رفضت اللجنة الدائمة للإعلام العربي في اختتام فعالياتها المشروع الأمريكي الداعي إلى فرض عقوبات على الشركات التي تؤجر موقعها لقنوات وصفها المشروع بالمحرضة على العنف والإرهاب، في إشارة إلى قنوات «المنار»، «الزوراء»، قناة حماس»الأقصى»، و«العالم» الإيرانية. وفي هذا السياق، أكد عبد الإله التهاني، مدير تواصل وزارة الاتصال، الذي يمثل المغرب في هذا الاجتماع، في تصريح ل»المساء»، أن اللجنة أكدت في توصياتها التي رفعت إلى مجلس وزراء الإعلام على أن مشروع القرار يمثل تدخلا في الشؤون العربية التي يجب أن تعالج قضاياها الإعلامية وفق تشريعاتها الوطنية. مقابل ذلك، أوصت اللجنة بأن تعمل الدول العربية على مواصلة جهودها الإعلامية لمكافحة التطرف والعنف والإرهاب والتحريض عليهما، مع التمييز بين الإرهاب وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال الأجنبي. وطالبت اللجنة بالتأكد من التزام القنوات العربية بعدم بث أي مواد تحرض على العنف والإرهاب. وركزت اللجنة على ضرورة القيام بتحرك عربي في الولاياتالمتحدةالأمريكية لإظهار الأثر السلبي الذي يمكن أن يحدث في حال صدور قرار يفرض عقوبات على المشتغل مع الفضائيات العربية، بالتنسيق مع المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية «عرب سات» والشركة المصرية للأقمار الاصطناعية «نايل سات» وشركة «نور سات». وثمنت اللجنة عمل اللجنة ودور الجامعة العربية ومجلس السفراء العرب بواشنطن، وطالبت بمواصلة الحوار مع الإدارة الأمريكية للحيلولة دون تصعيد الموقف ومع ضرورة دعم جهود مجلس سفراء العرب. من جانبه، وبعدما أكد أن القرار الأمريكي لا زال مشروعا ولم يصادق عليه الرئيس الأمريكي، اعتبر التهاني رئيس الوفد المغربي أن التعاطي مع القرار يجب أن يكون بأسلوب حكيم ومتبصر، يستند إلى الحوار والتواصل والإقناع والاتصال بكل الجهات المعنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، انطلاقا من جميع الأطراف، سواء العربية أو الغربية، الشريكة في محاربة التطرف والإرهاب. وأشار إلى أن هناك التزامات دولية متبادلة في هذا الشأن، وأن على الإعلام العربي، سواء الفضائي أو المكتوب، أن يركز عند تعاطيه مع القرار الأمريكي على إظهار حقيقة ثابتة، هي أن العرب ضحايا الإرهاب كذلك، على الرغم من وجود تيارات متطرفة في بعض الأقطار العربية، ولعل أحداث الدارالبيضاءوجدة خير دليل على ذلك. وأضاف التهاني أنه «يجب أن ننظر إلى أنفسنا بلغة النقد الذاتي، وأن نعتبر أنه بنفس القدر الذي نرفض فيه تدخل الآخرين في شؤوننا الداخلية أو يقيد وسائلها الإعلامية، فإنه علينا أن نقر أيضا أن هناك قنوات عربية تروج لخطاب الإرهاب وتبرره أو تجد له المبررات والمسوغات».