محمد السعيد مازغ انطلقت فعاليات " زهرية مراكش" في دورتها السادسة التي تنظمها جمعية منية مراكش خلال يومي 25 ,26 مارس 2017 ، متضمنة برنامجا مكثفا، حافلا بعروض فنية وثقافية وثراتية، تركت صدى طيبا لدى الحضور من النساء والرجال، المغاربة منهم والأجانب، الذين واصلوا متابعتهم لتلك الانشطة سواء بمتحف فريد بلكاهية بحدائق النخيل او تلك التي احتضنها معهد ابناؤنا بتامصلوحت لمؤسسه المقاوم الكبير الاستاذ ي عبد السلام الجبلي. " زهرة مراكش "هي احتفاء بفصل الربيع وبالضبط بصيانة تقليد واظبت عليه العديد من الاسر المغربية وخاصة من قاطني المدن العثيقة كفاس ومراكش.. وهي في الوقت ذاته فرصة لتقطير زهر شجرة النارنج" . و مناسبة ثمينة للتعريف بالكيفية التي تتم بها عملية التقطير، وتحسيس الحضور بأهمية ماء الزهر والزيوت الاساسية، وطرق الاستعمال والمحافظة على نجاعتها، والفوائد والخصوصيات التي يتميز بها ماء زهر شجرة النارنج المعروفة عندنا بشجرة " الزنبوع " وزيته عن باقي المياه والزيوت. والجميل ان جمعية منية مراكش لم تقف عند حدود التعريف بهذه النبتة ، بل عملت على إحاطتها بمجموعة من الانشطة منها القصائد الشعرية والمقامات، والسماع والمديح، والحكاية الشعبية، وعروض ثقافية تصب في نفس المنحى نذكر على سبيل المثال: زهرية مراكش لجعفر الكنسوسي، قراءة في كتاب برتقال مر لبسمة الخطيب من تقديم محمد ايت العميم، عرض كيف تلقن الام ابنتها مراسيم تقطير الزهر للآنسة أسية بشرة، الحصول على ماء الزهر والزيوت الاساسية خصائصها وطرق استعمالها لجليل بلكامل ، نفح الطيب لجعفر الكنسوسي، وورشة عبد الرزاق بنشعبان : العطور الثلاثة للبرتقال المر. احتضان معهد ابناؤنا ل مراسيم تقطير الزهر اعطى لهذا الاحتفال نكهة اخرى، فهذا الفضاء الذي وهبه المقام ي عبد السلام الجبلي من اجل العلم والمعرفة للجميع، ووقف على بنائه وجمالية معماره الاستاذ عبد الغني زريكم رئيس جمعية ابناؤنا، يتوفر على أربع اروقة غاية في الرحابة والجمال، منها فضاء ابن يوسف وهو عبارة عن رياض الثقافة والفن، ويتميز بالزخارف والنقوش الخشبية الجبصية والفسيفساء التي تنهال من جمالية معلمة مدرسة ابن يوسف التاريخية ، اما الرواق الثاني المسمى روض الصنائع فيتشكل من قاعتين بمواصفات عالمية، حيث يصلح لتنظيم الاوراش، وزرع روح الابداع والابتكار عبر التجارب المتاحة. الرواق الثالث هو عبارة عن حديقة نموذجية على الطراز المغربي والرواق الرابع هو " بيت الحكمة " يتسم هذا الرواق بمعمار هندسي على منوال قصبة تامصلوحت ، الأروقة جميعها عبارة عن فضاء اخضر، يجمع بين جمال الطبيعة، وعظمة الثراث الحضاري المغربي، ومعانقة الحداثة والمعاصرة، مما يعطي لأي حدث كان فنيا او ثقافيا او تربويا ..قيمة مضافة ، كما يجد فيه الزائر راحة وطمأنينة