يعتبر الغزالة الذهبية أحد أشهر الفنادق المغربية بالعالم، وقد جعل من مدينة تارودانت قبلة لأشهر الشخصيات العالمية التي تفضل النزول بهذا الفندق بعيدا عن أعين الإعلام والصحافة. لا يكترث سكان دوار الزاوية المحيطة بالفندق، وهم يستيقظون صباحا للعمل في الضيعات الفلاحية المتاخمة للغزالة الذهبية، بما يدور داخل «لوطيل ديال البارون»، كما يفضلون تسميته منذ عشرات السنوات.. على طول الطريق غير المعبدة التي يبلغ طولها 100 متر بالحصن بتارودانت، تتوجه كوثر كل صباح إلى عملها كمنظفة للغرف بفندق الغزالة الذهبية. تجتاز البوابة الخاصة بالموظفين وتبحث داخل لوحة حائطية، بجانب الغرفة المخصصة لرجل الأمن، عن البطاقة التي تحمل اسمها باللغة الفرنسية. البوانتاج عملية إدارية يومية لكل المستخدمين بالفندق الذين ينحدر أغلبهم من تارودانت، ويتجاوز عددهم المئة، يحصلون على عطلة سنوية تمتد من 15 يوليوز إلى 7 شتنبر. وضع البارون الفرنسي جون بولنك رفقة زوجته الأمريكية سنة 1956 الحجر الأساس لبناء قصر للضيافة لاستقبال أصدقائه من أنحاء العالم، أطلق عليه اسم الغزالة الذهبية. في الأول من أبريل 1961، تم الافتتاح الرسمي للفندق ذي الخمسة نجوم. سنة 1972 توفي البارون، لتقوم زوجته، سنتين بعد ذلك، ببيعه. تمتد مساحة الفندق على مساحة 10 هكتارات وسط ضيعة فلاحية تمتد على 120 هكتارا، تضم، إلى جانب العديد من الأشجار المثمرة، حظيرة لتربية الأبقار والماعز والجمال، مما يحقق نوعا من «الاكتفاء الذاتي»، حيث لا تجعل الفندق بحاجة إلى تموين خارجي. على الجانب الأيسر للبوابة الرئيسية للفندق، توجد ورشتان للنجارة والحدادة للإشراف على الإصلاحات الداخلية التي تخص الغرف التي تم توسيعها خلال السنوات الأخيرة، مع بناء عيادة خاصة لطبيب الفندق قرب غرف المستخدمين الذين يعملون أثناء فترة الديمومة الليلية. داخل الغرف، التي تم تصميمها لتبدو مثل أجنحة صغيرة، يبلغ مجموعها 30 غرفة «بانكالو»، تمتزج الهندسة المغربية والأوروبية في الأثاث وزخرفة الجدران.. تتراوح مساحة كل غرفة بين 50 و150 مترا مربعا بحديقة أمامية خاصة تطل على مسبح يبلغ طوله 24 مترا. ويتوفر الفندق كذلك على ملعبين للتنس بأرضية رملية وأرضية كولف مصغرة «ميني غولف» ومركز للتجميل والتدليك إضافة إلى قاعة للرياضة واسطبل لركوب الخيل.. وقد خصصت إدارة الفندق ملعبا للكريكيت، وهي رياضة الأغنياء الأولى في أوربا والتي يزاولها هواتها في الفندق في الصباح وبعد الظهيرة. أثناء التجول بين مرافق الفندق، لا يكاد يتناهى إلى السمع سوى تغريد الطيور. وحسب أحد موظفي الفندق، فإن هدوء المكان والمناظر الطبيعية التي تحيط بالغرف من بين الأسباب الرئيسية التي تجلب السياح إلى المكان. يتم الحجز عبر الهاتف أو إرسال خطاب إلكتروني، السمعة التي يحظى بها الفندق خارج المغرب تجعله مختلفا عن فنادق 5 نجوم، إذ نادرا ما يحل السائح بالغزالة الذهبية مباشرة من أجل الحجز، يأتي السياح الإنجليز على قائمة زبناء الغزالة الذهبية، يليهم الألمان والفرنسيون على التوالي. داخل بار الفندق الذي يتم تجهيزه يوميا ابتداء من الساعة الحادية عشرة صباحا، تبدو المقاعد فارغة من روادها، إذ يفضل السياح النزول بعد الظهيرة. حوار قصير مع سائح بريطاني اعترف فيه بأن ما يجعله يحب العودة إلى الفندق كل سنة هو هدوء سهراته وحرص إدارته على تفادي الحفلات الموسيقة الصاخبة وعروض مؤديات الرقص الشرقي، وبالنسبة إليه، يفضل الاستماع إلى العزف المنفرد للموسيقار الإيرلندي الذي يعزف كل ليلة مقطوعات كلاسيكية على البيانو. رغم سياسة الفندق الصارمة في التكتم على أسماء المشاهير والشخصيات العامة التي تنزل فيه، حسب ما صرحت به غيثة بنيس الرئيسة المديرة العامة للمجموعة المساهمة التي تملك الفندق، فإن «المساء» استطاعت التعرف على بعض من تلك الشخصيات، إذ حسب مصدر مطلع، غادر مغني مجموعة البيتلز، بول مكارتني، الفندق قبل أسبوعين بعدما أمضى فيه أسبوعا كاملا، إضافة إلى السياسي والصحفي الإنجليزي مايكل بورتيو ومغني مجموعة الرولينغ ستونز مايك جاكَر وإلتون جون.. وخلال السبعينيات، ظلت الممثلة الإيطالية المعروفة صوفيا لورين تتردد على الغزالة الذهبية واختارته مكانا للاحتفال بعيد ميلادها الخمسين، وقد اعترفت، في أحد حواراتها، بصرفها مبلغا خياليا آنذاك من أجل إقامة الحفل ودعوة الأصدقاء. ويعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك أشهر زبون للفندق، إذ ظل ينزل به في زياراته الخاصة للمغرب وعند أعياد الميلاد منذ السبعينيات، وعندما كان عمدة لمدينة باريس، ويفضل تناول الطاجين المغربي والشاي بالنعناع.