استرسالا في ذكر مناقب وخصال النساء الرائدات أضع بين يديكم في هذا العدد من جريدة ميثاق الرابطة صورة نموذجية لعالمة جليلة ملأت الدنيا بحسن خلقها وكمال زهدها وتعلقها بالله عز وجل واهتمامها الكبير بطلب العلم.. إنها زينب بنت محمد بن أحمد بن عبد الرحمان الزهري[1]. التي ولدت سنة خمس وخمسين وخمسمائة وهي من أهل بلنسية وتدعى عزيزة، وأبوها بعرف بابن محرز[2]. تعتبر هذه العالمة الجليلة من أفضل النساء الرائدات تعلقا بالعلم ومن أعذبهن أدبا وطبعا وكانت تحضر مجالس العلم قصد أخد العلم عن أهله، ومن شيوخها اللذين أخذت عنهم جدها الإمام أبا لحسن بن هذيل هو علي بن خلف بن ذي النون ابن أحمد بن عبد الله بن هذيل بن جحيش ابن سنان بن قومة بن عياض العبيسي المقري من أهل قرطبة وأصله من اشبيلية، توفي بقرطبة ليلة الثلاثاء لثلاث عشر ليلة خلت من جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وأربعمائة[3] وقد أخذت عن هذا العالم الجليل كتاب التقصي لأبي عمر بن عبد البر(…) أخذ عنها وسمع منها[4]. كما كان لعالمتنا الجليلة زينب بنت محمد بن أحمد بن عبد الرحمان الزهري مساهمة فعالة في نشر العلم والنهل من معينه الفياح وتحفيظ القرآن الكريم ونشر مبادئ التربية الصالحة التي تدعو إلى المحبة والتعاون في باب الله عز وجل والتخلق بمختلف القيم الأدبية وفي هذا المضمار يحدثنا ابن الأبار في كتابه الذيل والتكملة أنها كانت امرأة صالحة[5] ويضيف المراكشي أنها كانت صالحة طيبة[6]. وقد توفيت رحمها الله تعالى ليلة الاثنين الخامس عشر من جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وستمائة ودفنت بمقبرة باب بيطالة وبمقربة من قبر أبي داود المقري وبلغت جنازتها الثمانين[7].. ————————— 1. التكملة لكتاب الصلة، (4/264). 2. نفس المصدر الصفحة، (6/433). 3. الصلة لابن بشكوال، (2/323-234). 4. التكملة، (4/264). 5. الذيل والتكملة، (2/226). 6. التكملة لكتاب الصلة، (4/214). .7 نفس المصدر (4/264).