يدشن موقع نفيس.كوم مع موقع المسائية العربية نشر حوارات بشكل مشترك مع عدد من الشخصيات النقابية والسياسية والمدنية حول أزمة الجامعة المغربية على المستوى التنظيمي غايتها التعرف على طبيعة الوضع الراهن واستشراف المستقبل بما يخرج الجامعة من أزمتها ويفتح آفاقا واسعة لأداء وظيفتها التربوية والتكوينية على مختلف المستويات. ويرحب الموقعان الإلكترونيان معا بأي مساهمة في الحوار على أساس الإجابة على الأسئلة الرئيسية المطروحة. حسن السوسي صحفي مغربي مدير موقع "نفيس كم" الإخباري عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب المؤتمر السادس عشر والسابع عشر السؤال الاول: ما هو تشخيصكم لأوضاع الجامعية على المستوى التنظيمي؟ حسن السوسي: يمكن القول، بإيجاز شديد، ودونما حاجة إلى الدخول في التفاصيل: إنها أوضاع أزمة نقابية وتنظيمية لا تخلو من أبعاد سياسية على مستوى تعامل السلطة مع هذا القطاع من جهة، وعلى مستوى تعاطي الحركة الوطنية الديمقراطية معه، من جهة ثانية وعلى مستوى العلاقات الداخلية التي بعضها ترجمة للخلل الحاصل في العلاقات العامة بين القوى الوطنية الديمقراطية وعدم ادراج مسالة التنظيم النقابي للطلبة ضمن اي معادلة من معادلات الإصلاح الذي عرفته بلادنا على مستوى قطاعات بعينها. مع العلم ان تهميش هذا القطاع الذي تنتمي اليه أولوف مؤلفة من الطلبة، في الجامعات والمعاهد العليا، هو بمثابة التعايش مع أزمة يمكن في اي وقت من الأوقات ان تنفجر في وجه المجتمع برمته الامر الذي يشكل خطرا محدقا بورصات الإصلاح المفتوحة في مختلف المجالات. وهذا التشخيص العام يسمح لنا بتحديد عناوين للمقاربة لا ينبغي ان تهمل أي بعد من أبعادها وبهذا المعنى فإن مجموع القوى الرسمية والشعبية مدعوة لإبداء رأيها على مستوى تشخيص أزمة التنظيم على مستوى الجامعة المغربية وجرد قضايا الاتفاق وقضايا الاتفاق وتحديد منهجية للتعامل مع مختلف عناصر الأزمة وتدارسها بعمق وموضوعية وضمن منطق الإصلاح الشامل الذي انخرط فيه المغرب والذي هو مدعو الى توسيع مجالاته وتعميق إجراءاته لضمان شموليته واستمراريته. ومن هنا يبدو لي ان التفكير في مناظرة وطنية على هذا المستوى، قد يعود بالفائدة الكبيرة على المجتمع المغربي خاصة اذا تم التعامل مع أزمة الجامعة من منطلق إصلاحي شامل. السؤال الثاني: ماذا يعني العنف في الجامعة وما علاقته بغياب التنظيم النقابي حسن السوسي : العنف في الجامعة ترجمة لانسداد الأفق النقابي داخل المؤسسات الجامعية والمعاهد العليا في البلاد. صحيح ان بعض مظاهر العنف كانت دائماً تطفو على سطح العلاقات الطلابية نظرا لبعض التناقضات القائمة بين فصائل العمل الطلابي التي كانت تعكس الخلافات السياسية داخل المشهد السياسي المغربي حتى خلال فترات نشاط الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، غير ان تلك المظاهر تظل هامشية الى حد بعيد مقارنة بالانعطاف الخطير الذي طرأ على طبيعة العلاقات بين فصائل العمل الطلابي، خلال فترات غياب العمل النقابي المنظم. ذلك ان كل فصيل يتصرف كما لو كان التجسيد العملي للمصلحة الطلابية والممثل الوحيد للاتحاد الوطني لطلبة المغرب . وفي مثل هذه الأحوال يكون الاصطدام هو الغالب في العلاقات السائدة في الجامعة خاصة مع غياب اي ضابط تنظيمي طلابي ذاتي يمكن ان يسهر على توفير درجة ما من التوازن في العلاقات بين مكونات الحركة الطلابية المغربي كما كانت تفعل المؤسسات المتفرعة عن الاتحاد الوطني. هذا علاوة على سيادة نوع من الفوضوية النقابية حيث لا تتضح الحدود الفاصلة بين ما هو سياسي وما هو نقابي مطلبي الأمر الذي ينعكس احتقانا بين التنظيمات الطلابية غير الخاضعة لأي ضوابط متفق عليها وتشكل المرجعية الأساسية للبت في الخلافات. وبطبيعة الحال فإن بروز تيارات طلابية تعتقد عمليا وان كانت تنفي ذلك نظريا ان الجامعة المغربية تشكل ساحة جوهرية لحسم الصراعات السياسية والتعارضات والتناقضات التي تخترق المجتمع قد وضع العلاقات الطلابية على حافة مواجهات عنيفة كلما برز الخلاف بين مكوناتها بخصوص هذه القضية النقابية او السياسية الأمر الذي يفتح المجال لتواتر الممارسات العنيفة على الساحة ويوفر شروط عودتها الى سابق تأججها وقوتها بعد ان يبدو انها قد تراجعت او تم تجاوزها من قبل الفاعلين على الساحة الطلابية. السؤال الثالث : هل يمكن احياء الاتحاد الوطني بمختلف هياكله للجواب على الوضعية الحالية،أم هناك مستجدات ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند تحديد الشكل التنظيمي الملائم لتأطير الحركة الطلابية؟ حسن السوسي: عندما يطول أمد أزمة من الأزمات، فهذا يعني انها أزمة هيكلية مركبة، وليست أزمة نمو، أو أزمة عابرة، بدليل استقرارها في الوضع واستفحالها مع مرور الزمن. ولا يغير من هذه الحقيقة ما يبدو من قدرة الحركة الطلابية التعايش، بهذا القدر أو ذاك، مع هذه الأزمة، بل والتطبيع معها، في بعض الأحيان. قد لا تكون الأزمة في بدايتها أزمة معقدة كثيراً، لكن ما ان تظل بلا حلول، حتى تتغير في بعدها الكمي كما في بعدها النوعي. ذلك أن تراكماتها السلبية تؤدي، حتما، إلى تحول نوعي يمس طبيعة الأزمة، في مختلف أبعادها، وقد يحولها من أزمة نمو عادية إلى أزمة بنيوية لا يمكن حلها من خلال أطر التفكير التقليدية وبواسطة الأساليب المعتمدة عندما كانت مجرد أزمة عادية. لقد سبق لي أن قدمت بعض الإقتراحات في كلمة موقع "نفيس" حول الجامعة المغربي وازمة التظيم النقابي اعتقد أنها قد تكون مفيد في التفكير في أزمة الجامعة المغربية على المستوى الطلابي وهو ما يدفعني هنا إلى التأكيد على الأفكار التالية، باعتبارها عناوين للبحث والتداول في المسائل التي تجعل الحلول ممكنة، دون ادعاء كونها قد استغرقت كل الإمكانيات، في هذا المجال. أولا، ضرورة تشكيل لجنة وطنية تمثيلية ما أمكن لمختلف القوى ذات التأثير المباشر أو غير المباشر على الساحة الطلابية مهمتها الرئيسية محاولة القيام بتشخيص شامل للأزمة واستكناه الطرق الممكنة لحلها من خلال أرضية تطرح على النقاش على نطاق أوسع ولفترة زمنية متفق عليها. ثانيا، عرض الأرضية التي يتم التوصل إليها على مختلف الهيئات النقابية ذات العلاقة المباشرة مع مختلف مرافق الحياة الجامعية لاستمزاج آرائها والتعرف على مقترحاتها التي ترمي إلى إيجاد حد أدنى من الأفكار والمبادرات المشتركة التي يمكن البناء عليها في مواجهة المشكلة التنظيمة في الجامعات والمعاهد العليا. وهنا يمكن للنقابة الوطنية للتعليم العالي أن تلعب دورا هاما وإيجابيا، إلى حد كبير، لأن التفكير في قضايا الجامعة التنظيمية على صعيد الطلبة لا ينفصل عن التفكير في قضايا أساتذة التعليم العالي. ثالثا، التفكير في عقد مناظرة أو ما يشبه مناظرة حول الأزمة التنظيمية في الجامعة تضع تصورا شاملا للتعاطي مع قضايا التنظيم النقابي وطبيعة العلاقة بين مختلف هيئاتها لجعل عملها متكاملا رابعا، إقدام القوى السياسية المغربية ذات المصلحة في إعادة إحياء التقاليد التنظيمة داخل الجامعة المغربية، سواء منها التي سبق لها أن ساهمت في قيادة العمل الطلابي أو تم إفرازها بعد تراجع نشاط الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، على طرح مبادرة مشتركة أو مبادرات خاصة تسمح بفتح حوار أشمل حول الجامعة تحضيرا ومساهمة في التفكير المغربي الجماعي في إيجاد الحل لهذه الأزمة التنظيمية المزمنة خامسا، فتح نقاش واسع حول طبيعة التنظيم الملائم والذي يستجيب لمختلف التحولات الكمية والنوعية التي عرفها التعليم العالي في المغربي بما يمكن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من الفعالية الضرورية في مجال التنظيم والتأطير وبما يتناسب مع ضرورة تعميق بعده الديمقراطي والجماهيري السؤال الرابع : موقف بعض القوى الديموقراطية من حكومة ب د ج و موقف اليسار غيرالمندمج من أ ش ق ش و من ت أ الن يعرقل بلوغ هدف مناظرة و طنية؟الن يزيد من تعميق ازمة هيكلية عمرت مند 1981؟ حسن السوسي: ليس هناك ما يدفع الى الجزم بان هذه القوى ترفض او تعرقل العمل على تنظيم مثل هذه المناظرة. الفكرة ذاتها لم تتجاوز بعد نوعا من التفكير جهرا فيها، وليست قرارا او موقفا غير قابل للتداول، لذلك تحدثت عن المناظرة او ما يشبهها لأن فتح الحوار على هذا المستوى هام جدا. اما الموقف من حكومة العدالة والتنمية فأنا غير متفق على هذه التسمية لانها بكل بساطة حكومة المغرب الحالية بغض النظر عن الموقف منها او من رئاستها. فالمعارضة تمتلك الحق في قبول او عدم قبول السياسات المتبعة من قبل اي حكومة، غير ان من واجب الجميع التمييز بين قضايا ذات البعد الوطني الجامع والعميق حيث ينبغي الإسهام بالرأي والجهد لحل المشاكل ذات الصلة بالمصلحة العامة للبلاد، واعتقد ان مسالة الجامعة المغربية تندرج ضمن هذا الإطار، وبين القضايا ذات الأبعاد الحزبية الخاصة والتي تخضع لطبيعة الممارسة السياسية التنافسية داخل اي مجتمع يؤمن بالتعددية الحزبية ويطمح الى تكريس التعددية السياسية على مختلف المستويات. وهذا يعني ان الاختلاف مع من يتولى المسؤولية الاولى على المستوى الحكومي ليس، ولا يمكن ان يكون، سببا كافيا لاتخاذ مواقف سلبية من قضايا على درجة كبيرة من الحيوية بالنسبة لتطور بلادنا، مثل قضية الأزمة الطلابية. وهنا أكاد اجزم ان كل القوى الوطنية والديمقراطية لن تكون سلبية في التعامل مع هذه الفكرة متى تمت بلورتها بشكل اكثر دقة، وهي مدعوة للمساهمة في القيام بهذه المهمة الأولية بطبيعة الحال وليتفق الجميع حول الخطوات التي ينبغي القيام بها لإنجاز هذه المهمة السؤال الخامس: قد اشاطرك الراي في ان لا قيمة لسابق التناقضات بين القوى طالما يتعلق الامر بالجامعة المغربية، لكن دعني اذكرك ان قتل الطالب الحساني اربك الحسابات و بعثر الاوراق إلى حد ما، ففي الوقت الذي تعمل فيه اللجنة الوطنية المطالبة بالحقيقة في مقتل الطالب اليساري عيسى ايت الجيد،و توجه اصبع المسؤولية في ما لحقه لأحد أعضاء الامانة العامة ل ب ج د ، ها هذا الاخير ينتقل بكل رموزه لحضور مراسيم دفن طالب يعد من الفصيل الحزبي العامل بالجامعة ,اليست حكومة كل المغاربة؟ ألم ترفع اللبس بحضورها مراسيم دفن مواطن بدافع ،وطنية حزبية" مكشوفة ؟ سابقة لا يمكن حصر مضاعفاتها السياسية و اسقاطاتها على المناخ العام بالجامعة حسن السوسي: هناك موقف صادر من جلالة الملك حول اعتبار الحسناوي شهيدا وهذا يعني ان الدولة قد اعتبرت ان العنف القاتل في الجامعة ينبغي ان يواجه بكل حزم وجدية في هذا السياق يمكن فهم حضور رئيس الحكومة في جنازة الحسناوي اذا لم نكن شهدنا ذلك في ظروف استشهاد آيت الجيد فهذا راجع الى اختلاف الظرفية السياسية في المغرب كما يعرف الجميع المهم ان يبدأ الاهتمام الجدي بهذه القضية وفي اي وقت من الأوقات من هنا يكتسي تدخل الملك محمد السادس أهميته القصوى في هذا المجال وفي كل الأحوال ينبغي النظر الى المشكلة في عمقها وليس الى بعض مظاهرها لذلك لا ارى ما ينزع عن الحكومة طابعها التمثيلي فقط لان رئيسها شارك عائلة حزنها ولا يغير من هذه الحقيقة كون الفقيد من أسرته السياسية.