أفادت بعض المصادر بأن لجنة تشكلت على صعيد وزارة التجارة والصناعة التقليدية تعكف، بتنسيق مع أحد المختبرات الطبية، على دراسة تركيبة الطاجين المغربي. وتتكون هذه اللجنة من المديرية المكلفة بالصناعة التقليدية، وأساسا الفخار، ومندوبي الأقاليم من منتجي مادة الفخار، إلى جانب دار الصانع ومختبر طبي. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن اللجنة تعقد اجتماعات باستمرار للتوصل إلى نتيجة في أقرب وقت والتأكد من صحة المعلومات المتداولة، خاصة وأن مراسلة الخارجية شددت على إبلاغها بنتائج البحث المجرى في أقرب وقت لتعميمه على الدول المحتجة. وفي السياق ذاته، لم تخف بعض المصادر المتتبعة لأشغال اللجنة، أن تكون المعلومات المتداولة، بشأن احتواء الطاجين المغربي على كمية من الرصاص المضر بالصحة، صحيحة. وقالت المصادر ذاتها إن الأمر يهم أساسا الطاجين «المزلج». هذا الأخير، تضيف المصادر، تستعمل مادة تحتوي على كميات من الرصاص ل«تزليجه»، وهي مادة خطرة، أما الطاجين القديم، أي المصنوع من الطين فقط فلا خطر فيه. وكشفت بعض المصادر إلى أن أولى الخطوات التالية لظهور نتائج الأبحاث ستكون منع استعمال الطاجين «المزلج» مع سحبه من جميع الأسواق ونقاط البيع. ويذكر أن عدة دول أوربية عمدت إلى منع استعمال الطاجين المغربي وتداوله لديها. آخر هذه الدول استراليا التي منعت قبل أسابيع استعمال الطاجين المغربي بعد تأكيد أبحاث طبية أجريت على صعيد مختبراتها أنه يحتوي على كميات من الرصاص المركز. وعمدت السلطات الاسترالية إلى مراسلة الخارجية المغربية في موضوع، طالبة إجراء أبحاث أخرى على صعيد البلد المنتج. كما كانت كندا منعت في ماي 2005 بدورها استعمال الطاجين المغربي وأوقفت بيعه لنفس السبب. وتقوم السلطات الأمريكية هذه الأيام بحملة شعواء على المنتجات التي تحتوي على نسبة عالية من الرصاص كلعب الأطفال والأواني خصوصا المستوردة من الصين، وأيضا الطاجين المغربي، الذي صارت تلازمه عبارة «يستعمل للديكور فقط». من جهته، أكد أحمد السرغيني، رئيس غرفة الصناعة بآسفي توفر صنف من الطاجين المغربي على كميات من الرصاص. وأضاف السرغيني أن الأمر يهم الطاجين «الملمع أو المزلج بواسطة مادة تدعى ليماي»، وهي مادة، يضيف، «تحتوي على نسبة عالية من الرصاص، وبالتالي فهي مادة مسمومة»، وأردف قائلا: «المشكلة في الطاجين الذي تطاله عملية التلميع أو التزليج بواسطة مادة ليماي». وأكد رئيس غرفة الصناعة بآسفي أن الطاجين المغربي يحتوي على كميات من أوكسيد المنغنيز وأوكسيد الرصاص، مشيرا إلى أنه يصبح ساما عندما لا يكون مطبوخا بشكل جيد أو تترك فيه المأكولات أو أي مواد أخرى لمدة طويلة حتى تختمر. وقال أحمد السرغيني إن «الانفتاح على السوق الدولية يحتم الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من المواصفات التي يجب مراعاتها في المواد المصدرة». وأضاف أن هذه المواصفات «يصعب الالتزام بها من طرف الصانع المغربي لأنه لا يملك الآليات الضرورية لذلك». وفي السياق ذاته، أكد مصدر من وزارة الصحة انكباب لجنة مختصة على إجراء بحث في موضوع الطاجين المغربي. وكشف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن المعلومات المتوفرة، إلى حد الآن، تؤكد صحة ما يتداول حاليا حول تركز الرصاص في صنف معين من الطاجين المغربي، وهو الطاجين «المزلج»، مشيرا إلى أن نتائج الأبحاث لم تكتمل إلى حد الآن.