غضب عارم عاشه سكان حي صفيحي بمنطقة زواغة بنسودة بمدينة فاس، في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة، بعدما التهمت الحرائق التي اشتعلت في الحي، في ملابسات لا تزال مجهولة، عشرات البراريك، وشردت أسرها، لكن المأساوي هو أن الحريق أدخل أطفالا إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بسبب إصابتهم بحروق، حالة أحدهم، ويسمى زكريا الريفي، وصفت بالحرجة، واضطر سكان الحي إلى إعلان حالة استنفار لجمع الدعم للمصابين بغرض اقتناء الأدوية المكلفة. واحتجت الأسر المتضررة، وهي تقف بالقرب مما تبقى من «بيوتها»، مستنجدة بتدخل ملكي لإعادة إيوائها، والنظر في وضع التشرد الذي يعيشونه. ووجدت العديد من الأسر في الحي الصفيحي «دوار السلايلي» بتعاونية «الازدهار» نفسها وجها لوجه أمام «الضياع» رفقة أطفالها. فقد التهمت الحرائق المهولة كل «ممتلكات» هذه الأسر، وأجهزت على الأغطية والأفرشة والملابس. وانتقد المتضررون «تقاعس» السلطات في التجاوب مع قضيتهم، كما انتقدوا عدم زيارة المنتخبين لهم وهم يعانون من مأساة اجتماعية، في إطار «سياسة القرب» التي يؤكد المجلس الجماعي للعاصمة العلمية أنه يعتمدها في تواصله مع المواطنين. وتجهل الملابسات التي أدت إلى نشوب هذا الحريق، وطالب المتضررون بفتح تحقيق جدي ومعمق من شأنه أن يكشف عمن تورط في إشعال النار في «بيوتهم». وتعرف هذه المنطقة «تفريخ» بيوت الصفيح في الآونة الأخيرة، وقال سكان الحي الصفيحي إن أوضاعهم الاجتماعية هي التي دفعتهم إلى البحث عن «قبر الحياة» في هذه المنطقة، موردين أن عددا من معيلي أسر هذا الحي يشتغلون كمياومين، في الأسواق، ويحرسون مواقف السيارات، ويمتهنون مهنا أخرى لا تمكنهم سوى من مدخول يومي لا يتجاوز 40 درهما، وهو بالكاد ما يكفي لشراء القوت للأولاد. ودعوا السلطات المحلية إلى التدخل لإيجاد حل لمعضلة التشرد التي يواجهونها بعد حادث الحريق الذي جعلهم يعلنون حالة استنفار في وقت مبكر من يوم الجمعة، ويغادرون بيوتهم حفاة وشبه عراة، والصراخ يملأ المكان، قبل أن تصل شرارة الحرائق إلى «البراكة» وتلتهمها، دون أن يملك صاحبها، ومعه زوجته وأطفاله، سوى أن يتفرجوا على هول الكارثة.