اعترضت السلطات الإسبانية طائرة خفيفة في أحد الحقول التابعة لمدينة مادريديخوس بإقليم طليطلة لدى عودتها من المغرب، كانت تقل على متنها 1300 كيلوغرام من الحشيش. وأفادت مصادر أمنية إسبانية بأن الطائرة الخفيفة تم شراؤها من مديرية الشرطة البريطانية (سكوتلانديارد) منذ بضعة أشهر من طرف مجموعة من المهربين بغرض استعمالها في نقل المخدرات. وأوضحت نفس المصادر أن الفرقة الخاصة بمكافحة الجريمة المنظمة لمنطقة كوستا ديل سول، بتنسيق مع الفرقة المركزية لمحاربة المخدرات، كانت تتتبع مسار الشبكة المنظمة التي تعمل على إدخال الحشيش جوا إلى التراب الإسباني، مضيفة أن الطائرة، التي انطلقت من مدينة ألباسيتي فجر يوم السبت، عادت إلى التراب الإسباني بعدما حطت بالمغرب لشحن المخدرات، حيث تم اعتراضها من طرف طائرة عمودية تابعة للشرطة، وأخرى للحرس المدني الإسباني، وثالثة للمراقبة الجمركية، مما أرغم قائدها، البالغ من العمر 25 سنة، على النزول بأحد الحقول. وسبق للإدارة العامة للأمن والحرس المدني الإسباني أن نبهت إلى ضرورة مراقبة أجوائها بسبب خرقها من طرف أسطول الطائرات الخفيفة المشحونة بالمخدرات المغربية، حيث ضبطت في عدة عمليات خاصة عددا منها أثناء نزولها في مدرجات اصطناعية أقيمت بقرى إسبانية، بعد انطلاقها سالمة من بعض مدرجات المغرب، كعمليتي «كوندور» و«فانيو» اللتين حجزت فيهما 990 كيلوغراما من المخدرات كانت مشحونة على متن طائرتين خفيفتين. وأصبحت بعض مناطق وقرى الشمال ذات «المسالك الوعرة» شبه مدرجات سرية لطائرات خفيفة ومروحيات يستخدمها المهربون في نقل المخدرات، كما سبق أن أكدت مصادر أمنية أن عناصر من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ومصالح الدرك الملكي باشرت تحقيقات موسعة ودقيقة لمعرفة المتورطين الدوليين في عمليات دخول طائرات مشبوهة إلى التراب المغربي وشركائهم المحليين، لارتباطهم الوثيق بشبكات التهريب الدولي للمخدرات، نظرا لخطورة هذا الملف وما يشكله من تهديد للأمن وخرق الأجواء المغربية عبر طائرات صغيرة، دون أن يتم رصدها من طرف الرادارات وأجهزة المراقبة الجوية، خصوصا في الظرفية الراهنة التي يعيشها المغرب، خوفا من دخول أسلحة أو عناصر متطرفة. وسبق لمنطقة أمراح بدائرة اسطيحة بإقليم شفشاون أن عرفت حالات مماثلة، كما حدث في الأسبوع الثاني من شهر يناير الماضي، عندما حطت طائرة خفيفة بقبيلة بني زيات وأخرسى، ومنطقة أمراح بجماعة اسطيحة دائرة بواحمد بشفشاون، حيث كانت المنطقة «خالية من المراقبة الحدودية على الشواطئ الساحلية الشمالية للمملكة»، حسب إفادات شهود عيان، والتي تؤكد أيضا نزول طائرات عمودية على وجه السرعة في مدرجات اصطناعية أخرى لشحن المخدرات قبل الانطلاق في اتجاه إسبانيا أو جبل طارق.