وجدت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، الفرصة سانحة، مساء أول أمس أثناء إسدال الستار على العرض المسرحي «فيولون سين» في المركب الثقافي ثريا السقاط، كي تؤكد أن حال المرأة المغربية اليوم يبعث على التفاؤل. وقالت الوزيرة، التي اعتلت الخشبة، إن «المسرحية -وإن كانت تدين بشكل واضح الوضع المأساوي للمرأة المغربية وتعرض لفئات واسعة من النساء المغربيات اللواتي يعشن ظروفا اجتماعية صعبة، من خلال شهادات حقيقية لأمهات عازبات استقتهن الممثلة آمال عيوش من مركز» التضامن النسوي» لصاحبته عائشة الشنا، فإن المسرحية مع ذلك تفتح الباب أمام المزيد من الإصلاحات وبالأخص الحرص على التطبيق السليم لمدونة الأسرة، والارتقاء بالخطاب النسائي إلى المستوى الذي يجعل من قضية المرأة قضية مجتمعية، وبالأخص في ما يتعلق بالنساء ضحايا العنف أو الوضعية الصعبة للأمهات العازبات والتي أصبحت اليوم ظاهرة مجتمعية واضحة المعالم. واعتبرت الصقلي أن مناسبة 8 مارس هي مناسبة بالنسبة إلى جميع العاملين في قطاع المرأة لضرورة تطوير الفعل النسائي، مشيرة إلى التقدم الذي أحرزه المغرب في هذا المجال بالمقارنة مع محيطه الإقليمي والعربي. من جهة أخرى، حرصت عائشة الشنا على الصعود إلى الخشبة وتوجيه كلمة قصيرة، رغم وضعها الصحي، وقالت رئيسة جمعية «التضامن النسوي»، والمعروفة بنضالها الجمعوي في القطاع النسائي ودورها في تثبيت الحركة النسائية، إن مسرحية «فيولون سين» هي ثمرة عمل قامت به الجمعية بتعاون مع الفنانة آمال عيوش التي استمعت إلى شهادات واقعية لأمهات عازبات كن ضحايا العنف الأسري، ومن بينهن شخصية «الكبيرة» في المسرحية، والتي استطاعت الجمعية أن توفر لها ما افتقدته من دفء أسري، وساعدتها على بدء حياة جديدة، وقالت معلقة: «كنت أتمنى أن تكون الكبيرة بيننا اليوم في هذا الحفل وأن تشاهد هذا العمل، فقد استطاعت أن تكون أسرة، وهي الآن تعيش حياة عائلية مستقرة». وأشارت الشنا إلى أن واقع المرأة المغربية أفضل بكثير من واقع المرأة التونسية، مثلا، رغم أن قانون الأحوال الشخصية في تونس قد ظهر في بداية الخمسينيات. وأكدت أن التجربة النموذجية المغربية، وبالأخص تجربة جمعية التضامن فيما يتعلق بالأمهات العازبات، أصبحت نموذجا للعديد من الجمعيات النسائية العربية في المغرب العربي وفي المشرق، بالنظر إلى النتائج المحصلة. مسرحية «فيولون سين» من أداء آمال عيوش وهاجر كريكع وسكينة الفضايلي وفريدة بعزاوي وعزيز الفاتحي وعادل أبا تراب. ويعتبر المخرج عبد المجيد الهواس أن هذا العمل الفني يسلط الضوء على عدة جوانب من المجتمع المغربي ويقترب من مشاكل الخادمات في البيوت ويكشف عن كيفية تعامل المجتمع مع مثل هذه المواضيع الحساسة. وقال إن فرقة «فروديت» تحاول، من خلال تقديمها مسرحية « فيولون سين»، إيصال صوت الأمهات العازبات عبر المسرح في إطار طرح مواضيع تمس المجتمع المغربي، وذلك في حلة جديدة سخرت فيها الفرجة والأضواء والنغمات الموسيقية المتنوعة.