إصدار تربوي جديد للأستاذ عبد الرحيم الضاقية. صدر عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش، للأستاذ الباحث في علوم التربية، عبد الرحيم الضاقية، مؤلف جديد بعنوان "الحياة المدرسية، من تدبير الزمن إلى بناء المشروع". ويعتبر هذا الكتاب هو الإصدار الثالث للضاقية خلال السنة الجارية، فبعد كتابه "أدوات عمل المدرس، مساهمة في تمهين فعل التعليم والتعلم"، والذي لاقى إقبالا جيدا، وكتاب "المدرسة المغربية وسؤال التواصل"، الذي استقبلته أسواق الكتاب قبل شهرين، يأتي كتاب "الحياة المدرسية من تدبير الزمن إلى بناء المشروع" ليكشف معالم المشروع الفكري، النظري والتطبيقي، الذي يؤسس في أفقه المستقبلي لبناء معرفة نسقية بمختلف قضايا التربية والتكوين، وليعزز الخزانة التربوية المغربية، التي أصبحت تحت ضغط التحولات المتسارعة، داخل الحقل التربوي، في أمس الحاجة إلى مؤلفات يصدرها باحثون تتوفر فيهم شروط الانفتاح على المعارف والمناهج الحديثة، والتعاطي مع احتياجات الحقل التربوي المغربي من موقع المواطنة المسؤولة، متحررين كل التحرر من إغراءات السوق والنشر التجاري. وتكمن خصوصية وفرادة المؤلف الجديد للأستاذ الضاقية، بالإضافة إلى رصانته العلمية، واستحضاره لمستجدات المناهج الحديثة، واحتكامه إلى التطبيق لاختبار الأطروحات والمقاربات، في مقدرته على الجمع بين المعالجة الشمولية والجزئية. حيث يستحضر قضايا الزمن المدرسي في أدق تفاصيله، بدءا من السنة الدراسية إلى اللحظة الدراسية، مرورا بالأسبوع الدراسي واليوم الدراسي، وما بين هذه العناصر من تفاصيل كثيرة يعرضها المؤلف في تناغم جميل. كما يستعرض عددا من المفاهيم والأدوات والآليات الضرورية للتعاطي مع احتياجات المدرسة المغربية باعتبارها حقل مشاريع متنوعة، تحتاج إلى إعمال العقل ومتطلبات التدبير العقلاني، لإنجاحها وإدماجها في المشروع التنموي المجتمعي العام. والكتاب مقسم إلى ثلاثة فصول: - الفصل الأول بعنوان: "الحياة المدرسية من النصوص إلى الواقع"، وقد قسمه إلى قسمين: 1- الأول استعرض فيه مختلف النصوص المنظمة لمفهوم الحياة المدرسية. 2- الثاني حاول فيه متابعة تلك النصوص في واقع الحياة المدرسية كممارسة يومية. - الفصل الثاني عنونه ب: "زمن المدرسة وزمن الحياة"، وقد قسمه إلى ثلاثة محاور، الزمن والحياة، وحدات الزمن المدرسي، إيقاع المدرسة وإيقاع الحياة. وضمن هذا الفصل، تبرز شعرية الكتابة العلمية لدى عبد الرحيم الضاقية، بحيث يصبح الحديث عن الزمن وإيقاعاته، وتفاعل الجسد والروح معهما، معبرا شاسعا للتفكير في الحياة والوجود بقلقهما وأسئلتهما. - الفصل الثالث والأخير من هذا الكتاب، وهو المعنون ب: "من المشروع إلى التربية على المشروع" حيث يأبى الأستاذ الضاقية إلا أن يعيدنا من سماوات الحلم والشعر والإغراق في الأسئلة الوجودية، التي فتحتها أحاديثه عن الزمن والحياة، إلى عالم محكوم بقواعد العقل والإثبات والإحصاء والتقييم والتعاقد والقيادة، وغيرها من الآليات الضامنة لتحقيق الفعالية والإنتاجية والجودة واقتصاد الوقت، وغيرها من المفاهيم المستقاة من حقول علم الاقتصاد المعاصر. وذلك من خلال المحاور التالية: المشروع وسؤال المعنى، المشروع وسؤال الهوية، المشروع وسؤال التدبير، المشروع وسؤال العوائق. ويختم هذا الفصل بقوله: "يبقى المشروع شكلا من أشكال التفكير أولا، ثم الفعل ثانيا في الراهن والمصير، وكذا آلية تكوينية فعالة، يكفي التعرف على بعض المشاريع المذرة للدخل في العالم القروي، وخاصة لدى المرأة، لاكتشاف مدى مساهمة ثقافة المشروع في إعادة الاعتبار لفئات مهمشة وفقيرة، وقبل مساهمته في تطوير دخلها، فإنه يساهم في إعادة إنسانيتها". كتاب "الحياة المدرسية من تدبير الزمن إلى بناء المشروع"، الذي يعتبر الكتاب السادس في المشروع التأليفي للأستاذ عبد الرحيم الضاقية، يقع في 243 صفحة من القطع المتوسط، موشى بلوحة فنية جمعت مختلف عناصر الحياة: لحظة الولادة، دورة الزمن، ودينامية الحياة في شكل فراشات منطلقة. وعلى الدفة الثانية للكتاب صورة المؤلف لحظة توقيعه لكتابه السابق: "أدوات عمل المدرس، مساهمة في تمهين فعل التعليم والتعلم". عبد القادر عرابي مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال