مراكش المسائية العربية نظم الفرع الإقليمي للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش المشور، يوم الأربعاء 28 نونبر 2012، الافتتاح الرسمي للقسم المتخصص في اللغة الأمازيغية بهذه المؤسسة، تحت شعار: "جودة التكوين سبيل للارتقاء بتدريس اللغة الأمازيغية". وقد تم تنظيم هذا الملتقى، الذي نشط أشغاله عبد الحفيظ ملوكي، مدير الفرع الإقليمي، تحت إشراف الوحدة المركزية لتكوين الأطر بوزارة التربية الوطنية والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش، وبمساهمة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط. وحضر أشغال هذا الملتقى عدد من المفتشين والمكونين والأساتذة المتدربين بالمركز، ومجموعة من مديري مؤسسات التطبيق والمرشدين التربويين بهذه المؤسسات، وبعض ممثلي المجتمع المدني والصحافة الوطنية والجهوية. وبهذه المناسبة، ألقى محمد دالي، مدير الوحدة المركزية لتكوين الأطر بالوزارة، كلمة توجيهية، أوضح من خلالها أن الوزارة عملت، منذ سنوات، في إطار مراكز تكوين المعلمات والمعلمين سابقا على تخصيص تكوين في اللغة الأمازيغية وثقافتها، إلى جانب التكوين في المجالات الأخرى، بحيث كان مخصصا في برامج التكوين مصوغتين، الأولى تهم اللغة الأمازيغية وثقافتها، والثانية تخص ديداكتيك اللغة. وأضاف أنه، مع المستجدات التي عرفتها بلادنا في السنة الماضية، مع الدستور الجديد وترسيم اللغة الأمازيغية، وتزامن ذلك مع إحداث المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، وتنظيم أول مباراة في إطار النظام الجديد، عمدت الوزارة إلى القيام ببعض الإجراءات، منها إدماج اللغة الأمازيغية وثقافتها في الاختبارات الشفوية لولوج هذه المراكز، لكن كانت هناك صعوبة، من الناحية التقنية، لإدماجها في الاختبارات الكتابية، وسيتم حل هذا المشكل خلال السنة المقبلة، مؤكدا أنه، لأول مرة، يتم تخصيص مناصب مالية تصل إلى 84 منصبا لتكوين أساتذة متخصصين في تدريس الأمازيغية، وذلك من أجل الرفع من عدد المستفيدين من هذه اللغة للوصول إلى تحقيق هدف مليون متعلم في هذا المجال خلال سنة 2013. وأشار أن المراكز التي كانت مقترحة لتكوين الأساتذة في الأمازيغية هي المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بكل من مكناس وأكادير، نظرا لكون هذين المركزين لهما تجربة في هذا المجال، ويتوفران على أساتذة يتقنون هذه اللغة، ويمكنهم أن يكونوا في مجال اللغة الأمازيغية، ثم انضاف لهذين المركزين مركز مراكش لتوفره على عدد من الشروط التي تشترطها الوزارة لفتح هذا التخصص، مبرزا أنه، خلال السنة المقبلة، سيتم الرفع من عدد المراكز التي تكون في هذه اللغة، لتشمل مركزي الناظور والحسيمة اللذين لهما رغبة في هذا المجال. ثم أكد أن هذه التجربة ستكون متميزة في مركز مراكش، لأن هذا المركز فيه اجتهاد وابتكار، متمنيا لو كانت كل المراكز بنفس الحيوية. ومن جهته، تناول الكلمة، عبد الواحد المزكلدي، رئيس قسم الشؤون التربوية بالأكاديمية، باسم مدير هذه المؤسسة، ليشير أن هذا الملتقى يكتسي أهمية، لأنه يندرج في إطار السياسة العامة للوزارة، التي تقتضي منا الارتقاء بتدريس اللغة الأمازيغية، مضيفا أن الوزارة، منذ شتنبر 2003، قد انخرطت في مجال جديد وأساسي يتجلى في إقرار تدريس هذه اللغة في مدارسنا المغربية. وأوضح أنه، بعد تراكم التجارب، ندخل تحديا آخر يتعلق بتكوين أساتذة متخصصين في تدريس اللغة الأمازيغية، مما سيرفع من وتيرة توسيع مجال تدريس هذه اللغة، ويرتقي بطريقة تدريسها، مبرزا أن هذا المركز قد كان، دائما، رمزا للتجديد، ورمزا لرفع التحديات في كل الملفات التي كلف بها، وفي كل المحطات التي عرفتها منظومتنا التربوية، ومؤكدا أنه لا يساوره شك في أن هذا المركز سيكون ناجحا في هذه العملية كما كان ناجحا في مجموعة من العمليات الأخرى، وسيكون ناجحا في رفع التحدي وفي تكوين هؤلاء الأساتذة، وستكون تجربته نقطة إشعاع بالنسبة للمراكز الأخرى. وبدوره، ألقى عبد الحكيم سيمور، رئيس مصلحة تدبير الحياة المدرسية بنيابة الوزارة بمراكش، كلمة، باسم نائب الوزارة بهذه المدينة، أبرز من خلالها أننا نعيش، اليوم، حدثا يندرج ضمن سياق عام يعطي للثقافة واللغة الأمازيغية أبعادهما، متمنيا أن يقوم هذا القسم بتجاوز الجانب الديداكتيكي ليمأسس للثقافة الأمازيغية، كمدخل من مدخلات تحديد هوية المواطن المغربي، ومضيفا أن المفتشين والأساتذة على صعيد نيابة مراكش، يبقون، دائما، مجندين مع المركز من خلال انخراطهم اللا مشروط لإنجاح هذه التجربة. وتناولت كلمة الحسن تاقي، مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش، ثلاث نقط. النقطة الأولى تتعلق بموضوع هذا النشاط، حيث أشار، في هذا الإطار، إلى أننا نجتمع، اليوم، لتدشين تخصص جديد في تكوين الأساتذة بهذا المركز، يهم تخصص تدريس اللغة الأمازيغية، مبرزا أن تدريس هذه اللغة أو التدريس بهذه اللغة، يستلزم منا كفايات تجعل مسؤولية مراكز التكوين أعمق، وتتطلب منا جميعا بذل مجهودات إضافية لتكوين الأساتذة المتدربين في هذا التخصص تكوينا يستجيب للمواصفات الواردة في عدة التكوين الجديدة. أما النقطة الثانية، فتخص دور المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الذي سيعمل، كل ما في وسعه، لتجويد التكوين في هذا التخصص أسوة بباقي المواد التي يتم التكوين فيها، حاليا، بهذا المركز. وبالنسبة للنقطة الثالثة، فتتعلق بأدوار الفاعلين التربويين الآخرين، الذين التمس منهم تقديم العون اللازم لإنجاح هذه التجربة، وضمان استمرارية التكوين بهذا التخصص، من خلال توفير عدة تكوين شاملة في تخصص اللغة الأمازيغية، ومد هذه الشعبة بالمركز بالمراجع الضرورية، إضافة إلى تكوين المكونين كلما دعت الضرورة إلى ذلك. ثم دعا نيابة الوزارة بمراكش لمساعدة المركز على إيجاد أجود العناصر كمرشدين تربويين، ومؤسسة تطبيقية نموذجية في تخصص اللغة الأمازيغية. وأثناء هذه التظاهرة، تدخل، أيضا، عبد الرحمان آيت سي احماد، مفتش التعليم الابتدائي للغة العربية، وممثل فريق التكوين في مجال الأمازيغية، ليؤكد أن هذا اليوم يعتبر يوما عظيما يستحق أن يسطر في تاريخ هذا المركز، وأن الساحة التربوية ستعرف تخرج أول فوج متخصص في اللغة الأمازيغية، مما سيساهم في إنجاح هذه التجربة، ويسرع وتيرة تعميمها على المستوى الوطني، معربا عن تفاؤله الكبير والعميق بمستقبل اللغة الأمازيغية، ومضيفا أن تخرج هذا الفوج سيعطي قيمة مضافة لهذه اللغة على مستوى الموارد البشرية، ومن حيث مستقبلها وقيمتها. كما تناول الكلمة عبد الغني المرخاتي، طالب أستاذ بشعبة اللغة الأمازيغية بالمركز، باسم زملائه في هذه الشعبة، ليشير أن هذا الحضور، اليوم، يمنح دفئا لمولود جديد، خرج للوجود كاملا بعد مخاض عسير، شاكرا كل من ساهم، من قريب أو بعيد، في افتتاح هذا العمل الذي كان، بصدق، ثمرة مجهود جماعي لعدد من الفاعلين في حقل التربية والتكوين. وأضاف إننا نفتخر ونعتز بكوننا الفوج الأول الذي سيخوض هذه التجربة، وإننا واعون، كل الوعي، باختيارها، وبما ينتظرنا من تحديات، ومتحمسون أكثر للعمل كفريق منسجم ومتكامل، وعازمون على تمثيل الأستاذ المتخصص في اللغة الأمازيغية أحسن تمثيل، آملا أن تستثمر هذه الجهود وألا تذهب سدى، وأن تتوج بنصوص تشريعية ترسم خارطة طريق للأستاذ المتخصص في هذه اللغة. وفي اختتام هذه التظاهرة، تم إلقاء عرضين حول اللغة الأمازيغية، الأول عن التكوين الأساس في هذه اللغة، قام ببسطه عبد الحفيظ ملوكي، مدير الفرع الإقليمي للمركز بمراكش المشور. والثاني تحت عنوان: "إحداث التخصص في تدريس اللغة الأمازيغية"، من تقديم حسن بوزيت، أستاذ مكون ومنسق شعبة اللغة الأمازيغية بالمركز.