علمت «المساء» من مصدر مطلع أن جاك بودان، وزير الخارجية السابق على عهد حكومة عبدو ضيوف والعضو النشيط في الحزب الاشتراكي السنغالي، قرر مقاطعة جميع أنشطة جبهة البوليساريو الانفصالية، وعدم مسايرة الدعايات الرامية إلى المس بوحدة المغرب الترابية على كافة أراضيه. وأكد المصدر ذاته أن قرار جاك بودان جاء بعد اللقاء الودي الذي حصل بينه وبين قيادة حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، برئاسة محمود عرشان، حيث التقى الجانبان وتدارسا الملف من جميع النواحي، وأصدرا بلاغا مشتركا. وألح الطرفان على أهمية الحفاظ على نوعية العلاقات المتميزة بين البلدين، وحمايتها من كل شائبة أو سوء تفاهم، واحتوائه في بدايته من خلال إجراء حوار صريح. وشدد الطرفان على ضرورة الحيلولة دون انتشار الصراعات الثنائية في إفريقيا، والعمل على احتوائها حتى لا تهدد الأمن الداخلي للدول، مشيرين إلى مستجدات ملف الصحراء، والعراقيل التي تعيق كل المبادرات التي اقترحها المغرب، من أجل الوصول إلى حل تاريخي يضع حدا لهذا الصراع المفتعل، ويدفع إلى بناء المغرب العربي. وإذا كان الطرفان قد أثارا أحقية الشعوب في تقرير مصيرها، فإنهما شددا على تشبثهما الراسخ بالدفاع على الوحدة الترابية لكل البلدان، ورفض كل تجزيء مفتعل، الذي يعد مصدر إضعاف، مؤكدين أن مقترح المغرب ذا مصداقية، لذلك يجب استثماره. وكانت تصريحات بودان، قد أثارت أزمة دبلوماسية بين المغرب والسنغال، حيث سحب المغرب سفيره بدكار من أجل التشاور لمدة يسيرة، وردت السنغال بالمثل. وأكد مصدر حزبي أن الإشكال يكمن في غياب محاورين من المغرب، حيث لا تتحرك الأحزاب المغربية، في إطار الدبلوماسية الحزبية، إلا بعد انطلاق حملة تقودها الحكومة، والغياب يتم استغلاله من قبل الشقيقة الجزائر لبسط رؤيتها الأحادية، إذ جعلت من قضية الصحراء أولويتها في سياستها الخارجية بدل التنمية، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية المغربية مطالبة برسم خريطة المناوئين لملف الصحراء، ومنح القيادات الحزبية هوامش للتحرك ليس فقط في القارة الإفريقية، ولكن أيضا في أمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا، والالتقاء بجمعيات المجتمع المدني والحقوقي، واستغلال وسائل الإعلام، وألا يقتصر دور السفراء والقناصلة على حل الإشكالات الإدارية للمهاجرين المغاربة، بل يجب أن يتعداه إلى حضور الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية والحقوقية لتوضيح رؤية المغرب وتفنيد الأطروحات الوهمية، وتعميق ربط الاتصال بمسؤولي تلك الدول والظهور بمظهر يليق بدولة لها 14 قرنا من الوجود.