في ظل ثورة الإعلام والاتصال .. الذي يلعب الدور المهم في حياة الأمم، ويساهم ايجابيا في تربية الإنسان، وانطلاقا من القناعة بأهميته التي تزايدت في السنوات الأخيرة، والتي حولت العالم إلى قرية صغيرة، ورغبة من النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في خدمة قضايانا الوطنية، والتزاما بمشاركة المواطن المغربي في حمل همومه وحل مشاكله المتعددة، وانسجاما مع كل هذه التوجهات، دأبت الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، منذ تأسيسها يوم 29 يناير 1999، والى حد كتابة هذه السطور، على تنظيم مهرجانات خطابية ..وموائد مستديرة .. وندوات مفتوحة، حول مواضيع مختلفة، مساهمة منها في عملية التوعية والتثقيف، ومحاولة إثارة الراكد، وتحريك الاهتمام، والإسهام في تنوير الرأ ي العام الوطني وإثارته حول القضايا التي تشغله. والعجب العجاب .. أنه في زمن التغني بالإصلاح والتغيير والحكامة الجيدة، نجد أن صفة الإقصاء والتهميش قد بلغت أوجها في سلوك مسؤولي القطب الإعلامي الرسمي بالمغرب، (القناة الأولى والثانية) على حد السواء، بحيث أصبحت (الصفة) كوسيلة رسمية لنفي وإزالة الآخر من دوائر التأثير، وهذا واضح من المواقف السلبية، التي يتخذونها من دعواتنا لهم بالحضور من أجل تغطية فعاليات الأنشطة، التي نقوم بتنظيمها على مدار السنة، احتفاء بالمناسبات الوطنية .. وتزامنا مع مختلف الأحداث التي تعرفها بلادنا، وتهربهم هذا، يجعلنا في الأمانة العامة للنقابة، نتساءل بدهشة .. لماذا يتم حرماننا كنقابة تمتلك الشرعية القانونية، من الحق في التغطية التلفزية كباقي النقابات المهنية، والأحزاب السياسية، وجمعيات المجتمع المدني، مع العلم أن الإعلام الرسمي العمومي .. يعتبر وسيلة تعددية، من المفروض فيه احترام الاختلاف، وحق الجميع في استعماله كوسيلة عمومية للتعبير، كيف ما كان التوجه والاختيارات الفكرية والعقيدية للمعبرين عن الآراء، وهو في نفس الوقت ملك للمواطنين جميعا، ما دام أنه ممول من مالية دافعي الضرائب، الذين يساهمون من جيوبهم في هذا التمويل، وما السر في حرمان هؤلاء هم الآخرين من حقهم في الاطلاع على المستجدات من حولهم. وعلى هذا الأساس .. فإننا نعبر عن رفضنا المطلق، وعلى غضبنا العارم، على عملية التهميش والإقصاء الممنهجة ضدنا، كما نعبر أيضا على استعدادنا لمتابعة تطورات هذا الموضوع، وخوض كل الأشكال الاحتجاجية الضرورية، واتخاذ المناسب من الصيغ والأساليب النضالية، لحماية نقابتنا من هذا العبث، والدفاع بكل الطرق المشروعة، عن حقوقنا التي يضمنها دستور البلاد، ولنا اليقين .. أن معظم الحاملين لهم مهنة المتاعب، على استعداد تام لمساندتنا في موقفنا المشروع، وتقوية عضدنا في هذا الموضوع، ذي الصلة بالقيم والروح الديمقراطية التي يدعو إليها العهد الجديد. وبمناسبة تعبيرنا عن قلقنا الشديد هذا .. فإننا نحمل إدارتي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والقناة الثانية، مسؤولية استخفافهما بدور النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، وعدم الاستجابة لطلبات مقابلة من بيدهم زمام أمور القناتين، من أجل فتح حوار جاد ومسؤول مع مسؤولي الأمانة العامة للنقابة، لتجاوز كل المعيقات التي تحول دون تمكيننا من حقنا في التغطيات التلفزية، وكذا المشاركة في البرامج الحوارية، بدل خلق أشكالا من المضايقات قصد إقبار هذا الجهاز النقابي المناضل الفعال. كما نعلن جهارا، أننا سوف لن نتخلى عن خوض المعارك دون أن نهاب أحدا، وسنسترسل في التعبير عن آرائنا بالجرأة والصدق، وفاء بمبادئنا، وإيمانا منا بأن صوت الحق يعلو ولا يعلى عليه، وأن المراهنين على سقوطه هم من الأغبياء، الذين لاقيمة ولا وزن لهم، وليعلم أعداء التعددية الذين لايجدون من بديل يحمي ظهورهم سوى محاصرتنا، أننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، رغم محدودية إمكانياتنا من جهة، والحصار المضروب علينا من جهة أخرى، ليس لنا مانع من تحدي قراراتهم ورغباتهم، ولنا القدرة على البقاء متماسكين .. مواصلين معركتنا المفتوحة على جميع الأصعدة بكل إصرار، حتى يحل موعد نصرنا المنتظر، وما ذلك على الله بعزيز .. !