الحركات تتماشى تماما مع متطلبات المجهود الرياضي الصحي بدون إحداث إجهاد ولا إصابات. وقد بلغ من اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بها أن وصى الآباء أن يأمروا أولادهم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين ويضربوهم على تركها إذا بلغوا عشرا والغاية تكوين عادة الصلاة حتى لا تصعب عليهم متى كبروا: ولقد أثبتت دراسات علمية موثقة أجريت على 188 من البالغين منهم من التزام الصلاة قبل سن العاشرة وداوموا عليها. ومنهم من بدأ الصلاة بعد سن الثالثة عشرة ومنهم الذين لا يصلون. وأثبتت الدراسة أن من التزموا بالصلاة قبل العاشرة من عمرهم ويقومون بالركوع مرات عديدة كل يوم فإن الأربطة الطويلة خلف الفقرات ألياف الغضروف الخلفية تحافظ على ليونتها فيصعب تمزقها في الكبر ويبقى الغضروف آمنا بين الفقرات ولا يشكون من ألام الظهر التي تعاني منها فئات كثيرة من الناس. إن هذا التوجيه النبوي الكريم من حسن التدرج واللطف بالصغير لذو أهمية فهو يدعى إلى الصلاة وهو ابن سبع سنين ولا يضرب عليها إلا عند العاشرة من عمره، ويكون خلال فترات الثلاث سنوات هذه قد نودي للصلاة وحببت إليه أكثر من خمسة آلاف مرة، فمن واظب عليها خلال ثلاثة سنوات بشكل متواصل هل يحتاج بعد خمسة آلاف أن يضرب. ومن الأسباب المعينة على تعويد الأولاد على الصلاة: * أن يكون الآباء قدوة لأولادهم في المحافظة على الصلاة؛ فإن الصغير ينشأ على ما كان عوده أبواه. * الصبر والمصابرة قال تعالى: "وَامُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا" [طه، 131]. فالأمر فيه مشقة ونصب ولكن الله تعالى يقول: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" [العنكبوت، 69]. * الدعاء لهم في كل وقت، وجعلهم أحيانا يسمعون دعاءك لهم بالصلاح والهداية والتوفيق والسداد وبدعاء الأنبياء والصالحين "رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ" [ابراهيم، 42]. * الصحة الصالحة؛ فنلاحظ أن الحد الأدنى من الرياضة فرض علينا القيام به ونحن نؤدي الصلاة… ملاحظة مهمة: يجب أن نعلم أننا لا نتوضأ للنظافة ولا نصلي للرياضة ولكن امتثالا لأمر الله وابتغاء مرضاته ولكن لا بأس بعد إخلاص النية لله أن نتعرف على الفوائد الصحية لهذه العبادات ليزيد يقينا في هذا الدين المعجز الذي جاء بمناهج للحياة يعترف بالإنسان جسديا ونفسيا وعقليا وروحيا. وإذا ربينا أولادنا على المحافظة على الوضوء، والصلاة فسوف يستفيدون جسديا ونفسيا وعقليا وروحيا في الدنيا والآخرة؛ لأن للصلاة عدة فوائد نفسية: * معالجة الشعور بالوحدة وعُقدة الذنب؛ 2. الإفضاء بمبعث التوتر إلى الله الذي أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون؛ 3. الخشوع في الصلاة يشبه العلاج السلوكيRelaxation ؛ 4. الصلاة تدريب وممارسة على التركيز، وتساعد على تنمية ملكة حصر الذهن، فعلماء النفس يقولون أن العقل الإنساني يصبح أداة مدهشة الكفاية إذا ركز تركيزا حادا… يتبع في العدد المقبل…