لم تكن مشاركة المنتخب الوطني في بطولة العالم لألعاب القوى داخل القاعة بفالنسيا الإسبانية عند أفق انتظار المتتبعين، إذ إنه أنهى المشاركة في المرتبة 25 عالميا في ترتيب الميداليات بفضل الميدالية النحاسية التي أحرزتها العداءة مريم العلوي السلسولي في مسافة 3000 متر، و29 عالميا حسب النقط، وبلغ أربعة عدائين الدور النهائي، للمسابقات التي شاركوا فيها، فيما أقصي أربعة آخرون بشكل مبكر، وبينما بلغت السلسولي التي توجت بالبرونز نهائي 3000 متر، والمعطاوي نهائي المسافة ذاتها لدى الذكور، وسهام الهيلالي نهائي 1500 متر ويوسف بابا نهائي المسافة ذاتها لدى الذكور، فإن العداء أمين لعلو كان أكبر الخاسرين بإقصائه في الدور الأول رغم أنه كان من بين المرشحين للتتويج، وهو الأمر ذاته الذي طال زميله عبد القادر حشلاف الذي أقصي في الدور ذاته في مسافة 1500 متر، وحنان أوحدو في 3000 متر، فيما أقصيت سلطانة أيت حمو في الدور نصف النهائي ل800 متر، رغم أنها سجلت توقيتا جيدا في الدور الأول. وتباينت آراء التقنيين بخصوص حصيلة المشاركة المغربية، ووصف المدير التقني مصطفى عوشار الحصيلة بالإيجابية في تصريح للقناة التلفزية الأولى، لافتا النظر إلى تتويج العداءة مريم العلوي السلسولي في 3000 متر، وبلوغ عدد من العدائين للدور النهائي وتحسين أرقامهم الشخصية، فضلا عن أن البطولة هي محطة إعدادية لأولمبياد بكين الصيف المقبل. من جانبه سجل العداء السابق عبد العزيز صهير أحد أبرز المتخصصين في مسافة 3000 متر موانع، غياب المغرب عن المشاركة في مجموعة من المسابقات، مشيرا في اتصال أجرته معه «المساء» أن الإدارة التقنية الوطنية كانت وعدت بالمشاركة في المسابقات التقنية. وتأسف صهير لغياب المغرب عن نهائي 800 متر ذكور، في الوقت الذي توج فيه عداء سوداني بالميدالية الذهبية. وقال صهير إن الميدالية التي حصلت عليها السلسولي لا يجب أن تكون الشجرة التي تخفي غابة المشاكل التقنية على حد قوله مؤكدا أن التنافس في أولمبياد بكين سيكون صعبان بالنظر إلى أن العدائين الذين سيشاركون سيكونون أكثر قوة. من جانبه قال خالد الركوك المدير التقني لعصبة مكناس تافيلالت، إن بطولة العالم داخل الفاعة أثبتت أنه ليس هناك فرق بين بطولة العالم في الهواء الطلق أو داخل القاعة مدللا على ذلك بتألق مجموعة من العدائين الإثيوبيين، مشيرا إلى أن الإنجازات لا علاقة لها بالبنية التحتية، وإنما بالتأطير التقني للعدائين. وأبرز الركوك أن عدد الدول التي دخلت سبورة الترتيب قد ارتفع، مايعني أن البلدان تطور إمكانياتها، مشيرا إلى أن فوز عداء سوداني بالميدالية الذهبية ل800 متر درس مهم. وبخصوص النتائج التي حققها المنتخب الوطني قال الركوك إنها نتائج طيبة، مشيرا إلى أن فوز السلسولي كان متوقعا، وأن تحسين الهيلالي لرقمها الشخصي أمر جيد، سيما أنها عادت للتو للمشاركة بعد تعافيها من آثار إصابة سابقة. من جانبه قال أحمد خويا علي التقني المختص في ألعاب القوى، إن فوز السلسولي كان أمرا متوقعا بالنظر لما تتوفر عليه من إمكانيات، مشيرا إلى أن هذا الفوز سيمنحها حافزا معنويا كبيرا في أولمبياد بكين، غير أن خويا علي أكد بالمقابل أن إقصاء لعلو كان مفاجئا.