أماطت الاحتجاجات التي ارتبطت بقضية «وحش المقبرة» بمقاطعة جنان الورد بمدينة فاس، اللثام عن ضحايا جدد للمتهم الذي أحيل يوم أول أمس الخميس على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بفاس، وكشفت أن من بين الضحايا طفلة قاصر لا يتعدى عمرها 3 سنوات، شاركت بدورها رفقة أسرتها في الاحتجاجات الصاخبة التي عرفتها الساحة المقابلة للمحكمة بوسط المدينة، تزامنا مع إحالة المتهم على المحاكمة. وقالت والدة الطفلة إنه سبق لها أن توجهت بشكاية ضد «وحش المقبرة»، لكن دون أن يتم إلقاء القبض عليه، بل تمادى في توجيه التهديدات في حق الأسرة، وهي نفس التهديدات التي لوح بها في وجه الطفل الضحية بعدما اغتصبه، وأشهر سكينا في وجهه، مهددا إياه بالقتل، إن عمد إلى إفشاء السر لأسرته. وطالب المحتجون ب»تطويف» المتهم في شوارع المدينة، وإنزال أقصى العقوبات عليه، لكي يكون عبرة لكل من سولت له نفسه اغتصاب الأطفال. وجرى اعتقال «وحش المقبرة» من قبل عناصر تابعة لمصلحة الشرطة القضائية بعدما تم التبليغ عنه من قبل أفراد أسرة الطفل الذي اغتصبه في المقبرة نهاية الأسبوع الماضي، وسط القبور، في جنح الظلام، تحت التهديد بالقتل باستعمال السلاح الأبيض، ما أدخل الطفل المريض الذي سبق له أن أجريت له عدة عمليات جراحية، إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني، حيث مكث حوالي 5 أيام. وخلفت قضية «وحش المقبرة»، مباشرة بعد تفجرها، موجة من الاحتجاجات وسط سكان هذه المنطقة الشعبية التي استنكرت ما حدث للطفل الصغير، وعبرت عن تضامنها معه، ومع أسرته، وطالبت بتشديد العقوبات على مغتصب البراءة، لكي يكون عبرة لكل من سولت له نفسه ارتكاب اعتداءات جنسية في حق الأطفال. وتعرف الطفل «محمد.خ» بسهولة على المتهم باغتصابه في مقبرة «باب فتوح»، فيما أقر المتهم بالمنسوب إليه، وقال إنه اعتدى جنسيا على الطفل، دون أن يأبه بصراخه، واستعطافه له، كونه أجريت له عدة عمليات جراحية. وأظهرت التحريات أن المتهم له سوابق قضائية عديدة في مجال السرقة بالعنف، فيما كشفت الاحتجاجات التي نظمها السكان أن هناك ضحايا آخرين ل»وحش المقبرة»، جلهم أطفال صغار يترصدهم، قبل أن يستدرجهم إلى المقبرة لارتكاب الفظاعة. ورفع المحتجون، وأغلبهم من النساء والأطفال والشبان، شعار «هذا عار. هذا عار. ولاد الشعب في خطر»، في إشارة إلى ظاهرة الاعتداءات الجنسية التي ترتكب في حق الأطفال من قبل من وصفوهم بالوحوش الآدمية، كما كتبوا لافتات تخاطب القاضي، وتقول له «سيدي القاضي، ابني في خطر»، ورفعوا صورا للضحية «محمد. خ»، وآثار خطوط العمليات الجراحية التي أجريت لم تندمل بعد، مستنكرين الاعتداء عليه من قبل شخص لم تثره حتى هذه الخطوط في بطنه، ولم تجعله يتراجع، في صحوة ضمير، عن فعلته النكراء، ودعوا، وهم يشيرون بأصبع الاتهام إلى صورة «وحش المقبرة»، بتشديد العقوبات في حقه لكي يكون عبرة لكل من سولت له نفسه ارتكاب مثل هذه الفظاعة.