تنويه يدشن موقع نفيس.كوم مع موقع المسائية العربية نشر حوارات بشكل مشترك مع عدد من الشخصيات النقابية والسياسية والمدنية حول أزمة الجامعة المغربية على المستوى التنظيمي غايتها التعرف على طبيعة الوضع الراهن واستشراف المستقبل بما يخرج الجامعة من أزمتها ويفتح آفاقا واسعة لأداء وظيفتها التربوية والتكوينية على مختلف المستويات. ويرحب الموقعان الإلكترونيان معا بأي مساهمة في الحوار على أساس الإجابة على الأسئلة الرئيسية المطروحة. محمد بولعيش: ان احياء الاتحاد الوطني ضرورة آنية واستراتيجية محمد بولعيش : طالب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس (ظهر المهراز) بين 1969 و1973 ، مناضل في إطار جبهة الطلبة الأحرار التقدميين (الطلبة الجبهويون) ، عضو تعاضدية كلية الآداب والمدرسة العليا للأساتذة بالتتابع ، مؤتمر عن المدرسة العليا للأساتذة في المؤتمر الوطني 15 لأوطم في غشت 1972 ، تم اعتقاله على إثر منع المنظمة الطلابية في بداية فبراير 1973 . السؤال 1: ما هو تشخيصكم للأوضاع الجامعية على المستوى التنظيمي؟ محمد بولعيش: الأوضاع في الجامعة لا تبشر بأي خير ! فبالإضافة إلى الحظر العملي على الجامعة بعسكرتها (بدءا بأواكس) ومنظمتها النقابية الطلابية العتيدة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ، والصراعات الفصائلية داخلها وتغليب لغة الخلاف و"التناقضات" المذهبية بين مختلف الفصائل التي تدعي التوجه يسارا ، واستقواء فصائل الإسلام السياسي والظلامية بالتيارات الوهابية والتكفيرية في محاولة للسيطرة على مختلف الجامعات والأحياء الجامعية ، نجد أن الهم الأساسي لا يتجه نحو استرجاع المنظمة النقابية لعافيتها التنظيمية لتقوم بواجبها الإشعاعي الفكري والتأطيري لعشرات الآلاف من الطلبة مع توسع الخريطة الجامعية مهما تكن أعطابها واختلالاتها ، بقدر ما يتوجه نحو التنافس على من يهيمن أو يقود هاته الكلية أو الجامعة أو تلك ، أو هذا المعهد أو ذاك ! علما أن العديد من أوجه التنافس ذاك يتحول مرارا إلى صراع دموي ، ليس بين اليساريين والإسلاميين فقط (وهو صراع له أعذاره على كل حال !) ولكن بين الفصائل اليسارية ذاتها. السؤال 2: ماذا يعني العنف في الجامعة وما علاقته بغياب التنظيم النقابي؟ محمد بولعيش: التواجد في الجامعة هدفه الأساسي تحصيل العلم والمعرفة والتكوين ليصبح الطلبة بعد ذلك أطرا وكفاءات في خدمة مجتمعها وبلادها ، وهي فضاءات للتحاور والتبادل والتكوين السياسي والفكري على أساس الإقتناع والإقناع والتفاعل الإيجابي بين مختلف المكونات الفكرية والسياسية المتعايشة داخل الحرم الجامعي . ومن هذا المنطلق لا يمكن القبول البتة بممارسة العنف داخل بناياتها وبجوارها والتي وصلت في محطات عديدة إلى حد إزهاق الأرواح . وهكذا فإن العنف والعنف المضاد لا يمكن إلا إدانتهما مهما تكن مبرراتهما ، ومن أية جهة صدرا : من النظام المخزني أو الطلبة أو المليشيات الخارجية . وهذا يقع وسيقع في غياب منظمة نقابية طلابية قوية موحدة مستقلة ديمقراطية وتقدمية قادرة على تأطير الجماهير الطلابية وتوجيهها الوجهة السليمة . السؤال3 : هل يمكن إحياء الاتحاد الوطني بمختلف هياكله للجواب على الوضعية الحالية ام هناك مستجدات ينبغي أخذها بعين الاعتبار؟ محمد بولعيش: لست أدري ما المراد ب"مختلف الهياكل" ولا ب"المستجدات" ، لكني أستطيع القول بأن استرجاع (أو إذا شئت إحياء) أ.و.ط.م هدف آني واستراتيجي في الآن نفسه ، لأن الحياة الجامعية السليمة – مع اتساع رقعة المعاهد والكليات عبر الوطن وتكاثر أعداد الطلبة (أنا لا أقيّم التعليم العالي هنا وإنما أقارن الوضع الحالي مع ما عشته في بداية السبعينات حيث كان تواجد الطلبة مقتصرا على ثلاث مدن أساسية : الرباط ، فاس والدارالبيضاء ، إضافة إلى مراكش وتطوان) – تتطلب تنظيما نقابيا قويا ووحدويا وفقا للمبادئ التاريخية الأربعة المحددة لهوية الأوطم ، بإمكانه تهييء الطلبة للتعايش وقبول الآخر وتنظيم حلقات نقاش وانتخاب أجهزة وطنية (مؤتمر ، مكتب تنفيذي ، لجن إدارية) أو محلية (تعاضديات الكليات والمعاهد والمدارس ، لجن القاطنين والمطاعم الجامعية ، التنسيقيات الجامعية ...) شريطة نبذ التطاحنات الداخلية الفكرية منها والإيديولوجية ، وتغليب المصلحة العليا للطلبة والجامعة على التموقعات الفصائلية والتخندقات العقائدية . وهنا يطرح إشكال التيارات الإسلاموية بتشعباتها (وأعتقد أن هذا ما قصدته بالمستجدات !) : فإما أن تقبل وتدمج إن هي أعلنت نبذها للعنف وقناعتها بالمبادئ الأوطمية وإيمانها بالديمقراطية وحرية الرأي والمعتقد ، أو أنها ترفض إن هي رفضت شروط الانتماء والإدماج ، آنذاك سيصبح من الصعب عدم الاعتراف لها بحقها في تأسيس نقابتها عملا بمبدإ التعدد كما هو ممارس عمليا في الساحة النقابية الوطنية ، علما أن فصيلا طلابيا مرتبطا بحزب الاستقلال متواجد على الساحة الطلابية منذ بداية الستينات . ومع ذلك أقول بأن هذا مجرد رأي شخصي وأن أهل مكة أدرى بشعابها وإن كان أمر الجامعة شأن عام ومن حق أي مواطن أو مناضل أن يدلي برأيه فيما يعتمل داخلها .