حين أسفرت قرعة منافسات ثمن نهاية كأس العرش قبل عشرة أيام عن مواجهة غير متكافئة بين شباب هوارة والمنتصر في مباراة الوداد ومولودية العيون، كانت علامات الرضا بادية على محيا ممثل الوداد البيضاوي، الذي اعتقد أن الطريق إلى الثمن الربع معبدة يكفي قضاء أسبوع في الجنوب ينتهي بهزم المولودية وشباب هوارة وضمان التأهيل للدور الموالي. في كرة القدم تلغى التكهنات وتصبح لازمة «كذب المنجمون ولو صدقوا» سارية المفعول إلى ما شاء الله. فاز الوداد على مولودية العيون المنتمي لقسم الهواة، وسقط في الامتحان الثاني أمام شباب هوارة المصنف في خانة فرق القسم الثاني. كيف جاء الإقصاء؟ «المساء» كشفت عن الدواعي الظاهرة والمستترة لإخفاق مبين واختزلتها في ثمانية أسباب. 1 - أدى المدرب أوسكار ومساعده الداودي فاتورة الاستغناء عن المعد البدني ابراهيم بنوني، وتبين أن السفر في رحلة تفوق ستة أيام تتخللها مباراتان دون مهيء بدني كان غلطة عمر، خاصة وأن أوسكار والداودي أبلغا بنوني قبل السفر إلى العيون عدم الحاجة لخدماته بالرغم من أهمية المواجهة، في العيونوأكادير وهوارة لم يكن الفريق في حاجة لإعداد بدني، بل إن أوسكار نظم حصة في الإعداد البدني على شاطئ أكادير يوم الجمعة الماضي، وصفها أحد اللاعبين بالمرهقة حيث باشر اللاعبون حصة في الجري وسط الأمواج، وقام العديد من اللاعبين بالاستحمام في الشاطئ ليعودوا إلى غرفهم في منتهى الإرهاق. 2 - عاش الوداد خلال مقامه في أكادير حالة من الفوضى من جراء سوء التنظيم، فعلى حد تعبير مجموعة من اللاعبين فإنه لا أحد كان يعرف مواعيد الوجبات الغذائية والحصص التدريبية، بل إن الكثير من اللاعبين استاؤوا لعدم معرفتهم المسبقة بالبرنامج العام للرحلة، بل إن التردد والاضطراب كان عنوان مقام الفريق في أكادير. 3 - أكد مجموعة من اللاعبين أن البرنامج التدريبي الذي أعده المدرب كان عشوائيا، ففي الوقت الذي ينتظر فيه إجراء حصة على أرضية الملعب، يتم في آخر لحظة استبدالها بحصة على شاطئ البحر، وهو ما حصل في شاطئي فم الواد بالعيونوأكادير، مع ما ترتب عن هذا الوضع من استنزاف للمخزون البدني للاعبين. 4 – تكرر نفس سيناريو التأخير الذي ميز رحلات الوداد البيضاوي، فحسب مصادرنا فإن حافلة الوداد لم تغادر الفندق من أكادير في اتجاه هوارة التي تبعد ب44 كيلومترا عن مدينة أكادير، إلا في الساعة الواحدة بعد الزوال، وبعد أربعين دقيقة وصلت الحافلة للملعب البلدي، وفي الساعة الثانية زوالا دخل اللاعبون إلى مستودع الملابس ولم يكن أمامهم سوى حيز زمني قصير لخوض مباراة مصيرية. 5 - كان المدرب أوسكار فيلوني يحاول طيلة مقامه في أكادير التقليل من أهمية المباراة، وقال للاعبين قبيل انطلاقة اللقاء في مستودع الملابس إنه يسعى إلى مواجهة الرجاء في دور الربع، كي يثأر لهزيمة البطولة وأضاف في معرض حديثه أمام اللاعبين والمؤطرين، إنه يتحمل مسؤولية الهزيمة أمام الرجاء ويسعى إلى استدراكها. 6 - عانى فريق الوداد البيضاوي من حالة عياء طويلة فقد خاض ثلاث مباريات متباعدة جغرافيا في ظرف عشرة أيام، سافر إلى تطوان لواجهة المغرب التطواني، وركب الطائرة في اتجاه العيون لملاقاة المولودية قبل أن يمدد مقامه في أكادير لمواجهة شباب هوارة برسم منافسات ثمن نهاية كأس العرش، هذا في غياب معد بدني قادر على فهم آليات استعادة المجهود الضائع. 7 - خاض الوداد مباراته أمام شباب هوارة بنوع من الغباء التكتيكي، فلم يعر المدرب أي اهتمام للخصم لم يقرأ نقط قوته وضعفه، ولم يكلف أحد نفسه عناء مشاهدة إحدى مباريات الشباب، أو السؤال حتى عن ثوابته التكتيكية، وعلى الرغم من ظهور النوايا الهجومية للفريق الهواري إلا أن الطاقم التقني لم يحرك ساكنا وتبين أن رد فعل المدرب أمام سرعة المحليين في تدبير المرتد السريع لم تقابلها حلول استعجالية ليصبح هم الجميع التقليص من حجم الخسارة. 8 - لا يمكن التقليل من كفاءة الفريق الهواري الذي قدم خلال هذه المباراة أداء كبيرا، ذوب الفارق بين الفرق الكبرى والصغيرة وألغى المسافات والتصنيفات، بل إن حماس لاعبي الشباب كاد أن يورط الوداد في هزيمة كارثية تنهي أسطورة النادي الذي لا يقهر، شباب هوارة قدم على حد تعبير مدربه يوسف لمريني أداء مفاجئا.