لاشك أن الوقت قد حان بمدينة مراكش وعلى صعيد الجهة كي تتدخل كافة الأجهزة المسؤولة محليا وجهويا ، للتصدي لخفافيش الظلام ( المحتالين والنصابين والمتسولين باسم الصحافة ) وهي بريئة منهم براءة الذئب من قميص يوسف ، بعد ان أصبحت الابواب مشرعة عن آخرها، سارعت مجموعة من الطفيليات للتهافت على التجمعات والاجتماعات والمنتديات والملتقيات والندوات مستعرضة عضلاتها منتحلة صفة صحافي أو مراسل لوسيلة اعلامية مكتوبة أو إلكترونية او مسموعة، ، ولا غرابة ان تصادف حارس دراجة، أو ماسح أحذية....يحمل في يده جريدة محلية لم تتجاوز عددها الاول بغط النظر عن محتواها ومضمونها، أو جريدة يومية وطنية محترمة ،أو تجد نفسك أمام مصور يلتقط لك صورا بدعوى انه يشتغل لصالح الجرائد اليومية أو الالكترونية وهو في حقيقته لا تربطه اية رابطة بها، ومنهم من يتخذ تلك المنابر واجهة لممارسة عمله المشبوه. إن المتتبع للحقل الإعلامي لا يخامره شك في أن المستهدف من هذه الفوضى هي الصحافة، ففي غمرة الفوضى والتسيب ، يلاحظ ان اغلب الصحفيين الشرفاء والذين يشهد لهم بالكفاءة والمهنية والمصداقية قد أخلوا أماكنهم، وابتعدوا عن تلك اللقاءات واكتفوا بالتفرج عن المسرحية الهزلية التي تدور رحاها داخل الاقبية والفنادق الضخمة، وما ذا عساهم ان يفعلوا وقد اصبح كل من هب وذب يحصل على وصل الإيداع لجريدة محلية، دون مراعاة لمستواه الدراسي ولا علاقته بالصحافة، فيقوم بتوزيع بطاقاتها على الاهل والاصحاب والمريدين..، ، إن ذلك قمة النصب والاحتيال، فمتى كان ميدان الصحافة ميدان لمن لا ميدان له ، وحرفة لمن لا حرفة له، لا ثم لا إن الصحافة مهنة شريفة تربطها علاقات مع المجتمع والرأي العام المحلي والجهوي والوطني كلها صدق في نقل الأخبار والأحداث ، وكما قال الأديب العربي المشهور " نجيب محفوظ" إن الصحافة ميدان تلتقي فيه جميع الثقافات وهي فن من أروع الفنون ، والصحافي مؤتمن على كل كتاباته وما ينقله للقارئ من أخبار ووقائع الأحداث ، إذن من المفروض فيه أن يكون بعيدا عن الشكوك .وان ما حدث خلال المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته 12 ، من توافد حشد من الصحافيين والمصورين الصحافيين المزورين ، لا يترك مجالا للشك كون مجال الصحافة بمراكش يحتاج إلى التفاتة الجميع من مسؤولين وأجهزة أمنية وقضائية وفرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بمراكش ، لإيقاف نزيف شرذمة المحتالين والنصابين الذين يتربصون ويتحركون يمينا ويسارا تحت ذريعة " مراسل صحافي، ومصور صحافي، متعاون... " واغلبهم لا يفرقون بين الفال والفول ...كما تقول العرب، ومرة أخرى وبكل غيرة على هذا الجسم ونظرا للتجربة الطويلة التي راكمتها في هذا الميدان منذ ما ينيف على ثلاثين سنة مضت ، فان الصحافة ميدان لا يقبل الفيروسات الهدامة ولا يقبل الاحتيال ولا يقبل الكذب ولا يقبل بخفافيش الظلام، فيا مسؤولي مراكش أبعدوا المتطفلين ....؟؟؟ والمحتالين من جسم الصحافة ، فحرية التعبير لا تعني الفوضى والتسيب وضرب القيم النبيلة، وخلط الاوراق وتمييع الحقل الاعلامي الذي يعد السلطة الرابعة.