في حفل مهيب، افتتح حاكم دبي الشيخ، محمد بن راشد آل مكتوم، الاثنين الماضي، أعلى برج في العالم بلغ ارتفاعه 828 مترا، وأطلق عليه اسم رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم أبوظبي، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بدلا من "برج دبي".وأزاح الشيخ محمد الستارة عن لوحة كتب عليها "برج خليفة"، بدلا من "برج دبي" الاسم الذي كان يحمله، منذ الإعلان عن بنائه قبل سنوات، في مبادرة ذات دلالات قوية، خصوصا بعد أن قدمت أبوظبيلدبي في الأشهر الأخيرة دعما ثمينا لمواجهة المصاعب المالية لشركات تملكها حكومة الإمارة. وقال الشيخ محمد في افتتاح الحفل، الذي نظم بمناسبة الذكرى الرابعة لتوليه مقاليد الحكم وحضره عشرات الآلاف المدعوين والسكان، إن "الإمارات ترسم نقطة ضوء على خارطة العالم الجديد". وأعلن خلال الحفل عبر شاشة عملاقة نصبت عند موقع البرج أن ارتفاعه هو 828 مترا، في حين أن برج تايبه في تايوان، الذي يأتي بعده مباشرة لا يبلغ ارتفاعه سوى 508 أمتار. وبعد عزف السلام الوطني، نزل مظليون من طائرة حلقت فوق البرج وهم يحملون أعلام الإمارات وصور الشيخ خليفة والشيخ محمد. وفور إعلان الشيخ محمد افتتاح البرج انطلق عرض ضخم بالصوت والضوء ونوافير الماء، في حين حولت الألعاب النارية البرج الشاهق إلى كتلة من الضوء والنار لدقائق طويلة حبست أنفاس الحاضرين. وكان محمد علي العبار، رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية، التي طورت البرج، أشار سابقا إلى أن علو البرج سيعلن في حفل الافتتاح. وكانت الشركة تكتفي حتى الآن بالقول إنه يتجاوز عتبة 800 متر. وبهذا الحدث، تستقطب دبي أنظار العالم، بعد أشهر موجعة من الصعوبات المالية. وكان العبار قال للصحافيين، خلال النهار، إن "الدورات الاقتصادية تأتي وترحل، لكن لدينا الوقت الذي نعيش فيه وهو وقت المشاركة مع العالم"، في إشارة إلى ضخامة الحفل رغم تداعيات الأزمة عموما. وأضاف "لقد استمرت الأزمة لفترة طويلة أكثر من اللازم ... انتهينا. لقد مر أكثر من عشرين شهرا، نحن في نهاية المطاف". وذكر العبار أن كلفة بناء البرج، الذي ينتصب كمسلة ساطعة من الفولاذ والزجاج، بلغت 5،1 مليار دولار، وأن عدد طوابقه تجاوز 200 طابق. ولن تكون الطوابق العليا مأهولة، وسيتركز النشاط البشري في البرج في 160 طابقا. وسيقيم ويعمل في البرج حوالي 12 ألف شخص، في ما يشبه "المدينة العامودية". وينطلق البرج من قاعدة مثلثة الأجنحة (واي شايب) يتوسطها هيكل إسمنتي ضخم (كور). ويضيق مدى البرج كلما ارتفع على مراحل متفاوتة بين الأجنحة الثلاثة، إلى أن يتحول في أعلاه إلى هيكل معدني تعلوه مسلة ضخمة.