تلقت الاستعلامات العامة بجهة فاس بولمان تعليمات من الإدارة المركزية بالرباط بإعداد تقرير مفصل حول تصريح صحفي نشرته «المساء» في عددها السابق اتٌهم فيه العمدة شباط بكونه أصبح يشكل مؤسسة بذاته وأنه أصبح يشكل دولة داخل دولة. وقالت المصادر إن أحد رجال الاستعلامات اتصل صباح يوم السبت الماضي بعدد من المراسلين للحصول على توضيحات أدق حول هذا التصريح الذي جاء على خلفية الاعتداء الذي تعرض له مراسل صحفي من قبل «أنصار» عمدة فاس خلال ندوة صحفية عقدها الأخير في مركب الحرية للرد على ما سماه باتهامات مغرضة لبعض الصحف بعد «تسريب» مضامين تقرير للمجلس الجهوي للحسابات حول اختلالات تدبير شؤون المجلس الجماعي للمدينة ومقاطعاتها الست. وتركزت الأسئلة التي طرحها رجل الاستعلامات وديا على عدد من الصحفيين حول معنى جملة «دولة داخل دولة» دون غيرها من الجمل التي جاءت في تصريح نشرته «المساء» لمحمد حرودي، مراسل جريدة «الاتحاد الاشتراكي». وكان هذا الأخير قد تعرض للتنكيل والسب والشتم من قبل عناصر مقربة من العمدة شباط، فيما تعرض أحد نشطاء العدالة والتنمية إلى محاولة اعتداء بالسلاح الأبيض خلال هذه الندوة. وفي السياق ذاته، علم بأن الجسم القضائي بفاس قد تلقى، باستياء وصف بالكبير، تصريحات العمدة شباط، خلال نفس الندوة، والتي اتهم فيها بعض قضاة المجلس الجهوي للحسابات بحياكة مؤامرة ضد فاس، وذهب فيها إلى أن ما سماه بالإرهاب يعشش في هذه المؤسسة، مضيفا أن «العناصر الإرهابية» تخترقها، ومسجلا أن هذا المجلس مؤسسة شريفة وتحتاج إلى قضاة شرفاء. وقالت المصادر إن اتصالات جرت نهاية الأسبوع مع مسؤولي الجمعية الحسنية للقضاة لدراسة هذه الاتهامات. ولم تستبعد المصادر أن يجتمع القضاة بالمدينة في غضون الأسبوع الجاري للنظر في فحوى هذه التصريحات التي اعتبرت بمثابة إهانة للجسم القضائي بالمغرب، طبقا لذات المصادر.