إن الزائر لمدينة الصويرة يقف متحسرا على واقع هذه المدينة الذي ازداد استفحالا، فالطرق والشوارع محفرة، والأزبال تؤثث كل الأمكنة، وحي صناعي فريد من نوعه، حيث المياه العادمة والروائح الكريهة و الظلام الدامس، لا حدائق خضراء ولا مسابح ولا سينما ولا خزانات ، فراغ قاتل ، دار شباب يتيمة تحتضر ولا تجد ما تقدمه للجمعيات سوى الجملة المشهورة: العين بصيرة واليد قصيرة,, ومجلس جماعي غائب بعيد كل البعد عن هموم الساكنة واحتياجات المدينة , مدينة تخلت عن أناقتها وعفتها، وسقطت في أحضان الإهمال والتسيب والفوضى،فقدمت بذلك نموذجا حيا للزوار الذين ظلوا يتساءلون عن سر هذا البؤس الذي لبسته هذه المدينة التي كانت نقطة جذب و إلهام للشعراء والرسامين والنحاث والموسيقيين، الذين يصرون على زيارتها والتمتع بسحرها وجمالها, محطة طرقية دون مستوى مدينة يؤمها السياح الأجانب مدينة تخلت عن أناقتها وعفتها، وسقطت في أحضان الإهمال والتسيب والفوضى،ففي محطة الحافلات التي تفتقر لأبسط المقومات ، لم تعد أثمنة النقل تحترم المعايير المحددة، حيث استغلت وفود المصطافين على هذه المدينة فرفعت بعض الشبابيك الأثمنة من 35 درهم في رحلة بين الصويرة ومراكش إلى 50 درهم، مضيفة 15 درهم دون سند قانوني، كما تتحدث العديد من الأوساط عن ابتزازات ومساومات يتعرض لها سائقي الحافلات عند كل رحلة, مجلس جماعي غائب وظواهر غير مشرفة رغم ما قيل عن المجالس المتعاقبة فقد كانت الصويرة تتميز بهدوئها وبسحرها الطبيعي وبأناقتها ونظافتها ، إلا أننا اليوم نقف أمام مدينة تتراجع وتتقهقر يوما بعد يوم ، فلا تنشيط تقافي يذكر باستثناء بعض المهرجانات التي لا تستفيد منها المدينة إلا بالأزبال و بقايا الأطعمة الملقاة على جوانب الطرقات، وبعض السلوكات التي يسعى بعض المراهقين إلى تكريسها تقليدا للغرب، حيث الشعر الكثيف المفتول، وحمل آلة موسيقية، وتدخين المخدرات والإدمان على الكوكايين والإقراص المهيحة، وطبيعي أن يتولد عن هذه الطواهر تحول المدينة من طابعها المسالم إلى طابع متسم بالعنف والجريمة, إن الحديث عن مدينة الصويرة يقودنا إلى واقع المستشفى الذي ظل يحيل مجموعة من المرضى إلى مستشفيات خارج المدينة بحكم افتقاره لمجموعة من الإختصاصات، إلى جانب الأدوية والمعدات الطبية، أما الصناع التقليديون، فقد تعبوا من الشكوى لدرجة أصبحوا معها غير عابئين بما يحاك ضد شجرة العرعار وما تشهده الحرفة من انزلاقات وتشوهات قد تعصف بالموروث الثقافي وتدفع الجميع للبحث عن مورد آخر بعيد عن صناعة العرعار