هذا هو الجزء الرابع والستون من هذه المقالات عن ابن القطان، وهو تتميم لما سبق من الكلام عن مشيخته، وتلك سلسلة أعرض فيها من وقفت له منهم على رواية جملة من دواوين العلم، أو ذُكر له شيء من التآليف فيه، ومن جملة أغراضي من ذلك: استعمالُه بعد الفراغ من جمعه في مناقشة كلام قيل عن ابن القطان، من كونه أخذ الحديث مطالعة. ولست ألتزم هنا بنسق معين في عرض هذه المشيخة، وإنما أجلب منهم من آنَسُ من نفسي أني استفرغت وسعا في جمع مادة ترجمته. الشريف ابن الصيقل محمد بن عبد الله بن طاهر الحسيني (ت 609ه) [القسم الثاني] كنت قد تكلمت في القسم الأول عن مصادر ترجمة الشريف ابن الصيقل، وهذا القسم الثاني خصصته لاستيفاء الكلام المتعلق بالتعريف به من حيث: اسمه ونسبه ولقبه، ومشيخته. اسمه ونسبه ولقبه قال ابن الزبير معرفا بالمترجَم هو: محمد بن عبد الله بن طاهر الحسيني يعرف بالشريف من أهل العدوة، وأحسبه من أهل فاس يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الصيقل"[1]. فأما كنيته، وعمود نسبه إلى جده طاهر فلم أجد في كتب التراجم التي وقفت عليها خلافا في ذلك. وعلى المذكور في عمود نسبه اقتصر عبد الواحد المراكشي[2]، وابن الأبار[3]، وابن الزبير[4]، وابن عبد الملك[5]، ورفع التعارجي نسبه فقال: "محمد الفقيه الإمام الصالح قاضي الجماعة بمراكش، ابن الفقيه الإمام العالم الصالح قاضي الخلافة الموحدية بمراكش، عبد الله بن طاهر بن الحسين بن موهوب بن أحمد بن محمد بن طاهر بن الحسين بن علي بن محمد بن علي بن موسى الكاظم بن جعفر بن الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن أمير المومنين الحسين بن علي بن أبي طالب"[6]. وأما لقبه وهو: "ابن الصيقل" فلم أقف على أصله. وأما نسبته فهو: شريف حسيني، تتابع من ترجمه على إثبات ذلك جزما، إلا ما كان من عبد الواحد المراكشي الذي لقي المترجَم وعرفه فإنه قال: "يدعي أنه من ولد الحسين بن علي بن أبي طالب"[7]. وكأن المراكشي لم تتحقق عنده هذه النسبة الحسينية، والناس مصدقون في أنسابهم. مشيخته اقتصر قدماء من ترجمه ممن وصلتنا كتبهم كابن الأبار، وابن الزبير، وابن عبد الملك على تعيين ثلاثة من شيوخه هم: ابن حنين، وابن الرمامة، وابن قرقول. واقتصر ابن الزبير، وابن عبد الملك على الأولين، واقتصر ابن الأبار على الثالث. 1. فأما أبو عبد الله ابن الرمَّامة، فهو: محمد بن علي بن جعفر من قلعة حماد (567)[8]. وابن الرمامة أحد شيوخ المغرب الكبار، من ذوي النظر والدراية، وجودة التصنيف، حلاه في ترجمته بتحليات فخمة: ابن الأبار[9]، وابن الزبير[10]، وابن عبد الملك[11]. 2. وأما أبو الحسن ابن حُنين، فهو: علي بن أحمد بن أبي بكر الكناني الطليطلي (569)[12]، وتصحف "ابن حُنين" في الذخيرة السنية لابن أبي زرع إلى"ابن جبير"[13]. له ترجمة في التكملة[14]، وصلة الصلة[15]، والذيل والتكملة[16]. 3. وأما أبو إسحاق ابن قرقول، فهو: إبراهيم بن يوسف الحمزي الوهراني صاحب كتاب"مطالع الأنوار" المشهور (569)[17]. له ترجمة في غاية التحرير في التكملة[18]، وذكر محقق هذا الكتاب في هامش الترجمة[19]، ومحققوا "مطالع الأنوار" في مقدمة التحقيق[20] جملةً صالحة من أهم مصادر هذه الترجمة فتنظر هناك. يتبع إن شاء الله تعالى.. ——————————————————- 1. صلة الصلة، 3/25، ومثله في الذيل والتكملة لابن عبد الملك، س: 8، ق: 2/505. 2. المعجب في تلخيص أخبار المغرب، ص: 229. 3. التكملة لكتاب الصلة، 2/384. 4. صلة الصلة، 3/25. 5. الذيل والتكملة لابن عبد الملك، س: 8، ق: 2/505. 6. الإعلام للمراكشي، 4/160. 7. المعجب في تلخيص أخبار المغرب، ص: 229. 8. صلة الصلة، 3/25، الذيل والتكملة س8، ق2/505، الذخيرة السنية، ص: 48. 9. التكملة لابن الأبار، 2/377-378. 10. صلة الصلة، 3/21-22 . 11. الذيل والتكملة، س8، ق: 1/325-328. 12. صلة الصلة، 3/25، الذيل والتكملة س: 8، ق: 2/505. 13. الذخيرة السنية، ص: 48 14. التكملة لابن الأبار، 3/364. 15. صلة الصلة 4/108-109. 16. الذيل والتكملة، س: 5، ق: 1/150-153. 17. التكملة لابن الأبار، 2/384، الذيل والتكملة س: 8، ق:1/308، تاريخ الإسلام، 13/ 197، المستملح ص: 180. 18. التكملة لابن الأبار، 1/267-268. 19. التكملة لابن الأبار، 1/267، الحاشية: 1. 20. مقدمة التحقيق، 1/64-65.