لم تسفر المفاوضات البيضاوية المذكورية في شأن الخلاف القائم حول المستحقات المالية المعلقة لنهضة الكارة عن نتائج ملموسة، وتبين أن كل طرف متشبث بموقفه على الرغم من التنازلات التي لم تكن كافية لطي صفحة الخلاف بين الطرفين على الرغم من الاستعداد الذي أبداه المكتب المسير للكارة من أجل تليين الموقف . بوساطة من أحد المسيرين الرجاويين القدامى، دارت بمقهى نابليون بشارع غاندي بالدار البيضاء الجولة الثانية من المفاوضات بين أمين مال الرجاء ورئيس نهضة الكارة، بخصوص النسبة المستحقة من صفقة انتقال اللاعب السابق لنهضة الكارة سفيان العلودي إلى العين الإماراتي، حيث طالب المكتب المسير للنهضة بالتطبيق الحرفي لمضامين البروتوكول الموقع بين الطرفين والذي ينص على استفادة الكارة من 25 في المائة من إجمالي صفقة انتقال العلودي لأي فريق. في لقاء بدأ بجس النبض بين الطرفين، وضع رئيس نهضة الكارة على مائدة الحوار مسودة البروتوكول الموقع بينه وبين الرئيس السابق للرجاء عبد السلام حنات، والذي ينص بالواضح على استفادة الفريق الأصلي للاعب العلودي من 25 في المائة من القيمة المالية لكل انتقال محتمل، وقال رئيس الكارة إن انضمام العلودي للعين الإماراتي يلزم الرجاء بتنفيذ الشرط وتمكين النهضة من حصتها من الكعكة العيناوية، في نفس الوقت أبدى استعداده لتليين المواقف حفاظا على العلاقة التاريخية التي تربطه بالفريق البيضاوي الذي يعد من مناصريه، وأكد لمحاوريه رغبة التسوية في إطار ودي، وهو نفس الهاجس الذي راود أمين مال الرجاء الذي وضع مصلحة النادي فوق كل اعتبار. لكن يبدو أن المباحثات اصطدمت بجدار صلب حين اقترح ممثل الرجاء تقليص النسبة إلى الأدنى، من خلال عملية حسابية تمنح للكارة نسبتها بعد خصم ما قدمه الرجاء من مبالغ مالية للاعب سفيان ولوكيل أعمال اللاعب وللجامعة، وقال إن الرجاء على استعداد لتصفية التركة بشروط، أولها اقتطاع مبلغ 150 مليون الذي استفاد منه اللاعب قبل السفر إلى الإمارات، و10 في المائة التي استفاد منها الوكيل، و5 في المائة التي منحت للجامعة، بمعنى أن 250 مليون التي كان ينتظرها المكتب المسير للكارة ستتقلص إلى حد يحولها إلى فتات. وعلى الرغم من غياب وكيل أعمال اللاعب عن جلسة التفاوض التي اعتبرت غير رسمية، فإن محاولات قد بذلت من أجل الوصول إلى حل يرضي الطرفين لكنها لم تأت بنتيجة، لينتهي الأمر بتشبث كل طرف بموقفه، واستقرار النهضة عند مبلغ 140 مليون، وهو مبلغ قال في شأنه المفاوض الرجاوي بأنه يبقى مقترحا قابلا للعرض على أنظار المكتب المسير للرجاء الذي يملك سلطة القرار. ولم يستبعد رئيس الكارة إمكانية لجوء فريقه للقضاء إذا استمر شد الحبل بين الناديين، لكن بطء المسطرة قد يعجل بالحل الذي يتأسس على مبدأ لا ضرر ولا ضرار. قدر العلودي أن تتم صفقاته بالمقاهي، فبعد أن وقع عقد انضمامه للعين بمقهى محطة للوقود، فإن مفاوضات حول نصيب فريقه الأصلي من الصفقة تتم بمقهى نابليون التي لا تبعد عن سابقتها إلا ببضعة أمتار.