دعا نزار بركة في لقاءه التواصلي أول أمس الخميس بالدار البيضاء، الاستقلاليين إلى التعبئة الجماعية لإنقاذ حزب الاستقلال من وضعية الجمود، والتي أصبحت تفرز أعراضا للهشاشة والترهل البادية للعيان، سواء على المستوى التنظيمي أو السياسي. و أبرز خصم شباط في هذا الاطار أن مؤسسات وهيئات الحزب مجمدة و لم تعد تشتغل بانتظام ولا تعقد اجتماعاتها بصفة منتظمة باستثناء اللجنة التحضيرية واعتبر أن الاستمرار في هدر الوقت الثمين يهدد مصير المؤتمر الوطني المقبل ويجعله تحت طائلة تجاوز الآجال القانونية التي ينص عليها القانون التنظيمي للأحزاب السياسية. و بعد أن عدد نزار بركة التحديات المطروحة على كل مكونات البيت الاستقلالي في المرحلة الراهنة ركز على ضرورة تظافر جهود الاستقلاليين لإخراج الحزب من حالة العزلة السياسية الناجمة عن سوء التقدير لقرارات ومواقف سياسية كانت خاطئة ومتسرعة. واعتبر أن المؤتمر المقبل هو فرصة الاستقلاليين التي لا ينبغي تضيعها من اجل القيام بنقد ذاتي بكل الجراة السياسية المطلوبة والقيام بالمكاشفة الحقيقية والا فإن الحزب سيدخل في متاهات ستؤدي لا قدر الله إلى المجهول. و دعا بركة في ذات اللقاء الحكومة إلى النهوض بأوضاع الفئات الشعبية من خلال إنجاز و تطوير البرامج المرتبطة بمحاربة الفوارق الاجتماعية والمجالية معتبرا أن التعليم والتشغيل من الأولويات التي ينبغي الاهتمام بهما من أجل تحقيق كرامة المواطنين. و أبدى المنافس القوي لشباط الميزان تفائله بمستقبل الحزب الذي لعب أدوارا كبرى في التاريخ المغربي المعاصر مؤكدا أن بمقدور كفاءاته ورأسماله البشري على جعل مشروع التعادلية الاقتصادية والاجتماعية الذي يتبناه الحزب موجها ومحددا لأفكار خلاقة و مقترحات واقعية تقدم حلولا مناسبة للمشاكل التي يعاني منها المغرب وقابلة للإنجاز. ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة لقاءات برمجها نزار بركة، من أجل تعبئة المناضلين في اتجاه تغيير قيادة الحزب بعد المؤتمر المقرر عقده أواخر شهر شتنبر المقبل، في ظل صراع قوي بينه وبين حميد شباط بما يدل على بداية اشتداد حرارة المنافسة بينهما.