كانت تحلق من طنجة.. تفكيك شبكة دولية تُهرب الحشيش باستخدام الدرونات    "على الهامش" يواصل التألق في القاعات السينمائية في الأسبوع العاشر على التوالي    أكاديمية المملكة تبحث رهانات الترجمة    المغرب يؤكد التزامه بحماية كرامة الإنسان في المؤتمر الدولي حول إلغاء عقوبة الإعدام    رئيس الحكومة يعقد مباحثات مع الوزير الأول بجمهورية ساو تومي وبرينسيب الديمقراطية    الرئيس السنغالي: وجود فرنسا العسكري يتناقض مع السيادة الوطنية    تعزيزات عسكرية تصل إلى مدينة حلب    بونو وحكيمي ورحيمي ضمن المرشحين لتشكيلة "فيفا" لأفضل 11 لاعبا لسنة 2024        هلال الطير يستبعد الحارس ريان أزواغ من قائمة الفريق لمواجهة اتحاد تواركة    أسعار النفط تتجه لإنهاء الأسبوع على انخفاض بأكثر من 3%    المخترع المغربي فؤاد فقيري يحرز الميدالية الذهبية بالمعرض الدولي للاختراعات بسيول    معتقلو "حراك الريف" بسجن طنجة2 يشتكون من خطر يهدد صحتهم    الهدر المدرسي يتهدد التلاميذ جراء تأخر بناء أقسام هدمها "زلزال الحوز"    نقابة تجدد دعوتها لحل أزمة شركة سامير وتعزيز السيادة الطاقية    ميناء طنجة المدينة يظفر بجائزة أنطوان روفيناخت الأولى عن أفضل مشاريع تطوير الواجهة البحرية    علي حجي: مهرجان مراكش يحتفي بالإبداع ويرسخ مكانة المغرب كأرض للسينما    المرحلة الثانية لاستخلاص مصاريف الحج    هذا تاريخ المرحلة الثانية من استخلاص مصاريف الحج    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    بعد السقوط القاري.. الفوضى تضرب الرجاء وسط صمت إداري        وزير العدل يتباحث بالقاهرة مع عدد من نظرائه العرب    مهرجان أماناي الدولي للمسرح بورزازات يكشف عن أسماء لجنة التحكيم والعروض المسرحية المشاركة وعن جوائز المنافسة    موسم الهجرة نحو الفرح في زاكورة …جمال الطبيعة بنكهة الإبداع السينمائي    «آثار « للمخرجة مجيدة بنكيران يحصل على تنوية لجنة تحكيم مهرجان سينما المدينة بفاس    ارتفاع أسعار الذهب وسط تراجع الدولار    الجولة 12 من البطولة الاحترافية تنطلق اليوم الجمعة بإجراء مواجهتين        رئيس السنغال: وجود القواعد العسكرية الفرنسية في بلادنا يتعارض مع السيادة الوطنية    المتقاعد بين الإعفاء الضريبي والرفع من المعاش    منع جماهير الرجاء من حضور مواجهة حسنية أكادير    واتساب يدمج التخصيص مع إعادة التوجيه..إليكم تفاصيل الميزات الجديدة    تشاد تنهي اتفاق التعاون الدفاعي مع فرنسا    البنك الدولي يساهم في تقييم البرامج الاجتماعية في المغرب    كلامْ.. ليْس للرَّأي النَّعامْ ! (الجزء الثالث)            وفاة شاب إثر تسمم غذائي في محل للأطعمة الجاهزة بأكادير    الجيش الإسرائيلي يحظر انتقال السكان اللبنانيين إلى مجموعة من القرى جنوب البلاد    المنتخب المغربي لكرة القدم النسوية يفوز وديا على نظيره البوتسواني (3-1)    المخرج العالمي مارتن سكورسيزي: "ناس الغيوان" أبهرتني وأصبحت مصدراً للإلهام في مشواري الفني    الصناعات التحويلية.. ارتفاع الأثمان عند الإنتاج بنسبة 0,2%    "الأونروا": غزة تشهد أشد قصف استهدف مدنيين منذ الحرب العالمية الثانية    كيوسك الجمعة | "أمو تضامن" يغطي 3,8 ملايين مواطن مع دعم مباشر للفئات الهشة    روسيا تعلن إسقاط 47 مسيّرة أوكرانية    خميس الحكامة يعود إلى الدار البيضاء والرميلي: المدينة على أبواب التحول إلى "متروبولية" ضخمة    أين اختفت مبادئ حقوق الإنسان في قضية بوعلام صنصال.. لماذا التزمت هذه المنظمات الصمت؟    علماء يكشفون عملية تصنيع قطعة أثرية يعود تاريخها إلى 3600 عام    أسماء مغربية تتألق في "يوروبا ليغ"    ندوة تمويل المساواة: تخطيط وميزانية سياسات المساواة رافعة لفعالية "المساواة"    تلوث الهواء الناتج عن الحرائق يتسبب في 1.5 مليون وفاة سنوياً حول العالم    دراسة: جرعات نصف سنوية من عقار ليناكابافير تقلل خطر الإصابة بالإيدز    أهمية التطعيم ضد الأنفلونزا أثناء الحمل    نقص حاد في دواء السل بمدينة طنجة يثير قلق المرضى والأطر الصحية    حوار مع جني : لقاء !        لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمومة «شاذّة»
نشر في المساء يوم 08 - 01 - 2008


في اليوم الرابع من وصولها إلى باريس، لاحظت أمينة أن ابنتها (بالتبني) كوثر تقوم بتصرفات غريبة لا ينبغي لطفلة في مثل عمرها أن تعرفها. لاحظت أن كوثر ذات الأربعة أعوام، كلما استلقت إلى جانبها إلا وتبدأ الصغيرة في تلمس مواضع حساسة من جسد الأم، في نفس الوقت الذي تحاول شفتاها الصغيرتان الالتصاق بفم أمينة وتقبيلها حد المبالغة...- «أويلي شكون علّمك هادشي؟! ياكْما باباك؟»تجيبها كوثر ببراءتها الطفولية بأن من أفسد أخلاقها وعلمها هذه التصرفات ليست إلا امرأة اسمها زهيرة، والتي هي أمها الشرعية يا حسرة!في اليوم الموالي، عرضتها على طبيب نفساني أكد لها «أن تلك التصرفات هي نتيجة مداعبات تقع عليها من طرف الغير، مما جعلها تترسخ في فكرها وتقوم بها مع أي كان..».تقول كوثر بنبرة حزينة وهي تحاول أن تحكي بعضا مما كانت تتعرض له على يد والدتها: «كانت تعاملني معاملة سيئة. تضربنا وتكوينا بالنار أنا وأخي محمد لأتفه الأسباب. كنت أخاف منها خوفا شديدا إلى درجة الرعب، ومع ذلك كانت تحتضنني ليلا وتبدأ في ملامسة مواضع حساسة من جسدي وتقبلني بعنف وتمتص أنامل أصابعي مرغمة إياي في نفس الوقت على أن أفعل معها نفس الشيء.. ومع مرور الوقت، صارت لدي قابلية لتلبية نزواتها -معها ومع غيرها- دون شعور مني سيما وأنا صغيرة السن وأجهل معنى تلك التصرفات». ونصحها الطبيب بإبعاد الطفلة –ما أمكن- عن تلك البيئة إن هي أرادت أن تخلصها من تلك «العقدة».وبعد 9 سنوات في بلاد المهجر، كانت أخلاق كوثر قد صلحت بفضل العناية التي أحاطتها بها مربيتها أمينة. فأقبلت على تعلم القرآن وحفظه، وتوّجت ذلك بلبس الحجاب تعبيرا منها عن «توبتها» وقطعها أية صلة تذكرها ب«عقدة» الماضي.غير أن الحنين إلى البلد والأهل، غلب أخيرا على نفورهما من العائلة فقررتا، صيف عام 2003، العفو عما سلف وصلة الرحم بعد قطيعة دامت تسع سنوات متواصلة.تقول أمينة وهي تسرد تفاصيل الزيارة: «بمجرد دخولنا (هي وكوثر) إلى مسكن الأسرة بهوارة، سارعت زهيرة للارتماء على كوثر وتقبيلها من فمها بشكل مبالغ فيه..». وتضيف المتحدثة أنها تأكدت –مع مرور الأيام- من جميع الشكوك التي كانت تخالجها تجاه تلك المرأة، كما وقفت على حقيقة أخرى «صادمة» تتمثل في كون زهيرة تمارس «شذوذها» أيضا على ابنيها الصغيرين محمد (12 سنة) وأنس (4 سنوات)، بعد أن لاحظت أن هذين الأخيرين يقومان بتصرفات غريبة كتلك التي كانت تقوم بها كوثر.أما الأب فلا محل له من الإعراب هنا، لأنه لم يكن يزور أسرته إلى مرتين في العام، نظرا لارتباطه بعمل بمدينة الداخلة.وبعد مواجهة الأم بالحقيقة، اقترحوا عليها عرضها وابنيها على طبيب نفساني.. لكنها ثارت في وجه جميع أفراد العائلة وتمسكت بحقها في تربية أبنائها كيف تشاء، قبل أن تحزم حقائبها وتسافر رفقة ابنيها محمد وأنس في اتجاه بيت أبيها بمدينة آسفي احتجاجا على ما سمته ب«الإهانة». وهكذا قامت كوثر –مدعومة بأبيها ومربيتها- برفع دعوى قضائية -لدى المحكمة الابتدائية بآسفي- ضد والدتها، تتهمها فيها ب«جنحة العنف في حق قاصرين وإعطاء القدوة السيئة بسوء السلوك».وبعد التحقيق مع جميع أطراف القضية، حكمت المحكمة بعدم متابعة المتهمة بالأفعال المنسوبة إليها، باعتبار تلك التهم مجرد تلفيقات نسجها خيال القاصرة كوثر، لأن تلك الأفعال «غريبة عن مجتمعنا المغربي الذي يتشبث أفراده بالأخلاق الحميدة».كوثر الآن أوشكت على بلوغ سن الرشد، وتقول بلغة عربية مختلطة بالفرنسية إنها ستظل متشبثة بالمطالبة ب«نزع» أخويها محمد وأنس من براثن زهيرة التي «لا يليق بمثلها أن تكون أما»...

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.