لم يحاول أي من الصحفيين، الذين أعادوا كتابة آخر تصريحات الزعيم الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني في حق نساء حكومة زاباتيرو، تفسير أسباب امتعاض "الفارس" الإيطالي من سيدات الحكومة الإسبانية، والسبب بكل بساطة هو كونهن جميلات، ومن المعروف عالميا أن السيد بيرلوسكوني ينافس جميلات العالم في عمليات التجميل وشد البشرة وصباغة الشعر وشفط الدهون، إلى درجة أن وجهه بقي كما هو منذ ما يقارب عقدا من الزمن، دون أن يتأثر بعوامل التعرية الزمنية، حتى إن إحدى الصحف العالمية وصفته ب"وجه الأبدية". لكن يبدو أن وزيرة الدفاع الإسبانية "كارمن شاكون" كانت السبب الرئيسي وراء إطلاق بيرلوسكوني لتصريحاته النارية، خصوصا بعد تألقها وهي حامل، واكتسابها جمال الأمومة الذي لا يستطيع "الفارس" الحصول عليه، فالسيدة كانت رائعة ومميزة طيلة فترة حملها، تؤدي كل مسؤولياتها ولا تأبه لبطنها المنتفخ، تحضر اجتماعاتها في المواعيد المحددة، وتقدم التصريحات تلو التصريحات دون تأفف أو تعب، وتسافر رفقة جنينها، كلما تطلب منها الأمر ذلك، إلى درجة ألا أحد في حكومة زاباتيرو سجل عليها تهاونا أو كسلا أو تراجعا في الأداء. وليس بيرلوسكوني وحده من تملكه الإحساس بالغيرة من روعة الوزيرة كارمن وهي حامل، بل هناك أيضا بعض المسؤولات المغربيات، اللائي اكتشفن مؤخرا معان أخرى للحمل والولادة في البلدان الديمقراطية، تتجاوز فكرة "الوحم" المخيفة، وأكل "الفاخر" و"التراب"، وزيارة الأولياء. كما اكتشفن أن حالة الحمل في أوطان السيد الأبيض هي أيضا جزء من الانتقال الديمقراطي الحقيقي تفرض بدورها تحمل مسؤولية الاختيار، وعدم عرقلة عمل الحكومة لأي سبب من الأسباب، فكارمن شاكون ليست وزيرة عادية، ولا تحمل حقيبة عادية، إنها وزيرة دفاع، وليس مسموحا لها، بحكم العرف الديمقراطي في الحمل، أن تبقى خارج التغطية، فذلك قد يكلف الدولة التضحية بحدودها وأمنها الداخلي. وقد استغربت العديد من المسؤولات المغربيات شجاعة وزيرة الدفاع الإسبانية، خصوصا بعد نشر الصورة التي تداولتها الوكالات العالمية، والتي تظهر فيها شاكون ببطنها المنتفخ (7 أشهر)، وهي تتفقد أسلحة الجيش الإسباني، وتزور فرق الجيش الوطني الإسباني بأفغانستان، ولبنان والبوسنة، وتساءلت بعضهن: "ألا تخاف هذه المرأة من أن يخرج المسدس على شكل توحيمة على جسد الجنين؟"، ما دام العرف اللاديمقراطي في الحمل عند بعض المغربيات يفرض أن تبقى الحامل في حالة "وحم" طيلة 9 أشهر، وهي الحالة التي تعني أن جسد الجنين مهدد ب"التوحيمات" في أي وقت وأمام أي مشهد مفزع. ولكي يطمئن قلب الخائفات على جنين كارمن، فقد وضعت هذه الأخيرة طفلها الصغير منذ بضعة أيام بأحد مستشفيات منطقة "إسبلوغيس" الإسبانية، وهو نفس المستشفى الذي رأت فيه، هي أيضا، الحياة لأول مرة، وأطلقت على طفلها الصغير اسم "ميغيل"، وقد أكد طبيبها أن طفلها بصحة جيدة وبكامل عافيته، وأن جسده خال من "توحيمة" المسدس أو "توحيمة" رأس العنزة، وأن الأم هي أيضا في صحة جيدة، وأن عملية الولادة مرت في ظروف عادية وبدون مشاكل. الأكيد أن "كارمن شاكون"، ستستفيد أيضا من عطلة الأمومة التي يخولها لها القانون الإسباني، حيث تطوع وزير الداخلية في حكومة زاباتيرو للقيام ببعض مهامها الدفاعية في انتظار عودتها إلى كرسي وزارتها، لكن كارمن تعرف أن كرسيها يختلف كثيرا عن باقي الكراسي في الحكومة، لذلك فقد تعهدت بأن تحضر كل اجتماعات المجلس الحكومي وأن تبقى "ميزاجور" حتى وهي في فترة عطلة الأمومة، التي لن تتجاوز في الغالب 8 أسابيع على أكثر تقدير، كما أكدت ذلك بعض الصحف الإسبانية مباشرة بعض وضع الوزيرة لطفلها الصغير.