افتتح بقاعة العروض بمعهد سرفانتس بمراكش مساء الاثنين 5 أكتوبر الجاري معرض الكاتب الاسباني الشهير فرانسيسكوأيالا الذي يقدم من خلال الصورة و النص المسار الأدبي لهذا الأديب البالغ من العمر 103 سنة . الافتتاح تم بحضور ماريا دولوريس لوبيز مديرة المعهد الاسباني بالمدينة الحمراء و الدكتور ولد سيد أمو نائب رئيس جامعة القاضي عياض و عدد من الكتاب و الفنانين و المهتمين بالشأن الثقافي . و يؤطر هذا المعرض الذي يضم 33 لوحة شعار : " خطواتي في الحياة " يتتبع التطور الثقافي لفرانسيسكو أيالا الذي أمضى حياته مرتحلا بين عدة مدن كغرناطة و مدريد و برلين و ريوديجانيرو و نيويورك ، و عاصر تقلبات القرن العشرين و اختناقاته السياسية و أزماته الكبرى و حروبه المدمرة و نضالات شعوبه من أجل الحرية . كانت ولادة أيالا بغرناطة الأندلسية سنة 1906 حيث قضى طفولته تحت رعاية والده الذي يشتغل كمحامي و أمه التي عرفت في أيام شبابها كرسامة . و كان لجده لأمه إشعاع كبير في المجتمع الغرناطي لكونه طبيبا تقدميا جمهوريا شغل منصب رئيس الجامعة . عاش فرانسيسكو أيالا الطفل بغرناطة لمدة 16 سنة من 1906 وإلى 1922 حيث اضطرت عائلته الانتقال إلى مدينة مدريد بسبب مشاكل اقتصادية . التحق بالجامعة لدراسة الحقوق و عكف على استكشاف عوالم الأدب و الفلسفة من خلال إنفاق وقت طويل بالمكتبة الوطنية لقراءة أونامونو و أثورين و باروخا .. فشرع في النشر في بعض المجلات . و في سنة 1925 أصدر روايته الأولى بعنوان تراجيكوميديا رجل بدون روح " التي لاقت صدى طيبا من قبل النقاد . و في السنة الموالية أصدر عمله الروائي الثاني " قصة الشروق " . و بموازاة ذلك طور مساره المهني كمحامي و كأستاذ للحقوق ، حيث انتقل إلى برلين لإتمام تخصصه . لينتقل إلى أمركا لمواصلة مساره كأكاديمي و كمحامي و ككاتب . لم تكن فترة الديكتاتور فرانكو لتمر دون أن تترك أثرها في حياة الكاتب فقد أعدم الجنرال والده ثم شقيقه رفائيل . و في سنة 1931 أدرك أيالا أن اسبانيا قد اختفت نهائيا غير أنه و بالرغم من كل ذلك كان قادرا على استيعاب نشأة جديدة لها . لذلك و بعد تقاعده كأستاذ جامعي بنيويورك سنة 1976 عاد ليستقر بمدريد ليكون له حضور في المرحلة الانتقالية من خلال المقالات التي كتبها . و بعد قصة " قاع الكأس " الصادرة سنة 1962 واصل دراسته لأبعاد الكوميديا و إعادة قراءة المؤلفات الكلاسيكية . و ارتبطت نظرته الأدبية بعبارة نفاذ البصيرة حيث كان يقول " الطريق الوحيد للخلاص هو تفحص الأعماق الأخيرة للوعي نفسه .." و في انتصار واضح للمستقبل يناهض أيالا الإيديولوجيات الماضوية التي تشد مصير الإنسان إلى ماض غابر ، و يعتبر الحنين مكيدة كبرى . في سنته الثالثة بعد المائة يواصل فرنسيسكو أيالا حياته كمبدع و متأمل لتجربة مقطع مهم من مسار الإنسانية اختبر فيه كل شيء من المجد إلى الحب و الخيبة و الأمل و الحماس و المغامرة .