عندما قررت كريمة الرفى، فتاة تتحدر من مدينة الفقيه بنصالح، السبت المنصرم، التوجه إلى الدارالبيضاء لإجراء عملية تجميلية (شفط كمية دهون على مستوى البطن)، كانت تعتقد «أن الأمر بسيط جدا ولن يتطلب سوى دقائق معدودة»، كما أكد لها الطبيب المشرف على العملية أحمد بورة، صاحب عيادة للأمراض الجلدية والتناسلية. وفعلا لم تدم العملية التجميلية إلا دقائق معدودة، لتلفظ كريمة (24 سنة) أنفاسها بين يدي الطبيب بورة الذي وجد نفسه في مأزق حقيقي للبحث عن وسيلة للتخلص من جثة في عيادته. وحسب بورة فإن كريمة لقيت حتفها الحياة بعد أن انتابتها أزمة حادة نتيجة تناولها لأدوية قبل مجيئها إلى المصحة لإجراء العملية. ونفى بورة في اتصال مع «المساء» أن تكون كريمة توفيت أثناء العملية، وقال إنه حاول إنقاذها لكنه لم يفلح. غير أن عائلة الضحية تقول إن ابنتهم توفيت بسبب صدمة عنيفة، لأن الطبيب بورة لم يكن مؤازرا بطبيب اختصاصي في التخدير أثناء إجرائه العملية التجميلية، وهو ما يعني، حسب العائلة، أن كريمة فارقت الحياة نتيجة تقصير طبي، فيما يقول الطبيب بورة إن «الأعمار بيد الله وإن كريمة توفيت قبل حتى أن أباشر عملية التخدير»، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يرى مانعا من إجراء تشريح للجثة لتحديد أسباب الوفاة. وتحكي عائلة كريمة أن ابنتهم فارقت الحياة يوم السبت المنصرم، إلا أنهم لم يعلموا بالنبأ إلا بعد مرور 3 أيام على الحادث بعد أن ظلت شقيقتها تتصل بها عبر هاتفها المحمول، لكن دون مجيب، غير أن الطبيب يؤكد أنه مباشرة بعد حادث الوفاة اتصل برجال الأمن الذين حضروا إلى عين المكان قبل أن يتم نقل الجثة إلى مستودع الأموات بالحي الحسني بعد إنجاز محضر معاينة. وحسب عائلة كريمة، فإن ابنتهم استيقظت في حدود الخامسة صباحا يوم موعد إجراء العملية، وكانت ملامح الخوف والاضطراب بادية عليها لأنها كانت تخشى من فشل العملية. ولتطرد هذا الخوف، جلست في زاوية من المنزل تقرأ بضع آيات من القرآن الكريم بعد أن صلت ركعتي الفجر. وفي حدود الساعة السادسة صباحا، رافقها والدها إلى المحطة الطرقية بالفقيه بنصالح واستقلت حافلة في اتجاه الدارالبيضاء لعلها تصل قبل التاسعة صباحا، موعد إجراء العملية في عيادة الطبيب بورة. وفعلا وصلت كريمة قبل الموعد المحدد، لكنها غادرت الحياة قبل أن تجري العملية، أو أثناءها. وتحكي شقيقة الضحية أن كريمة لم يخطر على بالها يوما ما أنها ستقصد طبيبا لإجراء عملية تجميل. فكريمة كانت دائما واثقة من أنها فتاة جميلة ولا تحتاج إلى أية عملية، لكن إحدى صديقاتها هي التي أقنعتها بإجراء العملية بعد أن قالت لها إنها تعرف طبيبا رغم أنه غير مختص في التجميل فهو موهوب ويجري عمليات تجميل ناجحة بنسبة مائة في المائة. ولازالت جثة كريمة مودعة حاليا بمستودع الأموات بالحي الحسني بعد أن رفضت عائلة الضحية استلام الجثة في انتظار إجراء تشريح طبي مستقل يحدد الأسباب الحقيقية للوفاة.