اختتمت يوم أمس السبت 31 /05 /2014 فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية بمراكش، في رحاب مسرح دار الثقافة / الداوديات، الذي غصت جنباته بجمهور غفير، حج لمتابعة السهرة الختامية للمهرجان، هذا الأخيرالذي كشف أن طرب الملحون في سياقه الموسيقي أكثر استقطابا للجمهور، إذا ما أتيحت له فرص الإنتشار، ورفع عن رواده طوق التهميش. ومن تم فقد نجح هذا المهرجان حسب شهادة المتتبعين في دورته الأولى، في بعث وشائج التواصل بين فئة عريضة من الجمهور وفن الملحون، وأفلح في ربط الصلة بين المنشدين، والشعراء، والباحثين، من مدن مغربية عديدة، تداولوا الرأي خلال هذا اللقاء، حول واقع وآفاق علاقة الملحون بالأغنية الوطنية، من حيث القالب الإنشادي، والبناء الموسيقي، مؤكدين أن الملحون ديوان المغاربة، وسجل حضارتهم، يتميز بجمالية معانيه، وعمق أفكاره، ورهافة الإحساس لدى المولعين به، داعين إلى تكثيف الإهتمام به، وبأعلامه: ناظمين، ومنشدين، وحفاظا، وخزنة، نظرا لقيمته الفنية الراسخة، وارتباطه العميق بالوجدان المغربي لأزيد من ستة قرون. وهكذا استطاع المهرجان أن يخطو خطواته الأولى نحو تحقيق أهدافه التي ترمي أساسا إلى نشر عبق هذا التراث الأصيل، وصيانته، وضمان استمراريته، والمساهمة في تنشيط الساحة الثقافية المحلية والوطنية. ولعل ما أثلج صدرالمايسترو المكرم خلال هذه الدورة الحاج أحمد عواطف رئيس الجوق الملكي - حسب تصريحه - هو بروز جيل بار حمل مشعل هذاالموروث الفني الخالد الذي يعد إبداعا مغربيا محضا، وتعبيرا فنيا من أجمل وأرقى التعابير الفنية. نفحات شابات و شباب مهرة ألموا بالقواعد الضابطة لفن الملحون، و أبانوا خلال سهرة المسرح الملكي مساء يوم الجمعة عن براعة في حسن الإنتقال بين المقامات والوصلات، وصدحوا بمواويل موشاة بتوسلات إلهية، وأمداح نبوية، وعشق، وتماه في حب الوطن، وعاهله المفدى وأسرته الشريفة، مما أثارإعجاب المتفرجين، وشد انتباههم إلى ما بعد منتصف الليل، في جوبديع امتزجت فيه ألوان طرب الملحون بإيقاعات الأغنية الوطنية، وإنشاد رائع لكل من: حياة الإدريسي، فؤاد الزبادي، ماجدة اليحياوي، البشير عبدو، زينب ياسر، سامية أحمد، فؤاد حماني... ومواصلة لنبض الإبداع قدمت قصيدتان جديدتان من فن الملحون، الأولى من نظم الأستاذ عبد الرحمان الملحوني تحت عنوان:"السادس في الأسرة الضاوية"، والثانية من تأليف الشيخ مولاي إسماعيل السلسولي العلوي بعنوان:" ولي العهد مولاي الحسن"، عزفتا على إيقاع توليفة رائعة من أداء جوق جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد، وجوق الجامعة الوطنية لجمعيات الملحون والفنون التراثية الصوفية. هذا ويعتبر مهرجان الملحون والأغنية الوطنية الذي انعقد بمراكش في الفترة مابين 28 و 31 ماي 2014 تحت شعار:" الأغنية الوطنية في خدمة المُواطنة الفاعلة " امتدادا للملتقيات الثمانية لملتقى موسيقى التراث، الذي سهرت جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد للمحافظة على الفنون الشعبية على تنظيمه، بشراكة مع مؤسسة دار بلارج، وحظي برعاية ملكية سامية تقديرا لهذا الفن الأصيل، وارتباطه العضوي بروح المواطنة الصادقة.