أقدمت السلطات المحلية بمراكش على طرد ومنع الباعة المتجولين والفراشة وأصحاب العربات المجرورة من ممارسة نشاطهم اليومي في بيع الخضر والفواكه وكل المواد الغذائية بحي بين المعاصر بباب تاغزوت، هذه المطاردة وإن لم يسجل فيها العنف اليدوي، إلا أنها لم تخل من عنف لفظي.. وإذا كانت الحملة في حذ ذاتها قد لقيت استحسانا من طرف بعض السكان، نظرا للتجاوزات التي يقوم بها بعض الفراشة والتي لا تعطي للطريق حقه، ولا تبالي بالمضايقات التي يتعرض لها المواطنون بسبب الازدحام المصطنع، وخنق كل الممرات، والجلوس أمام أبواب المنازل، والتضييق على أصحاب الدكاكين، إلا أن البعض الآخر يرى أن الأثمنة في مثل هذه الأسواق الشعبية تكون منخفضة كثيرا عن باقي الاسواق، الشيء الذي يمكن الفقير والمسكين من اقتناء حاجياته حسب الاستطاعة، كما أن هذه الأسواق تكون قريبة من الأحياء السكنية مما يسهل على النساء الخروج لشراء ما يحتاجونه والعودة إلى مساكنهن في وقت وجيز. وفي هذا الإطار أشارت إمرأة مسنة، تبيع الخضر، أنها تعيل أسرة كبيرة، معظم أفرادها مرضى وعاطلون، وتضطر لزيارة أحد أبنائها نزيل مستشفى الامراض العقلية، واقتناء الدواء له . واعتبرت أن حرمانها من ممارسة النشاط سينعكس سلبا على اسرة بكاملها. من جهته عبر بائع فواكه يعاني من إعاقة على مستوى القدمين، أنه يشتري يوميا كيسا أو كيسين من فاكهة موسمية، ويعيد بيعها بالتقسيط، من أجل إعالة أسرته الفقيرة، وأضاف أن الفئة الموجودة في هذا السوق هي فئة مسالمة، ومن حق السلطات ان تنظم الحركة التجارية، دون ان تشرد اسرا وعائلات. وأشارت امرأة من المترددات على السوق، أن بعض الفراشة يملكون دكانا ودكانين، وهم من يتسبب في اختناق الزقاق، وقد استفادوا من الحملة، حيث بدأوا يعرضون بضاعتهم داخلها، ويقومون بكراء بقع لكل من اراد ان يتخلص من البضاعة بعد منعه من عرضها بالحي. وأكد التجار أنهم جميعا يؤدون واجب الأرضية، ولا يحصلون على وصل بذلك، مما يدعو للتساؤل عن الجهة المستفيدة من ريع السوق؟ وهل تشتغل لحسابها الخاص أم هناك شركاء في صفة " تماسيح وعفاريت " كما تركها ابن كيران مدونة للتاريخ وأفاد أحد أفراد القوات المساعدة، أنهم يسعون لتحرير الملك العمومي ويبذلون جهدهم تجنبا لأي اصطدام أو أعتداء على المواطنين