المساء نظمت شعبة اللغة العربية بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، يوما دراسيا احتفاء بتجربة الشاعر المغربي محمد الشيخي، ضمن سلسلة «بصمات إبداعية» في دورتها الأولى وذلك الجمعة الماضي. الجلسة الصباحية الأولى خصصت للدراسات التي تناولت الأعمال الشعرية للمحتفى به بالدرس والتحليل، وافتتحت بكلمة الدكتور عبد الرحيم جيران رئيس شعبة اللغة العربية بالمدرسة، وقدم المهدي العرج مداخلة عنوانها «بنية الرفض ومستوياته في ديوان «ذاكرة الجرح الجميل»،حيث تناول سياق هذا الرفض في إطاره العام بدلالته اللغوية والاصطلاحية من جهة، والأساليب والإيقاع من جهة أخرى، كما أبرز الناقد رؤية الرفض للشاعر باعتباره السلام المتبقي، والذي يحقق به صراخه من لهيب جمر السبعينات الذي اكتوى بناره الشعراء المجايلين له. وتحدث الشاعر أحمد هاشم الريسوني من كلية الآداب بتطوان، في مداخلته الموسومة ب«شاعر الوردة – قراءة شعرية لمحمد الشيخي» عن تجربة الشاعر محمد الشيخي في علاقتها بشعراء السبعينيات الذين شاطرهم هم الكتابة والمعاناة، حيث ضل صاحب «وردة المستحيل»وفيا لما هدفوا إليه من خلال نصوصهم الشعرية أي كتابة قصيدة تخترق جدار الكلمة وتخرج بها إلى النمط العادي للكتابة، غير أنه فضل الإبحار في المنجز الشعري الذي خلفه الشاعر. وتطرق د.محمد المعادي إلى» سيميائية الشكل والخطاب في ديوان «ذاكرة الجرح الجميل»، ووظيفة البياض والسواد التي تعبر عن المسكوت ضمن بنية الفراغ الاستهلالي في الديوان، وأيضا من خلال التمظهرات الكرافيزمية للطباعة. وتحدث عبد السلام دخان عن بلاغة الاستحالة في ديوان «وردة المستحيل»الذي اعتبره منعطفا جديدا في تجربة الشاعر محمد الشيخي التي تمثل امتدادا لمشروع حداثي بغية ولوج القصيدة المغربية مناطق جديدة بعد أن استنفدت القصيدة الفراهيدية إمكانياتها التعبيرية وطاقاتها،ليفتح سؤال حول السمات الجديدة التي تحملها لنا بلاغة الاستحالة.ليتوقف بعدها عند الإمكانيات التصويرية والطاقة البلاغية الهائلة لنصوص الديوان، محاولا الكشف على بنيته الفنية والجمالية، وكذلك عبر الانزياح الأسلوبي الذي يخلقه الشاعر مرده تكثيف كثير من التعبير في جمل قصيرة تحيل على تمثلات واقعية مثل الأشخاص والأماكن. وخصصت الجلسة المسائية لشهادات في تجربة المحتفى به، وتحدث الشاعر عبد الكريم الطبال، عن المشترك الشعري والإنساني الذي تقاسمه مع صاحب «الأشجار» وتحدث الشاعر أحمد بنميمون عن المعادلة الصعبة في تجربة الشيخي، فقد كانت كتابته محسوبة مضبوطة يتوارى خلفها الشعر الأصيل. غير متجاوز بنية الشعر العربي الخالص من خلال تعامله مع ماتسمح به التفاعيل، فجاءت قصيدته نسيجا متميزا .أما الشاعر مخلص الصغير فقد استحضر لقاءه الأول بالشاعر في مقهى الريو، ليستمر بعد ذلك التواصل الشعري في كثير من اللقاءات. وقرأ محمد الشيخي في ختام اليوم الاحتفائي بعضا من نصوصه، بمرافقة البيانيست الدكتورة سعاد أنقار، وقرأ أيضا كل من فاطمة الزهراء بنيس ومحمد العناز، ومصطفى شحموط ولبنى الفقيهي وأحمد الحريشي ونهاد المودن وأمل كحيل، قصائدهم الشعرية احتفاء بالشيخي في يومه التكريمي.