أظهرت دراسة جديدة أنّ اللقاح المستخدم من أجل الوقاية من مرض "السلّ" قد يقي أيضاً من الإصابة بمرض "التصلّب اللويحي" إذا ما استخدم بشكل مبكّر في بداية ظهور أعراض المرض، أي عند الأشخاص الذين من المرجّح أن يُصابوا بالمرض بشكل صريح خلال الشهور والسنوات المقبلة. وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة "نيورولوجي" التابعة للأكاديمية الأميركية لعلوم الأعصاب، قام العلماء بإعطاء جرعة واحدة من لقاح مرض السل لأشخاصٍ بدأت تظهر عليهم أعراض مرض التصلّب اللويحي كالخدر ومشاكل الرؤية واختلال التوازن، وأظهر التصوير الطبقي المحوري احتمال إصابتهم بالمرض، ثمّ قاموا بمتابعتهم لمدّة 5 سنوات وقارنوا معدّلات الإصابة بالتصلّب اللويحي بين أولئك الذين أخذوا اللقاح وبين الذين لم يأخدوه. وبلغة الأرقام، فإنّ حوالي 60% من الأشخاص الذين تلقّوا لقاح السلّ في بداية ظهور الأعراض لم يصابوا بالتصلّب اللويحي فيما بعد، في حين نجا فقط 30% من الأشخاص الذين لم يتمّ تلقيحهم من الإصابة بالمرض، أما بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا، فقد كان تطوّر المرض أبطأ عند الملقّحين ضد السلّ. ورغم هذه النتائج يعتقد العلماء أنّ اعتماد "لقاح السل" في الوقاية والعلاج من مرض "التصلّب اللويحي" يحتاج إلى مزيد من الأبحاث قبل السماح للأطباء باستخدامه. ويعلّق "جيوفاني ريستوري، مؤلّف الدراسة، قائلاً: "نحتاج قبل اعتماد اللقاح إلى أبحاث تدرس التأثير طويل الأمد لهذا اللقاح على المرضى، وقبل ذلك لا يجب على الأطباء أن يستخدموا اللقاح في علاج مرضى التصلّب اللويحي". ويتكوّن لقاح السلّ من جراثيم حيّة مضعفة، بحيث إنّها لا تتسبّب في الإصابة بأعراض السل لكنّها تحفّز الجهاز المناعي على الاستجابة للجرثومة، ويعتقد العلماء أنّ التعرّض للجراثيم يقلّل ربّما من خطر الإصابة بالتصلّب اللويحي، وهو ربّما ما يفسّر فعالية اللقاح في الدراسة، كما يفسّر أيضاً شيوع التصلّب اللويحي في أوروبا والبلدان المتقدّمة مقارنة بالدول الإفريقيّة التي تشيع فيها الأمراض الوبائية. العربية