أثبتت دراسات حديثة أجريت بجامعة أوكسفورد البريطانية أن البكاء مفيد للصحة، وأن نوعية الدموع التي تذرف نتيجة لموقف عاطفي انفعالي تكون مختلفة من حيث التركيبة والوظيفة لأن الدموع عبارة عن تفاعلات كيميائية تأتي استجابة لدواع وحالة انفعالية مشبوبة بالعاطفة، وبالتالي فهي أغنى بالبروتينات. ويرى العلماء أن الدموع الأصلية سواء كانت دموع فرح أم حزن تساعد على إعادة التوازن لكيمياء الجسم كما أنها تساعد على العلاج النفسي، وفي هذا الصدد أشارت إحدى الدراسات إلى أن النساء يجهشن بالبكاء بصوت مسموع نحو 64 مرة في السنة، بينما يبكي الرجال حوالي 17 مرة فقط في السنة. ويعتقد الدكتور بيل فري من مركز أبحاث الدمع وجفاف العين في ولاية ميناسوتا الأمريكية أن البكاء مفيد للنساء، حيث تبين أن 85 بالمائة من النساء و73 بالمائة من الرجال الذين شملتهم الدراسة شعروا بالارتياح بعد البكاء. ويرى فري أن الدموع تخلص الجسم من المواد الكيماوية المتعلقة بالضغط النفسي، مشيراً إلى التركيب الكيمائي للدمع العاطفي والدمع التحسسي الذي يثيره الغبار مثلاً. فالدمع العاطفي يحتوي على كمية كبيرة من هرموني البرولاكين و «آي سي تي أتشن» اللذين يتواجدان في الدم في حال التعرض للضغط، وعليه فإن البكاء يخلص الجسم من تلك المواد. وأوضح هذا الاكتشاف سبب بكاء النساء بنسبة تفوق بكاء الرجال بخمسة أضعاف، ذلك أن البرولاكين يتواجد لدى النساء بكميات أكبر مقارنة بالرجال لأنه الهرمون المسؤول عن إفراز الحليب.