المسائية العربية / مراكش تعمدت حافلات النقل الحضري بمراكش مواصلة نشاطها ونقل المواطنين في حافلات مكسرة النوافذ، مفروشة البساط ببقايا الزجاج المكسر، وهي بذلك تعبر عن احتجاجها على ما تتعرض له حافلاتها من تخريب وما يصادفه سائقوا الحافلات من اعتداءات خلال نقلهم للمحسوبين عن الجمهور الرياضي إلى الملعب الجديد ولم تكن حافلات النقل وحدها الضحية، بل تعددت الاعتداءات وطالت كلا من الملك العام والخاص، وأجبرت العديد من التجار على إغلاق محلاتهم خوفا على مصدر رزقهم من التلف والسرقة والتخريب. كما دفعت بالعديد من عشاق كرة القدم ومحبي الفريق إلى العزوف عن الملاعب، والاقتصار على تتبع المباراة أو أخبارها عن طريق التلفاز أو الإداعة.أما العنصر النسوي، وخاصة المتتبعات للشأن الكروي، والحريصات على تسجيل حضورهن بالملعب، فإن للاعتداء اللفظي والجسدي جد وارد. والأمرّ من ذلك، فرغم الاحتياطات الامنية المتخذة، ورغم الحراصة والمراقبة القبلية قبل انطلاق المباراة وبعدها، والكاميرات المشتعلة، فإن ذلك كله لا يحول دون تفجير المفرقعات والشهب الاصطناعية في سماء الملعب ومحيطه، ولا يقف في وجه الشغب ومرتكبيه، كما لا يدعو إلى الإطمئنان والاعتقاد بأن العلاج في المتناول، وان اعتماد المقاربة الامنية من شأنه أن يثني الفوضويين والمنحرفين عن التسيب والفوضى. إن استمرار شغب الملاعب هو نتاج عوامل متداخلة ومترابطة منها ما يدخل في إطار علم النفس الباطني، والشحنات النفسية التي تترجم عبر ردود فعل وسلوكات تتسم بالعدوانية والطيش وحب الانتقام والعنف..وعوامل خارجية ذات صلة بمستوى الوعي المجتمعي، وبالظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.للبلاد، ومن تم نجد أنه كلما عمدنا إلى المقاربة الامنية منفصلة عن باقي المؤثرات، تكون النتائج عكسية ونسبة نجاح السيطرة الميدانية ضئيلة، وما دمنا لم نفلح في تخليص أطفالنا وشبابنا من يد أباطرة المخدرات والخمور، ولم نصل بعد إلى درجة الإحساس بالمسؤولية الملقاة علينا كأفراد وجماعات، وما تتطلبه المرحلة من تعاون إيجابي، ودعم مادي ومعنوي، فإننا بدون ذلك، سنجد انفسنا كمن يرش النار بالزيت، و أن أطفالنا وشبابنا تحولوا إلى قنابل موقوثة، قابلة للانفجار في أية لحظة وحين، وقد يأتي سلوكها على الاخضر واليابس.