ذكرت دراسة أنجزتها مؤخرا مجموعة بنوك «أكسا المغرب» أن «المغاربة لا يعدون مسبقا لتقاعدهم». وجاء في الدراسة، التي تم تقديمها مساء الخميس، أن «نسبة 35 في المائة فقط من المغاربة هي التي تفكر في الاستعداد لتقاعدها المستقبلي»، وما تبقى فهم «لا يحملون هاجس التقاعد»، في حين أن الفئة العمرية التي تفكر بجدية في الانطلاق «في تخزين الأموال استعدادا للتقاعد» هي فئة المغاربة الذين يبلغ متوسط أعمارهم 47 عاما. الدراسة، التي أشرف عليها أستاذة علم الاجتماع «نعمان جسوس»، تمت في الفترة الزمنية الممتدة ما بين 17 يوليوز و10 غشت، وشملت 632 عينة بحث منها 331 ناشطا مغربيا يبلع متوسط أعمارهم 25 سنة، و301 يستعدون لمغادرة أماكن عملهم، وخلصت أيضا إلى أن المغاربة الذين لازالوا ناشطين (يشتغلون) يحملون «نظرة أكثر إيجابية بخصوص مستقبل تقاعدهم بالمغرب»، رغم أن أغلبيتهم «اعتبرت أن مداخيل التقاعد لن تكفيها لتغطية حاجياتها المستقبلية». الدراسة أبرزت أيضا أن أغلبية المبحوثين اختاروا أن يكون «سن تقاعدهم هو 56 سنة في حين أن السن المثالي للتقاعد، حسب معطيات آكسا، هو 57 سنة». وذكرت الدراسة أن 44 في المائة من المتقاعدين المغاربة لم يعودوا يمارسون أي نشاط أو شغل بعد تقاعدهم. وبمقارنة هذا المعطى مع إحصائيات دول أخرى، استنتج المشرفون أن «المتقاعدين المغاربة هم من بين أقل سكان العالم الذين يطلبون التقاعد قبل السن القانونية ويفضلون الاستمرار في العمل». وانتقد مدير مجموعة بنوك «آكسا» في المغرب، أثناء تقديمه للدراسة، إحصائيات البنك الدولي الذي يضع المغرب في الرتب المائة الأخيرة لحقوق المتقاعدين، واعتبرها «رتبة سلبية لا تعكس الحقيقة المغربية الإيجابية والمعطيات الجديدة التي أبرزتها دراستنا»، كما اعتبر أن المشاركين في الدراسة «المغاربة يستطيعون العمل إلى حدود 64 سنة، وأكثر من 50 في المائة ليس لديهم أي مشكل في تأخير التقاعد سنة أو سنتين». المغاربة أيضا لا يريدون فقط الاستراحة وملازمة البيت بعد التقاعد، وأكثر من 34 في المائة منهم يفكرون في الإعداد لمشاريع عمل أخرى أثناء مرحلة التقاعد. يشار إلى أن هذه الدراسة تأتي بعد أن تمكنت بنوك «آكسا» المغرب «من إقناع المقر الرئيسي بأهمية ضم المغرب إلى الدول ال26 التي يجرى فيها سنويا نفس البحث»، وقد تم تقديم المعطيات حول المغرب مقارنة بمعطيات حول دول مثل: اليابان، كندا، الصين، الولاياتالمتحدةالأمريكية...