دعا المندوب السامي للتخطيط أحمد الحليمي صباح الجمعة الماضية إلى توجيه الدعم الدولي لتقوية قدرات الدول النامية في مجال إنتاج المعلومات الإحصائية، وذلك بسبب الكلفة الباهظة لإنجاز البحوث الإحصائية، في وقت يطلب من هذه الدول تأهيلها جهازها الإحصائي ليتوافق والمعايير الدولية. وحذر الحليمي في افتتاح الملتقى الدولي حول التنمية البشرية من أن تؤدي الكلفة الباهظة للمعلومات الإحصائية إلى توسيع الهوة بين الدول المتقدمة والدول النامية في التوفر على معرفة أفضل للشعوب والظروف التي تجري فيها التنمية البشرية. وأضاف الحليمي أن الإحصائيات تظل أداة أساسية للتعبير ولو جزئيا وبشكل نسبي عن الحقائق التي تعتمل في المجتمع والعلاقة بين الحاجيات الاجتماعية وسياسات الدولة. واعتبر المتحدث نفسه أن مؤشر الناتج الداخلي الخام لا يعبر حقيقة عن مستوى دخل الأفراد، ولهذا تقوم المندوبية السامية للتخطيط ببحوث لدى الأسر حول الدخل، والتي ستصبح وتيرة إنجازها مرة كل 5 سنوات بدل 10 سنوات، كما تشتغل المندوبية على إعداد نماذج لقياس آثار السياسات العمومية على السكان على ضوء أهداف الألفية التي حددتها الأممالمتحدة في أفق 2015. لتفادي التباين في الإحصائيات المعتمدة في تصنيف الدول في التقارير الخاصة بالتنمية البشرية، رأى الحليمي أن الوقت حان لإرساء تشاور بين منتجي المعطيات الإحصائية ومستعمليها حول مناهج إنتاج المعلومات الإحصائية، مشيرا إلى أن برنامج الأممالمتحدة للتنمية باشر مشاورات على الصعيد الدولي لتحسين مؤشر التنمية البشرية الذي يصدر سنويا. من جانب آخر، قال مدير المكتب الجهوي للدول العربية في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي سونيل سايكل إن مؤشر التنمية البشرية لا يعبر بطريقة شاملة ودقيقة عن وضعية كل دولة على حدة، وأنه تم إطلاق مشاورات إقليمية لإدخال تغييرات على طريقة إنجاز المؤشر، وأضاف أن المطلوب أن يخرج هذا اللقاء الدولي بتوصيات عملية لكيفية إغناء المؤشر العالمي للتنمية البشرية. يشار إلى أن اللقاء الدولي ناقش على مدى يومين كيفية قياس التنمية البشرية في المغرب وفي العالم، وعلاقة التنمية البشرية بالرفاهية، فضلا عن مدى قرب المعلومات الإحصائية من المواطنين.