جمال وهبي أودعت السلطات القضائية المغربية، يوم الأحد الماضي، عبد الإله حريز رهن الاعتقال بعد الشكاية التي توصلت بها وزارة العدل المغربية من طرف قاضي التحقيق الإسباني خوان ديل أولمو. وحسب مصادر قضائية، فإن التحقيقات المغربية منصبة حول حريز، البالغ من العمر 30 سنة الذي سبق أن صدر ضده في شهر فبراير الماضي حكم بالحبس ثلاث سنوات بعد اعتقاله في سوريا وتسليمه إلى المغرب، ليتم إطلاق سراحه بعد صدور حكم ببراءته من طرف محكمة الاستئناف بالرباط. وسبق للقاضي الإسباني ديل أولمو أن استنطق عبد الإله حريز بمحكمة الاستئناف في سلا، يوم 18 دجنبر الماضي، في إطار الإنابة القضائية، حيث طرح عليه 48 سؤالا تتعلق بمدى علاقته بانفجارات مدريد. وقامت المحكمة الوطنية الإسبانية، بعد عودة ديل أولمو إلى مدريد، بإصدار مذكرة بحث واعتقال دولية في حق المغربي عبد الإله حريز، للاشتباه في كونه من مدبري انفجارات 11 مارس 2004 بمدريد. وحسب مصادر قضائية إسبانية، فإن قرار المحكمة الوطنية الإسبانية شمل أيضا المغربي هشام احميدان، باعتباره رئيس مجموعة جمال احميدان، الملقب ب «الشينو»، الذي فجر نفسه ضمن مجموعة شقة ليغانيس بمدريد. وكانت أجهزة الأمن الإسبانية قد أكدت في أحد تقاريرها أن تحاليل الحمض النووي للمغربي عبد الإله حريز أظهرت أنه أحد المدبرين المفترضين لاعتداءات مدريد في 11 مارس 2004 التي أوقعت191 قتيلا و1824 جريحا. وتبين أن بصماته التي رفعت في شهر نونبر الماضي في المغرب من قبل لجنة استجواب برئاسة القاضي الإسباني تتطابق مع الحمض النووي الذي وجد في موقعين استراتيجيين للتحقيق حول اعتداءات مدريد، حيث عثر على بصماته على مشط في منزل تم فيه تجميع القنابل التي استخدمت في الاعتداءات، وفي شقة قرب مدريد كان يقطنها أفراد من الخلية الذين فجروا أنفسهم بعد محاصرتهم من قبل الشرطة. وكان قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية خوان دي أولمو قد استمع كذلك، خلال زيارته يوم 18 دجنبر الماضي، إلى سعد الحسيني الذي يشتبه في وجود صلة له بتفجيرات 11 مارس 2004 في مدريد.