لدي 3 أولاد أكبرهم يبلغ من العمر 15 سنة وأصغرهم 10 سنوات لا يصلون إلا خوفا مني ، فإذا غفلت أو غبت عن البيت تركوا الصلاة . كيف أتعامل معهم ؟ اعلم أخي السائل - وفقك الله وهداك إلى كل خير - أن الأب ملزم شرعا بأمر أولاده بالصلاة والمحافظة عليها ،لأنه مسؤول عنهم ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : الرجل راع في بيت أهله ومسؤول عن رعيته ، رواه البخاري ومسلم ، ولقوله - أيضا - صلى الله عليه وسلم : إن الله سائل كل راع عما استرعاه ، حفظ أم ضيع ، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته أخرجه النسائي، وهم أمانة عنده ، يقول الله تعالى : يا أيها الذين أمنوا لا تخونوا الله و الرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ، الأنفال : 27 ، فمن لم يأمر أولاده بالصلاة، والمحافظة عليها، ولم يعلمها لهم، فقد خان الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، واستحق من الله العقوبة . وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الآباء أن يأمروا أبناءهم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين، وأن يضربوهم على تركها إذا بلغوا عشر سنين، قال صلى الله عليه وسلم : مروا أبناءكم بالصلاة لسبع ، وضربوهم عليها لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع رواه أحمد و الحاكم و أبو داود واللفظ له . واجب عليك أخي السائل أن تأمر أولادك بالصلاة، وأن تحثهم على المحافظة عليها، وأن تشجعهم على ذلك، وألا تغفل عنهم . ذكرهم إذا نسوا، ونبههم إذا غفلوا . فالتربية مجهود مستمر، لا يكفي فيه التوجيه العابر مهما كان خالصا صحيحا، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة، فقد ظل رسول الله صلى الله عليه وسالم بعد نزول هذه الآية : وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى، طه : 131 ، وقد ظل يذهب إلى بنته فاطمة - رضي الله عنها - و هي في بيت زوجها علي - رضي الله عنه - كل صباح مدة شهر، يقول : الصلاة الصلاة . فالله تعالى أسأل أن يوفقك ويعينك على تربية أبنائك ، و أن يجعلهم لك ـ إن شاء الله - صالحين مصلحين ، وسائر أبناء المسلمين . ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وجعلنا للمتقيين إماما الفرقان : 74 . والله تعالى أعلم.