/ مراكش / عبد المجيد آيت أباعمر عبر الشاعر أحمد بلحاج آية وارهام في اليوم العالمي للشعر، عن تعريفه للشاعر باعتباره الكائن الحي الذي يذكر الإنسان بجوهره المنسي، فهو الذي يسبر غور النفس الإنسانية، ويحمل رؤيتها المنفتحة على المستقبل، ويجعلها فاعلة في الكوائن تكسح الألغام الملجمة،غير منخرط في السد يم. فبالشعر- يقول آية وارهام- نكون إنسانيين أولا نكون، فهو ضياء الروح، والإحتفاء به احتفاء بالحياة المتزنة،إنه الزمن كله، وهو الأرض التي لاتتنكر لمشاعرنا. كانت هذه كلمة المحتفى به، بمناسبة عيد الشعر حيث بادرت المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بتنظيم يوم دراسي للإحتفاء بالشاعر المبدع أحمد آية وارهام بمشاركة نخبة من الأساتذة، والباحثين، والشعراء، في رحاب دار الثقافة – الداوديات- بمراكش، مساء يوم الخميس 21 مارس 2013. ولمقاربة تجربة المحتفى به الشعرية، قدمت الأديبة نجاة الزباير مداخلة تحت عنوان:" أوراق وارهامية"وصفت فيها الممارسة الشعرية لديه بالتميز والإختلاف، فدواوينه تنسج رؤى تتعدد وتتداخل فيها الأسئلة،إنها نافذة مفتوحة، وحدائق شعرية مزروعة من كل الفواكه اللغوية، ومشاهدة عرفانية منحته تأشيرة السفر في المعاني، ومعانقة للذات، في مسار متجدد يصعد في معارج المحبة الإلهية. ولغته- تقول الزباير- لغة تتراقص حول حبل الترميز، معجم خاص ينبض بالجمال والتفرد. وأكد الأستاذ عبد العزيز البومسهولي- من كلية آداب مراكش- على النزوع الصوفي باعتباره بعدا من أبعاد القصيدة لدى آية وارهام، مشيرا إلى خصوبة التجربة واستلهام النزوع الصوفي بطريقة متجددة لاتقودنا إلى التماثل. فالشاعر - من وجهة نظر البومسهولي- يضع إرادته في اللغة، والواقع يبدو طيعا لإرادة التعالي التي تتحقق بانفلات الذات عن الحجب. أما الأستاذ الجامعي عبد الجليل الأزدي، فقد اعتبرالشاعرأحمد آية وارهام رجلا منسجما في كتاباته، يتلاءم مع الذات في وجودها ومسلكياتها، على عكس من لديهم حساسيات مريضة، ونرجسيات متضخمة، ممن يحسبون على الحقل الثقافي. ويضيف الأزدي قائلا: إنه شخص استثنائي ممتلئ برأسمال ثقافي ضخم بما يربو عن سبع دواوين شعرية، والكثير من الكتب الأدبية والفكرية والفلسفية. ولقد أدار جلسة هذا اللقاء باقتدار الصحافي والأديب عبد الصمد الكباص.كما شهد هذا اليوم الدراسي كلمات افتتاحية، من بينها كلمة بيت الشعر بالمغرب وتلاوة رسالة اليونسكو الخاصة بالمناسبة. إلى جانب قراءات شعرية لثلة من الشعراء.