نظمت جمعية منية مراكش، يوم الأحد 16 أكتوبرالجاري، مجلسا أدبيا باذخا، بأحد دور الضيافة، تحت شعار:" نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" امتزج فيه شجن قصص العربية الأستاذ عبد العزيز بن عبيد الله القرشي، بالغزل الطافح من قصائد الملحون التي أنشدها جوق هواة الملحون بمراكش، بعد تقديم أنيق للأستاذ ادريس الجبلي، الذي اجتهد في تفسيرنذرة تيمة "الخيل" في ديوان الملحون، لكون هذا الفن- حسب منظور الأستاذ الجبلي- نما وترعرع في الحواضر العتيقة بعيدا عن البوادي، باستثناء الشاعر التهامي المدغري الذي اشتهرت عنه ثلاث قصائد أو أربع في هذا الصدد، وعزا ذلك، إلى رفقة الشاعر للأمير الخليفة محمد بن عبد الرحمان الذي كان مولعا بالخيل... وارتكزت مداخلة المحتفى به الأستاذ عبد العزيز القرشي- بمناسبة حفل توقيع مؤلفه:" قانون صفات الخيل العربية، دراسة تأصيلية بين أبي عبيدة و الأصمعي"- والذي تحدث عن حكايات العرب مع الفرس، وعن البصراء بالخيل، ومقولاتهم في التمييز بين الخيل الهجن، والخيل العتاق. موجزا غايته من إصدار كتابه في: تقريب صفات الخيل العربية إلى أجيال العصر الحديث، ومحاولة استنباط القانون في علم الخيل، مشيرا إلى قانونين: قانون الركوب والزينة، وقانون العتق. تلك معلومات أثنى الدكتور محمد مشموم- الحكم الدولي، وعضو منظمة الجواد العربي- على إيرادها ضمن هذا الكتاب، الذي وصفه بالنفيس، لأنه يعيد تأصيل النظر إلى الحصان العربي، لا كسلعة، بل من وجهة حضارية، ترمي إلى تطوير الخيول العربية لإحلالها المكانة اللائقة بها. وقد أكد الأستاذ جعفر الكنسوسي رئيس جمعية منية مراكش، أهمية الفرس في حياة العربي، فهو صديقه في سِلمه وحربه، وحلّه وترحاله... لما فيه من خصال العزة والأصالة...وأضاف أن حب الخيل عند العرب، ازداد مع قدوم الإسلام، بما حملته وصايا الرسول- صلى الله عليه وسلم- من تشجيع على تربية الخيول، والعناية بها، والحث على إكرامها وصونها. ولا أدل على مكانتها العالية، قسم الله تعالى بها في كتابه العزيز، حين قال سبحانه: "والعاديات ضبحاً، فالموريات قدحاً، فالمغيرات صبحاً، فأثرن به نقعاً، فوسطن به جمعا"ً. واختتم الأستاذ الكنسوسي قائلا: إن العربي تشبع بحب الخيل من جانب الشرع، ومن جهة الطبع، فبعد أن كانت رمزا للشرف والقوة والنصر، غدت كذلك مطية للفاتحين ووسيلة للجهاد.