لا أدري لما آرتسمت على شفاهي آبتسامة سخرية واناأستمع إلى مذيعة قناة العربية وهي تعلن بفرح زائد خبر آفتتاح أطول برج في العالم . ولوهلة آعتقدت أن إمارة دبي آكتشفت سر صناعة القنبلة النووية أو انها اطلقت مكوكا إلى الفضاء ولكن كل ما اعلنته دبي هو برج إسمنتي أنفقت عليه مليار ونصف من الدلارات فآنضاف بذلك إلى أكبر طنجية مراكشية مغربية واكبر ك *** مغربي وهي روائع عربية ممتاز يستحقون عليها كل إعجاب وتقدير وربما تضحكون من هذا القول ولكني أعتبر الطنجية المغربية تعادل برج دبي فكلاهما يعبران عن حالة الإفلاس والإنحطاط العربي . ويبدو للمتمعنين في عصر الإنحطاط هذا والبروج الإسمنتية المشيدة أن بعض الدول الخليجية الثرية تريد دائما ان تحتل الصدارة حتى وإن كان الأمر سخيفا ، فبعض هذه الدول سبق وشيدت برجا على شكل رجل خليجي يعتمر الزيرو على رأسه حتى ان البعض سخر وقال " بقي لهم أن يصنعوا برجا على شكل هيفا وروبي" ثم شيدت جزرا آصطناعية على شكل نخلة وجزرا أخرى على شكل قارات العالم الخمسة وهي كلها مشاريع تنفق عليها اطنانا من المال ( نحن لا نحسدهم الله يزيدهم ) مثلها مثل بعض الدول التى لا تساوي في حجمها حجم حبة خردل ومع ذلك فقد اطلقت لنا لسانا أطول من سكة الحديد ليعلمنا الديمقراطية والحرية وهو يتكلم عن العالم اجمع وعن الفساد في العالم العربي لكنه يستثني إمارته وكأنها جنة على الأرض ،ولا ندري ماذا سيفعل إخوننا المشارقة بعد أن تنفد براميل النفط هل سينضافون لطابور الجياع في العالم العربي أم ماذا ؟ فحكومات دول الخليجية الثرية لكثرة الأموال المودعة في بنوكها المحلية والأجنبية بدأت تحتار في كيفية تصريف هذه الأموال الضخمة فآختارت تشيد الأبراج والقصور الفاخرة وإقامة سباقات الهجن والصيد بالصقور حتى انهم ما شاء الله قد صنعوا إنسانا أليا لقيادة الجمل في السباقات يا سلام على التكنولوجيا العربية !!؟ ولا ندري حقيقة لما يضحكون علينا بعبارات من قبيل الأخوة والعروبة بينما إخوانهم في غزة المحاصريين على حافة المجاعة ولولا إعانات المنظمات الدولية لماتوا جوعا ، هكذا نجد الخير في المنظمات الإنسانية الأجنبية التى يتهمونها بالإزدواجية والتنصير وآستغلال العمل الإنساني ولا نجده في بنو جلدتنا المشتغلين ببناء الأبراج والذي أشك أنه من علامات الساعة وأيضا برقصات السيوف وسباقات الهجن...إلخ أنه العار العربي !!! مفارقة صارخة إذن أن نجد أناسا محاصريين ومشردين وجائعين بعدحرب ظالمة في الخيام والقصدير وأناسا ما شاء الله يتطاولون في العنطزة والفخفخة بعدأن ينفقوا المليارات في مشاريع تشيدها العمالة الأجنبية وياليت هذه المشاريع كانت صناعة دقيقة أو تكنولوجيا حديثة أو حتى مركبات نووية ولكنها أمور تدعو للبكاء والسخرية أكثر من الفرح . مبروك عليكم عصر الإنحطاط ... -- الكاتب والصحفي