رغم أن نسبة إرضائهم لم تتجاوز 1 % مما طلبوه من أسهم خلال عملية اكتتاب كل من شركة «ماطيل» و«بروموفارم» و«إم.2.إم» و«تيمار»، الشركات الأربع الأولى التي ولجت بورصة الدارالبيضاء خلال 2007، فإن المستثمرين الأجانب ظلوا متشبثين بأن يكتتبوا في جميع الشركات العشر حديثة العهد بولوج البورصة، حيث وصل عدد جنسياتهم في عملية اكتتاب واحدة إلى 53 جنسية من خلال طرح أسهم شركة «أطلنطا» في أكتوبر الماضي. سعيد الطواف استطاعت بورصة القيم بالدارالبيضاء، خلال السنة المنصرمة، جلب أكثر من 60 جنسية مختلفة من خلال العمليات العشر لطرح أسهم الشركات المغربية التي ولجت البورصة في 2007. ففي كل عملية اكتتاب، تخصص لهؤلاء المستثمرين الأجانب نفس حظوظ المستثمرين المغاربة، حيث يصطفون جنبا إلى جنب في جميع أصناف أي عملية اكتتاب لشركة تريد الولوج إلى البورصة، فنجدهم غالبا في الصنف الثاني المخصص لصغار المستثمرين، حيث يشار إليهم بالأشخاص الذاتيين الأجانب المقيمين وغير المقيمين بالمغرب، والأشخاص الطبيعيين الخاضعين للقانون الأجنبي، ونفس الأمر نجده في الصنف المخصص لكبار المستثمرين، كما أن بعض الشركات تخصص نوعا خامسا مخصصا للمستثمرين المؤسساتيين الأجانب. ففي أول عملية إدراج عرفتها البورصة خلال شهر فبراير 2007، والمتمثلة في طرح حوالي 375 ألف سهم لشركة «ماطيل»، المتخصصة في المعلوميات، بلغ عدد الجنسيات المكتتبة 17 جنسية مختلفة تقدمتها المملكة المتحدة ب167 مكتتبا طلبوا لوحدهم أكثر مما طرحته الشركة نفسها لكل المكتتبين، حيث فاق الطلب 2 مليون و500 ألف سهم، تلتها الولاياتالمتحدةالأمريكية ب88 مكتتبا وطلبوا هم كذلك أكثر من مليون و305 آلاف سهم، ثم فرنسا ب12 مكتتبا وطلبوا أكثر من 50 ألف سهم. وفي ماي 2007، تم طرح أسهم «بروموفارم»، الشركة المتخصصة في الأدوية، واكتتبت فيها 20 جنسية مختلفة، تقدمتها دائما المملكة المتحدة ب 94 مكتتبا طلبوا أكثر من 2 مليون و500 ألف سهم، في حين أن الشركة لم تطرح سوى 270 ألف سهم، وجاءت فرنسا في المرتبة الثانية ب39 مكتتبا وطلبوا 346 ألف سهم ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية ب28 مكتتبا وطلبوا 689 ألف سهم. وفي شهر يونيو المنصرم، طرحت شركة «إم.2.إم» للمعلوميات الدقيقة أقل من 130 ألف سهم والتي تمثل 20 % من رأس مالها، حيث اكتتب في العملية 18 جنسية مختلفة، ودائما المملكة المتحدة في مقدمة هؤلاء ب216 مكتتبا طلبوا أكثر من 2 مليون و700 ألف سهم، ثم المكتتبون الأمريكيون حيث بلغ عددهم 56 مكتتبا طلبوا 707 آلاف سهم، والفرنسيون ب21 مكتتبا طلبوا 213 ألف سهم، أما شركة «تيمار» المتخصصة في النقل واللوجستيك، فقد كانت عملية ولوجها استثناء في تصنيف أنواع المستثمرين، حيث صنفتهم جميعا في صنف واحد، الصغار والكبار وحتى المؤسساتيون، مما قلص من تواجد عدد الجنسيات المكتتبة ولم يتعد الاثنين، وهما ألمانيا بثلاثة مكتتبين وأمريكي واحد طلب 50 سهما. المستثمرون الأجانب سيتداركون الأمر في يوليوز 2007 عند طرح أكثر من 3 ملايين و600 ألف سهم من الشركة العامة العقارية «سي.جي.آي»، حيث بلغ عدد الجنسيات 47 جنسية مكتتبة، تقدمتها ولأول مرة الجنسية الإماراتية ب543 مكتتبا طلبوا أكثر من 37 مليون سهم، أما البريطانيون ورغم أن عددهم كان قريبا من الإماراتيين، أي 541 مكتتبا، طلبهم فاق كل التوقعات، حيث طلبوا أكثر من 194 مليون سهم، وهو رقم قياسي بالبورصة، حيث فاق طلبهم العرض الإجمالي للعملية كلها بأكثر من 65 مرة. أما العملية التي حطمت الرقم القياسي في عدد الجنسيات المكتتبة فكانت هي عملية طرح أسهم شركة «أطلنطا» للتأمين ب53 جنسية مختلفة، تقدمتها فرنسا بأكثر من 793 مكتتبا طلبوا 935 ألف سهم، ثم الإمارات ب548 مكتتبا طلبوا ما يفوق 13 مليون سهم، ثم لبنان ب46 مكتتبا وطلبوا أكثر من 552 ألف سهم. أما شركة البيتروكيماويات «سنيب» التابعة لهولدينغ «يينا»، فقد اجتذبت عملية طرح أسهمها خلال شهر أكتوبر 2007 نحو 27 جنسية مختلفة في مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية ب112 مكتتبا طلبوا أكثر من 9 ملايين و200 ألف سهم، ثم فرنسا ب80 مكتتبا وطلبوا 780 ألف سهم، وثم الإمارات ب70 مكتتبا وطلبوا 5 ملايين و400 ألف سهم. وفي نفس الشهر، اكتتبت شركة «ستوكفيس-شمال إفريقيا» واستقطبت 18 جنسية في عملية طرح أسهمها بالبورصة، وجاء الأمريكيون في المقدمة ب99 مكتتبا طلبوا 890 ألف سهم، ثم الفرنسيون وثالثا الجزائريون ب7 مكتتبين طلبوا 3243 سهما. وخلال طرح أسهم شركة «سلفين» التابعة للبنك المغربي للتجارة الخارجية، اكتتبت في العلمية 18 جنسية مختلفة تقدمتها فرنسا ب45 مكتتبا ثم بريطانيا ب33 مكتتبا والذين طالبوا بأكثر من مليون و300 ألف سهم، ثم أمريكا ب18 مكتتبا وطلبوا 735 ألف سهم من سلفين. وكانت آخر شركة ولجت بورصة القيم بالدارالبيضاء «ميكروداطا» المتخصصة في الإعلاميات، حيث اجتذبت 16 جنسية وجاء في المقدمة بالنسبة إلى المستثمرين الأجانب البريطانيون ب25 مكتتبا وطلبوا 157 ألف سهم، ثم الإسلنديون ب11 مكتتبا والفرنسيون ب10 مكتتبين. وبذلك يكون متوسط الجنسيات التي اكتتبت في الشركات العشر التي طرحت أسهمها، لأول مرة، ببورصة القيم بالدارالبيضاء خلال السنة المنصرمة، حوالي 24 جنسية مختلفة، وهو رقم لا بأس به، حيث إن ضعف نسبة إرضائهم والتي بلغت في المتوسط أقل من 1 % لم تثنهم عن الاكتتاب في كل الشركات العشر التي ولجت البورصة في 2007. لكن يتخوف بعض المراقبين من استياء هؤلاء المستثمرين الأجانب جراء الزيادة التي دخلت حيز التنفيذ ابتداء من فاتح يناير 2008 والتي تخص الضريبة على ربيحة الأسهم، حيث انتقلت من 10 % إلى 15 %. وجاءت فرنسا والمملكة المتحدةوالإماراتوالولاياتالمتحدةالأمريكية في طليعة الدول التي اكتتبت بكثافة في كل العمليات. هذا، وتوزع هؤلاء المستثمرون الأجانب على القارات الخمس، ومن ضمنهم دول لم يخطر على بال البورصة نفسها أنها ستستثمر في المغرب مثل «باناما» و«الجزر العذراء البريطانية» و«الباهاماس» و«السيشل»...