عبد الكريم ياسين تعيش خزينة عمالة مراكش، خلال هذه الايام، حالة من الإحتقان والتشنج، حيث اتهم بعض موظفي هذه المؤسسة مسؤولها الأول بتأجيج الوضع، وذلك باستفزازه لثلاث موظفات عبر توجيه استفسارين لهن في أقل من أسبوع واحد، ما تسبب في مضاعفات صحية لإحداهن. وأوضحت مصادر نقابية، أن الاستفسار الذي توصلت به الموظفات الثلاثة في شأن عدم احترامهن لأوقات العمل وعقد تجمعات داخل أروقة مقر الخزينة الجهوية، تم الرد عليه من قبلهن، قبل أن يفاجئهن الخازن الإقليمي باستفسار ثان في أقل من أسبوع، وهو ما اعتبره النقابيون استفزازا. وفي الوقت الذي أكد فيه النقابيون من خلال بيان لهم أن جميع الموظفين ملزمون باحترام أوقات العمل، تساءلوا في نفس الوقت عن الدوافع الكامنة وراء لجوء الخازن الإقليمي إلى الدفع باستفسار آخر في اقل من أسبوع، وعدم تمكين إحدى الموظفات المعنيات بالإستفسار بأي ملف خلال هذه الفترة إن لم يكن بدافع الاستفزاز وإظهارهن بمظهر الرافضات للقيام بواجبهن المهني. وحسب مصادر مطلعة، فإن أسباب هذا الاحتقان تعود إلى المذكرة التي وجهها الخازن الإقليمي بمراكش، إلى رؤساء المصالح بالخزينة العامة للملكة بعمالة مراكش، توضح من خلالها بأن المخاطب الرسمي والوحيد لمختلف المؤسسات والإدارات العمومية والخاصة هو الخازن الاقليمي، في محاولة لقطع الطريق على بعض الممارسات والسلوكات التي عاشت على إيقاعها خزينة عمالة مراكش في وقت سابق. وأضافت المصادر نفسها، أن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء ردة فعل بعض الموظفين، لا علاقة لها بالاستفسار المذكور، وأن حالة الاحتقان في صفوف هؤلاء تعود أساسا إلى المذكرة المذكورة، التي توصل بها جميع رؤساء المصالح وتعاملوا معها بشكل عادي، باستثناء مصلحة النفقات، حيث تؤكد المذكرة على أن المخاطب الوحيد لمختف المؤسسات والإدارات العمومية هو الخازن الإقليمي، وأن على جميع المتعاملين العموميين والخواص مع الخزينة ملزمون باحترام المساطر الإدارية. وأوضحت المصادر ذاتها، أن بعض المتعاملين مع الخزينة، العموميين والخواص، دأبوا على حمل ملفاتهم إلى إحدى المصالح مباشرة والتعامل مع أشخاص بعينهم، دون احترام للمساطر الإدارية المعلوم بها، وهو الأمر الذي دفع الخازن الإقليمي إلى إصدار المذكرة السالف ذكرها وتوجيهها إلى جميع رؤساء المصالح الذين تعاملوا معها بشكل عادي، باستثناء إحدى المصالح، والتي حاولت الركوب على قضية الاستفسارات. وأشارت المصادر نفسها، الى أن ما يثير استغراب موظفي الخزينة هو حالة الغليان التي أصبحت تعرفها مصلحة النفقات بخزينة عمالة مراكش، دون غيرها من المصالح الاخرى، مباشرة بعد صدور الرسالة الاخيرة للخازن الاقليمي